يسعى عراقيون في الخارج الى إدامة صلتهم بوطنهم الاول من خلال استعادة باقة من مفردات وأجواء ودلالات يشترك الجميع بحبها والتعلق بها، ومنها الأغاني والالحان العراقية الاصيلة، والفنانة المطربةلبنى العاني، التي ترعرعت في كنف والدها الموسيقي المعلم وأخوة يحبون الفن والغناء، تشارك في العديد من المهرجانات والحفلات في بلدان المهجر، لتقدم الأغاني العراقية والعربية بمستوى مميز من خلال صوتها الرخيم بمساحته العريضة، والذي كسب جمهورا نوعيا أينما غنت.
في القسم الثاني من حواري معها تستعيد التحاقها وهي صبية بفرقة كورال الإذاعة وفرقة الانشاد العراقية حين انضمت لها الصبية لبنى لتشدو وتتدرب وتتعلم الكثير على يد الأستاذ روحي الخماش وغيره من الموسيقيين المميزين، ولتغني مع مطربات معروفات بقدرتهن الأدائية واصواتهن: أمثال هناء محمد ,اختها وغادة سالم ، اللائي كنّ اكبر منها عمراً وقد عاملنها بلطف ورعاية، واهتموا برخامة صوتها الذي نجح في احتلال مساحة مؤثرة ضمن أصوات المجموعة.
وكانت لبنى العاني تحدثت في جزء سابق من الحوار عن تأثير والدها الفنان الموسيقي عبد الكريم عبد اللطيف العاني على تنشئتها على تذوق الموسيقى الراقية والتشبع بالألحان والمقامات العراقية. وتحدثنا اليوم عن أحد الملحنين الرواد الفنان عباس الذي كان صديقا وزميلا لوالدها،وقد امتاز بصوت مؤثر وعميق، و قد ترك باقة من أغنيات جميلة ما زالت تتغنى بها الذاكرة العراقية.
تنشدنا لبنى العاني خلال الحوار مقاطع من اغنيتي:
- مالي صحت يمّه آحاه جا وين أهلنا
- انا وخلّي تسامرنا وحجينا
وتشكو لبنى وغيرها من الفنانين تدهور مستوى الاغنية العراقية اليوم وغلبَة الطابع التجاري فيما يُنشر ويُبث من أغنيات على بعض الفضائيات ومواقع الأنترنت واليوتيوب، ملاحظة محدودية الاعمال الرصينة بكلماتها والحانها واصواتها والتي تدعو الى الاحترام.
يتطرق الحوار الى تجارب موسيقية وغنائية قدمتها العاني في مهجرها بالسويد حيث غنت عددا من قصائد الشاعر الكبير عبد الرزاق عبد الواحد وبالتعاون مع ملحنين قديرين أمثال مضر قاسم، ومن ذلك قصيدة:
من أي بابِ هوىً من أي شباكِ
من أي مرجع مقام في حناياكِ
من أين أبدأ يا بغداد.. مسراك
ويمكن الاستماع للأغنية ومقاطع أخرى من اغنية "محملين بالاسى يا بغداد " بصوت ضيفة برنامج حوارات في الملف الصوتي ادناه