فيما يناقش رئيس الوزراء حيدر العبادي في واشنطن المعارك ضد (داعش)، ويتحدث فيه مسؤولون عراقيون عن معركة تحرير الموصل، يواصل مسلحو التنظيم تحركاتهم لتعزيز دفاعاتهم.
وبحث الرئيس الاميركي باراك اوباما، ورئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في واشنطن الحرب ضد داعش، والتحضيرات لعملية تحرير الموصل والأنبار، والخطوات المقبلة في المعركة.
وكشف العبادي عن ان التنسيق مع الولايات المتحدة حول العمليات العسكرية التي يراد تنفيذها لتحرير مدينة الموصل من سيطرة تنظيم داعش، احد اسباب زيارته الى أميركا، مؤكداً ان واشنطن أبدت استعدادها للتعاون المشترك وتقديم المساعدة لعمليات التحرير.
الولايات المتحدة أبدت استعدادها للمساعدة في تحرير الأراضي من "داعش" ... العبادي
وقال العبادي في مؤتمر صحفي مشترك عقده الثلاثاء عقب إجتماعه بالرئيس أوباما، إن "الولايات المتحدة أبدت استعدادها للمساعدة"، وإنه "لمس استعداداً كاملاً غير محدود من قبل الرئيس أوباما وإدارته لدعم القوات العراقية في تحرير الأراضي بالكامل".
يُذكر أن الرئيس الأميركي باراك اوباما، أذن بشن ضربات جوية في العراق بعد أن سقطت الموصل بيد مسلحي داعش في العاشر من حزيران الماضي، كما سمح بنشر ثلاثة آلاف جندي أمريكي لتقديم المشورة وتدريب القوات العراقية والكردية التي تقاتل متشددي الدولة الاسلامية.
وذكرت وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) أن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش، نجح في تقليص نفوذ التنظيم المتشدد في العراق، بعد أن تمكنت القوات العراقية، من استعادة قرابة 15 ألف كلم مربع كانت تخضع لسيطرة داعش.
"داعش" فقد 30% من المساحات التي سيطر عليها في العراق ... البنتاغون
وقال المتحدث باسم البنتاغون الكولونيل ستيف وارن، إن داعش فقد 30 في المئة من المساحات التي سيطر عليها منذ منتصف العام الماضي، وأنه يتراجع ببطء في العراق.
الى ذلك أكد رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني أن وجود تنظيم داعش في الموصل يشكل تهديدا دائما للإقليم، ولذلك فإن مشاركة البيشمركة في معركة تحرير الموصل ستكون ضرورية لتحرير بقية المناطق.
وجود "داعش" في الموصل يشكل تهديداً دائماً لإقليم كردستان ... مسعود بارزاني
بارزاني الذي كان يتحدث الثلاثاء في برنامج "لقاء اليوم" الذي تبثه قناة الجزيرة القطرية، ربط طبيعة مشاركة البيشمركة في معركة تحرير الموصل بالنتائج التي ستفرزها اللجنة التي تم الاتفاق على تشكيلها خلال زيارة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الأخيرة للإقليم.
وكان مسؤول بالقيادة المركزية الأمريكية أعلن في شباط الماضي أنه يجري إعداد قوة من الجنود العراقيين والكُرد يتراوح قوامها بين 20 و25 الف فرد لاستعادة الموصل في نيسان او ايار على الأرجح.
وذكر محافظ نينوى في تصريحات للصحفيين في أربيل يوم الثلاثاء (7 نيسان) أن زيارة رئيس الوزراء حيدر العبادي الى اقليم كردستان كانت من اجل وضع اللمسات الاخيرة على عملية تحرير الموصل، والملامح النهائية للخطة العسكرية والاتفاق على توزيع الادوار، كل حسب موقفه وامكاناته.
هناك ثمانية آلاف مقاتل تم إعدادهم بشكل كامل ونتوقع أن يصل العدد الى 20 ألفاً ... محمود السورجي
وفيما كشفت وسائل إعلام تركية، الثلاثاء، أن 20 ضابطاً تركياً يدربون مقاتلي الحشد الوطني لعملية تحرير الموصل، وأن المقاتلين يتلقون التدريبات العسكرية شمالي الموصل، أكد محمود السورجي المتحدث باسم الحشد الوطني في الموصل، أن أعداد المقاتلين في معسكرات التدريب، في تزايد وقد يرتفع العدد الى 20 ألف مقاتل.
وبحسب السورجي تم تخريج ثلاث دورات وهناك ثمانية آلاف مقاتل تم إعدادهم بشكل كامل للمشاركة في تحرير الموصل، بينما ستتخرج دورة جديدة خلال الأيام القليلة المقبلة.
وخلال حديث لمراسل إذاعة العراق الحر في أربيل، أوضح السورجي أن هناك حاجة ماسة للأسلحة ولمعسكرات تدريب جديدة لإستيعاب الأعداد الكبيرة للمتطوعين.
وكان محافظ نينوى اثيل النجيفي أعلن في وقت سابق مشاركة مدربين أتراك في تدريب المتطوعين من أبناء الموصل، في إطار الدعم الذي تقدمه تركيا ودول التحالف، مؤكداً أن أي سلاح يدخل إلى العراق سيكون من خلال وزارة الدفاع العراقية.
فرقتان عسكريتان مستعدتان للمشاركة في تحرير الموصل ... محمد البياتي
وأكد رئيس اللجنة الامنية في مجلس محافظة نينوى محمد البياتي، أن هناك فرقتان عسكريتان مستعدتان للمشاركة في تحرير الموصل من سيطرة تنظيم داعش، متوقعاً أن تبدأ خلال الأيام القادمة عمليات عسكرية من ثلاث محاور المحور الغربي و الجنوبي والشمال الشرقي.
وفي مقابلة أجرتها معه إذاعة العراق الحر عبر الهاتف، أوضح البياتي أن تنظيم داعش يمر بحالة من الإرباك، والكثير من قيادات هذا التنظيم من العرب والأجانب، إنتقلوا الى سوريا، كما أعلنت الكثير من العشائر العربية إستعدادها للمشاركة في تحرير الموصل.
وبحسب البياتي، هناك إقبالاً كبيراً من أبناء العشائر جنوب الموصل على مراكز التطوع التي تم إفتتاحها في قاعدة سبايكر في محافظة صلاح الدين لتدريب قوات الحشد الوطني.
وكشف البياتي عن عقد إجتماع أمني مع قائد عمليات نينوى الجديد اللواء نجم الجبوري، الإسبوع المقبل، لمناقشة الخطط الأمنية والخدمية التي تم إعدادها لمرحلة التحرير ومابعدها، ومنها خطة لإيواء النازحين وحماية المدنيين وتقديم الخدمات بعد التحرير.
اهالي الموصل يترقبون بقلق الأوضاع ويتخوفون من اعمال انتقامية قد يتعرضون لها خلال معركة التحرير وعمليات القصف المدفعي والجوي، معربين عن أملهم بان يكون هناك دور اكبر للتحالف الدولي في معركة الموصل للحيلولة دون حدوث اعمال انتقامية تطالهم والاسراع بتحرير المدينة باقل خسائر ممكنة. وبدأوا بتخزين المواد الغذائية وخاصة الجافة منها مع المياه والادوية والوقود.
"داعش" يغير اماكن مقراته وينقل المهمة منها الى منطقة الغابات وسط الموصل ... موصلي
أما تنظيم داعش وبحسب مصادر داخل مدينة الموصل، فقد بدأ يلجأ الى تغيير اماكن مقراته ونقل المهمة منها الى مواقع في منطقة الغابات وسط الموصل للاستفادة من الاشجار في التمويه هرباً من ضربات التحالف الدولي، كما اقدم على إخلاء بيوت المسيحيين والعسكريين في مناطق الموصل من عوائل عناصره، بعد سرقة محتوياتها واثاثها دون معرفة اسباب هذا الاجراء، كما قام العديد من عناصره المحليين بنقل عوائلهم الى سوريا وتركيا والقرى البعيدة عن الموصل خاصة بعد تحرير تكريت والحديث عن قرب معركة تحرير الموصل.
من جهة أخرى اقدم التنظيم خلال الايام القليلة الماضية على اعدام أكثر من 300 شخص من اهالي نواحي القيارة والشورة وحمام العليل جنوب الموصل، أغلبهم من منتسبي القوات الامنية ومرشحين للانتخابات النيابية والمحلية وموظفين، كان قد اعتقلهم التنظيم قبل فترة والقى بجثثهم في حفرة عميقة قرب قرية (العذبة) جنوب الموصل يستخدمها في القاء جثث ضحاياه فيها مما اضطر ذويهم الى اقامة مجالس العزاء دون استلام جثث ابنائهم.
ويقول احد شيوخ المنطقة ان التنظيم يحاول إستفزاز الاهالي باعدام ابنائهم ودفعهم الى الرد ليتسنى له قتل المزيد منهم وتخريب مناطقهم متهما الاهالي بالتعاون مع القوات الامنية العراقية وتزويدهم بالمعلومات عن تحركات التنظيم في الموصل.
مدير تحرير "شبكة إعلاميي نينوى" محمد البياتي، أكد لإذاعة العراق الحر حصول إشتباكات بين عائلات الذين أعدموا في ناحية القيارة، ومسلحي داعش، كما حصلت إشتباكات في مدينة تلعفر بعد قيام التنظيم بإعدام أحد أكبر قياديه من المكون التركماني، مشيراً الى حصول إنشقاقات داخل صفوف داعش بعد الخسائر التي لحقت به.
حصلت إنشقاقات داخل صفوف "داعش" وبدأ بنشر نحو 150 طفلاً مسلحاً في شوارع الموصل ... ناشط إعلامي
وذكر البياتي ان التنظيم تعرض الى إنتكاسات وخسر معارك عديدة بعد تقدم الجيش العراقي وقوات البيشمركة، وبدأ يعكس إخفاقاته في تكريت والأنبار والجبهات الأخرى، بإستعراض مسلحيه داخل مدينة الموصل، كما قام تنظيم داعش يوم الإثنين الماضي بنشر نحو 150 طفلاً مسلحاً، في نقاط التفتيش وشوارع الموصل.
وبحسب البياتي تتراوح أعمار الأطفال المسلحين ما بين (12- 15) عاماً كانوا يحملون الأسلحة الخفيفة، من مسدسات وكلاشينكوف، وحراب النحر، وأجهزة اللاسيلكي، في خطوة تعكس مدى تدهور التنظيم الذي يحاول إنشاء جيل جديد من الأطفال لضمان ولائهم، كما ذكر السكان أن تنظيم داعش يواصل تجنيد وتدريب الأطفال في معسكر تدريب اللواء (12) الذي يتخرج منه ما بين 20 و30 طفل شهرياً.
وفيما أعلنت عشائر الجبور في محافظة نينوى عن دعمها للقوات الامنية العراقية بالاموال والمقاتلين في معركتها ضد داعش، طالب برلمانيون عن محافظة نينوى الحكومة العراقية، بالاسراع بتحريرها من سيطرة داعش، واعطاء اهلها دور اكبر باجراءات مختلفة منها اصدار عفو عن منتسبي القوات الامنية ودعوتهم للالتحاق بمعسكرات تحرير الموصل وتسليحهم.
كلما تأخرت معركة التحرير كلما زادت معاناة الموصليين ... سياسي كردي
من جهته يرى الشيخ محي الدين المزوري مسؤول العلاقات بالحزب الديمقراطي الكردستاني في الموصل، أن العد التنازلي لنهاية داعش بدأ في الموصل بعد الممارسات الإجرامية التي قام بها ضد أهالي المحافظة، مؤكداً قيام داعش بإعدام أكثر من 332 شخص خلال الأيام العشرة الماضية، كما قام بإعدام إمام جامع الرحمن في الموصل وإعتقال الشيخ محمد فايق في حي التأميم وإقتياده الى جهة مجهولة منذ خمسة أيام.
وحذر المزوري من تأخر عملية تحرير الموصل فكلما تأخرت المعركة كلما زادت معاناة الموصليين، متوقعاً أن تتأخر المعركة لفترة أطول لإستكمال كافة الإستعدادات، لأنها ستكون حرب شوارع في مدينة يصل تعداد سكانها الى نحو مليوني نسمة.
ويشير المزوري الى أن رجال الطريقة النشقبندية وجيش محمد والفصائل البعثية المسلحة تعاونت مع تنظيم داعش، الذي جند ضباط الجيش العراقي السابق والإستخبارات داخل تنظيماته، ورغم وجود البعثيين والخلايا النائمة لحزب البعث لكن داعش هي المسيطرة على الساحة.
بمشاركة مراسل إذاعة العراق الحر في أربيل عبد الحميد زيباري.