قدمت مجموعة من ذوي ضحايا عمليات الانفال عرضاً مسرحياً امام مبنى برلمان إقليم كردستان العراق، للتعبير عن مطالبتهم حكومة الإقليم بإيلاء اهتمام اكثر بهم وجذب الانظار نحو العائلات المتضررة.
وكانت مدن كردية تعرضت في الثمانينات لحملة عسكرية سميت بالانفال واسفرت عن مقتل وفقدان نحو 182 الف شخص حسب احصاءات غير رسمية مع تدمير الاف القرى، وعثر على جثث بعض من الضحايا في قبور جماعية بوسط وجنوب العراق بعد سقوط النظام العراقي السابق عام 2003.
ويحيي اقليم كردستان في شهر نيسان من هذا العام الذكرى 27 لعمليات الانفال من خلال اقامة العديد من المراسم، الا ان ذوي الذين تعرضوا لعمليات الانفال مازالوا غير راضين عن الخدمات التي تقدم لهم، مؤكدين انهم ما زالوا مهمشين وان الامتيازات التي خصصت لهم لا ترقى الى حجم الكارثة التي حلت بهم.
وقام الفنان رزكار فقی بكتابة واخراج هذا العرض المسرحي الذي قدم بمشاركة مجموعة شباب من ذوي ضحايا عمليات الانفال في منطقة كرميان بمحافظة السليمانية حيث جرت كبرى عمليات الانفال هناك.
وقال فقى في حديث لإذاعة العراق الحر: "الهدف من العرض المسرحي يتمثل في ان هناك العديد من الاسئلة لدى ذوي المؤنفلين لا تزال بلا اجوبة منذ 27 سنة وتم طرحها من خلال المقالات والتظاهرات حتى وصل الامر الى طرحها عن طريق التمثيل لكي نقول للسلطة التشريعية بان لدينا مجموعة اسئلة ونطالبكم بالرد عليها".
واشار الى انهم بصدد نقل هذا العمل المسرحي الى بغداد ليتم عرضه أمام مبنى مجلس النواب العراقي ايضا لطرح مطالبهم هناك.
وقالت الفنانة خلات دارا التي مثلت دور فتاة كردية تعرض زوجها الى عمليات الانفال ولم يعثر عليها: "قمت بدور الفتاة مريم التي تزوجت شابا قبل احداث الانفال وبعد ان يتم اعتقاله واخذه الى مكان مجهول، وتعيش بعد ذلك هذه الفتاة في منزل اختها وتقوم كل عام في ذكرى الانفال باحياء مراسم زفافها من خلال ارتداء ثوب العروس لعدة ساعات ثم عادته لمكانه".
وتعرب الفنانة دارا عن أملها في أن يكون العمل المسرحي قدّم شيئاً لذوي المؤنفلين في تنفيذ مطالبهم وايلاء اهتمام اكثر بهم، مؤكدة ان جميع ما طرح فيه يعبر عن الواقع الذي حصل لهم.