يقول باحثون وسياسيون ان الحروب المتعددة التي عاشها المجتمع العراقي وخاصة الحرب الأخيرة ضد تنظيم "داعش" كان لها تأثير واضح على تفكك البنية الاجتماعية، وبروز مظاهر للتحلل الأخلاقي، وغياب الهوية الوطنية، وانتشار حالات الفساد الإداري، وتراجع القيم الإنسانية والتربوية.
ويرى الكاتب والباحث غالب الشابندر ان هناك تصدعاً في البنية الاجتماعية مع هيمنة القيم العشائرية وتمجيد لغة الثار والسلاح، مضيفاً إن الحروب تخلق حالة يأس في نفوس الافراد العاجزين عن مواجهة سيادة منطق القوة، ما يؤدي إلى النكوص الجماعي المؤدي بالضرورة إلى الاغتراب المجتمعي والانهيار القيمي.
وأكد الباحث المختص في علم الاجتماع احمد قاسم على أهمية تحقيق العدالة الاجتماعية عبر قوانين تحقق مبدأ العدالة الاجتماعية وتقلل الفروق بين أبناء المجتمع، مع ضرورة أن تتحرك منظمات المجتمع المدني مع النخب الثقافية لإعداد برامج توعية وتثقيف للتقليل من التصدع الحاصل في بنية المجتمع العراقي.
ويقول عضو تحالف الوطنية كاظم الشمري إن مشكلة العراق هي مشكلة زعامات تعتقد انها تعمل بحكمة لكنها في واقع الأمر أبعد ما يكون عن الحكمة وكانت تعمل وفق مبدأ الاستحواذ والهيمنة وجني المكاسب على حساب تصدع البنية الاجتماعية.
ويعتقد عضو التحالف الوطني فوزي اكرم ترزي إن هناك حاجة ماسة لتغليب لغة العقل والحكمة وتفعيل دور المؤسسة الدينية والثقافية لتبني خطاب وطني يتجه نحو ترسيخ مفهوم المواطنة والمصالحة الحقيقية بين مكونات الشعب.