يقول مراقبون ان أسباباً عديدة تقف وراء عزوف الكثير من الناس عن القراءة والاهتمام بالكتاب، اولها مواقع التواصل الاجتماعي والانترنت، بالاضافة الى الظروف الامنية والسياسية وما سببته من اوضاع عائلية قلقة غير مستقرة ادت بالتالي الى عدم التفرغ للقراءة، وقضاء اوقات برفقة الكتاب.
ويقول الناشط المدني قاسم البهرزي ان الازمة السياسية والعنف السائد في الشارع دفع بالفرد الى الميول نحو العزلة والانزواء وعدم القراءة، ذلك ان القراءة تحتاج الى توفر الاستقرار.
وانطلقت (السبت) على حدائق بين الجسرين وسط بعقوبة فعالية "انا عراقي.. أنا اقرأ"، الهدف منها التشجيع على القراءة. ويقول علي قاسم عضو اللجنة التحضيرية للفعالية ان الفعالية تنفذها مجموعة من الشباب في المحافظة من اجل احياء القراءة والتصالح مجدداً مع الكتاب، مضيفا انه تم جمع عدد كبير من الكتب وعرضها في حدائق بين الجسرين وشملت كتبا سياسية واجتماعية وثقافية وروايات، وذكر ان عدداً من أصدقاء التجمع ودار روسم في بغداد ودار نون في شارع المتنبي ساهموا في رفد الفعالية بالكتب.
ويرى متابعون للشأن الثقافي ان أعداد رواد المكتبات والمهتمين بالكتاب تناقصت، ولم يعد في المكتبات العامة من مرتادين الا طلبة الدراسات العليا وعدد قليل من كبار السن. ويشير الناشط المدني ابراهيم احمد الى ان تعدد مواقع التواصل الاجتماعي والانترنت قضت على ثقافة القراءة، متمنياً ان تحيا ثقافة القراءة وحب الكتاب، ليسهم ذلك في شيوع ثقافة التحليل العلمي للظروف المحيطة بالمواطن.
ورغم قلة عدد القراء والمهتمين بالكتب الا ان هناك من لا يزال يواظب على القراءة يومياً. ويفيد صباح ايوب، مدير ثانوية الحسن بن علي في بعقوبة، بان الكتاب يبقى صديقا للمثقف وهو الغذاء الروحي له، مبينا ان الظروف الامنية اثرت على القراءة بشكل كبير، لكنه يقول انه لايمر يوم الا وكان مع عشيقه وصديقه الكتاب، حسب وصفه.