يرى مراقبون ان تحولات كثيرة شهدها العراق بعد اسقاط حكم البعث عام 2003 على يد قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الاميركية، وكان للمشهد الثقافي نصيب من هذه التحولات.
وقال رئيس جمعية الثقافة للجميع عبد جاسم الساعدي لاذاعة العراق الحر "ان المؤسسة الثقافية وعلى الرغم من وجود هامش من الحرية الفكرية، إلاّ انها لم تستطع تكوين رؤية نقدية للتحولات السياسية والاجتماعية".
وعزا الساعدي ذلك الى سيطرة وهيمنة الاحزاب السياسية وبروز ظاهرة العسكرة مقابل حالة التمدن التي كان ينشدها العراق، حسب تعبيره.
بينما يرى الناقد، استاذ الادب الالماني في جامعة بغداد بهاء علوان "ان المؤسسة الثقافية لم تنشط كثيرا في تناول ادب ما بعد الحرب، الذي يعد واحدا من الاجناس الادبية التي تسهم في ملامسة معاناة المجتمع والمشاكل التي يواجهها وايجاد الحلول لها، فضلا عن انتاج انماط التفكير الايجابية".
بيد ان عضو الاتحاد العام للادباء سامح عاشور وجد ان "الثقافة العراقية استطاعت بعد عام 2003 ان تتخطى حدودها المحلية والانطلاق الى الفضاء الاقليمي والدولي"، لافتا الى "وجود تحديات تواجه المؤسسة الثقافية على مستوى الدعم المادي والمعنوي من قبل الجهات الرسمية".
واشار الروائي فوزي الهنداوي الى ان "التحولات السياسية التي شهدها العراق بعد عام 2003 اثرت بشكل كبير على المشهد الثقافي العراقي وجعلته متفاعلا من المنجز الابداعي العالمي".
يذكر ان الوسط الثقافي العراقي بعد عام 2003 شهد انفتاحا واسعا، وحصد العديد من المثقفين جوائز عالمية وعربية على صعيد الرواية والمسرح والسينما. وازدهرت حركة النشر والتاليف واستضاف العراق الكثير من معارض الكتاب الدولية.