في الوقت الذي أختتم الخميس (9نيسان) اللقاء التشاوري الثاني الذي أستضافته موسكو لبحث الأزمة السورية، توقع مراقبون أن يوحد الإرهاب السوريين بحثا عن حل سياسي للأزمة، التي تعاني منها بلادهم، منذ أكثر من أربعة أعوام.
وبحسب وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) تم التوافق بين وفد الحكومة السورية، ووفد شخصيات المعارضة في لقاء موسكو التشاوري الثاني، على نقاط حول بند "تقييم الوضع الراهن" من جدول الأعمال تضمنت تسوية الأزمة في سورية بالوسائل السياسية على أساس توافقي بناء على مبادئ جنيف1.
وزير خارجية روسيا يؤكد تمسك بلاده بإنجاح الحوار السوري ـ السوري
وعلى مدى أربعة ايام ناقش وفد النظام السوري برئاسة بشار الجعفري، مندوب النظام الدائم لدى الأمم المتحدة، ووفد المعارضة السورية الذي ضم معارضين وممثلين عن منظمات مدنية، الوضع الإنساني في سوريا، وموضوع الإرهاب وإجراءات بناء الثقة بين الطرفين والبحث في العملية السياسية وفقاً لمباديء جنيف1.
وأكد وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف في رسالة
وجهها إلى المشاركين في لقاء موسكو التشاوري، تمسك بلاده بإنجاح الحوار السوري ـ السوري بناء على بيان جنيف وبدون أي تدخل خارجي.
وزير سوري: لقاء موسكو 2 كان إيجابياً وحل الأزمة لا يمكن أن يكون إلا سوري ـ سوري
ورغم مقاطعة أبرز أطراف المعارضة السورية للقاء موسكو، وغياب المبعوث الدولي الخاص بشأن سوريا ستيفان دي ميستورا، أعرب الوفد الحكومي السوري عن ارتياحه من نتائج لقائه مع ممثلي المعارضة، كما رحبت الأوساط السورية القريبة من الحكومة باللقاء.
الدكتور حيان سليمان معاون وزير الاقتصاد السوري، أكد لإذاعة العراق الحر أن لقاء موسكو إيجابي، رغم ملاحظاته على بعض بنود الورقة التي تقدمت بها المعارضة السورية، معرباً عن أمله بأن يكون اللقاء القادم في دمشق، ومشدداً على أن حل الأزمة السورية لا يمكن أن يكون إلا حل سوري ـ سوري.
ونصت ورقة الوفد الحكومي السوري، بحسب وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) على "تسوية الأزمة في سورية بالوسائل السياسية السلمية على أساس توافقي انطلاقا من مبادئ جنيف1، ودعوة المجتمع الدولي لممارسة الضغوط على كل الأطراف العربية والإقليمية والدولية، لاسيما تركيا والأردن والسعودية وقطر لوقف كل الأعمال الداعمة للإرهاب من تسهيل مرور الإرهابيين إلى الداخل السوري وتدريبهم وإيوائهم وتمويلهم وتسليحهم".
يُذكر أن الائتلاف الوطني السوري المعارض الذي يمثل المعارضة السياسية الرئيسية لم يشارك في لقاء موسكو1 قائلاً إنه لن يشارك إلا في محادثات تؤدي إلى ترك الرئيس بشار الأسد للسلطة، كما لم يشارك الإئتلاف في لقاء موسكو 2.
عضو في الإئتلاف السوري المعارض: روسيا مشاركة في قتل السوريين ولا يمكن أن تكون طرفا في حل الأزمة
عضو الائتلاف السوري المعارض جلال الدين خانجي ذكر لإذاعة العراق الحر أن الإئتلاف لم يشارك لاسباب عديدة، أولها أن الدعوة لم توجه لهم للمشاركة في اللقاء، والسبب الرئيسي أن الإئتلاف السوري يرى أن روسيا مشاركة في قتل السوريين ولا يمكن أن تكون طرف في حل الأزمة السورية مادامت تدعم النظام السوري،
كما أن من يقود العملية السياسية في سوريا هي الأمم المتحدة، وكل ما هو غير ذلك كمحاولتي موسكو والقاهرة، هي للفت الأنظار عن مقررات جنيف، وروسيا لا تصلح بالنسبة لنا كراعي وحاضن للحل السوري، فضلاً عن أن هكذا لقاءات لا تفضِ الى نتائج بحسب خانجي.
صبحي الرفاعي: المعارضة السورية لا تعول على لقاء موسكو
رئيس المكتب التنفيذي في مجلس قيادة الثورة السورية، صبحي الرفاعي، أكد لإذاعة العراق الحر أن المعارضة السورية لا تعول على لقاء موسكو لأن روسيا شريك حقيقي للنظام السوري لقتل السوريين وأغلب المشاركين في لقاء موسكو، أفراداً أو هيئات لهم إرتباط مباشر بالنظام، كما أن الأرضية التي بُني عليها لقاء موسكو تعتمد على أساس التشاور والحوار المباشر مع النظام.
وأضاف الرفاعي "لم يتواصل أحد معنا ورفضنا أي لقاء مع الروس على أي صعيد وباب الحوار مع موسكو مغلق تماماً.
طارق الأحمد: الدبلوماسية الروسية نجحت في إنقاذ سوريا من الفشل
طارق الاحمد عضو المكتب السياسي للحزب القومي السوري الاجتماعي أن الدبلوماسية الروسية نجحت في إنقاذ سوريا من الفشل، بتأكيدها على إمكانية إجراء عملية سياسية في سوريا، لكنه يؤكد أن هذه العملية لا يمكن أن تنجح بدون مشاركة كل أطراف المعارضة السورية في الداخل والخارج.
وزير في حكومة المعارضة المؤقتة: لا يمكن التعويل على الدور الروسي
الوزير في الحكومة السورية المؤقتة محمد ياسين نجار أوضح لإذاعة العراق الحر أن الروس لم يحسمو خياراتهم بالانحياز للشعب السوري، فهم قريبون من النظام، ولا يمكن التعويل على الدور الروسي.
أما عن رأيه بورقة هيئة التنسيق التي
قدمتها في موسكو، فيقول إنها عملية لذر الرماد في العيون لا أكثر، وما يحصل في مخيم اليرموك المحصار ليس ببعيد.
وأكدت الورقة التي اتفقت عليها أطراف المعارضة المشاركة في لقاءات موسكو، على الحل السياسي على أساس جنيف1، والوقف الفوري للأعمال القتالية في سوريا، وحل الكوارث الانسانية، ومكافحة الإرهاب، وإنجاز التغيير والإنتقال الديمقراطي إلى دولة ديمقراطية مدنية، ومواجهة قوى التدخل الخارجي وتحرير الأراضي المحتلة، وإطلاق سراح كافة المعتقلين والمختطفين بالدرجة الاولى النساء والاطفال، وإدخال الغذاء والدواء إلى كافة الاراضي السورية، ومنح وتجديد جوازات سفر السوريين وأفراد عائلاتهم.
جهاد مقدسي: مؤتمر موسكو ينحصر في إجراءات بناء الثقة المفقودة اساساً بين النظام والمعارضة
جهاد مقدسي المعارض المستقل والناطق باسم الخارجية السورية المستقيل قال لإذاعة العراق الحر "إن لقاء موسكو 2 لا يخرج عن
نطاق عنوانه فهو لقاء تشاوري، والروس لم يعدو المعارضة بأي شيء، وأنا لست من أصحاب لقاء المقعد الفارغ، فأعتقد أن مؤتمر موسكو ينحصر في إجراءات بناء الثقة المفقودة اساساً بين النظام والمعارضة." مقدسي رحب بأي لقاء يمكن أن يفضي الى نتائج للتخفيف من معاناة السوريين.
محللة روسية: الإرهاب يوحد الجميع، ولقاءات موسكو تحاول أن تخلق الأرضية للحوار بين السوريين
المحللة السياسية الروسية ايلينا سوبونينا مديرة مركز اسيا والشرق الأوسط قالت لإذاعة العراق الحر في مقابلة هاتفية من موسكو، إن اللقاءات كانت مثمرة، وكشفت عن موافقة وفد الحكومة السورية على كثير من النقاط التي طُرحت من قبل وفد المعارضة السورية، لكنها أشارت في الوقت نفسه إلاّ أن حضور المعارضة لم يكن واسعاً وغياب بعض الأطراف الرئيسية كالإئتلاف السوري المعارض يؤثر سلباً على نتائج هذا الحوار رغم أن روسيا تؤكد أن مثل هذه اللقاءات مهمة جداً وتأمل أن تشارك كل أطراف المعارضة السورية في اللقاءات المقبلة.
واضافت سوبونينا أن وفد الأمم المتحدة والمبعوث الدولي الخاص ستيفان ديمستورا كان غائباً عن لقاء موسكو 2، وهذا أيضاً كان له تأثير سلبي.
ولفتت سوبونينا الى أن روسيا ترى أن هناك مرونة في موقف الدول الإقليمية والغربية وضمنها أميركا في إمكانية الحوار مع النظام السوري لحل الأزمة السورية بعد تمدد داعش والتنظيمات الإرهابية داخل سوريا،والإرهاب بات اليوم يوحد الجميع، ولقاءات موسكو تحاول أن تخلق الأرضية للحوار وعودة السلام الى سوريا.
وبحسب سوبونينا فان روسيا تؤكد دائماً أن لقاءات موسكو ليست بديلة لمؤتمرات جنيف بل هي مكملة لها، لذا يكثف المسؤولون الروس إتصالاتهم
مع المسؤولين الأتراك والإيرانيين والأطراف الدولية بهدف إيجاد حل للأزمة السورية.
يُذكر أن موسكو إستضافت اواخر كانون الثاني الماضي، اللقاء التشاوري الأول بين الحكومة السورية والمعارضة، وصدر بيان عن المشاركين ناشدوا فيه المجتمع الدولي تكثيف وتسريع وتيرة إدخال المساعدات الإنسانية للشعب السوري، ورفع العقوبات، وطالب مجلس الأمن بتنفيذ قراراته الخاصة بتجفيف منابع الإرهاب كما أدان الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا.
بمشاركة مراسلا إذاعة العراق الحر في سوريا خليل حسين ومنار عبد الرزاق