يشعر عدد كبير من الاردنيين الذين تم اجلاؤهم من اليمن بسبب الحرب التي تدور هناك، يشعرون بالصدمة بسبب أهوال الحرب والاحساس بالضياع وفقدان عملهم ومصدر رزقهم او دراستهم.
وينطبق الحال على مواطنين يمنيين موجودين في الاردن لسبب او لآخر، فهم اما طلاب او قادمون للعلاج او مقيمون دائمون، وهؤلاء لا يستطيعون العودة حاليا ولا حتى زيارة بلدهم والكل يدور في دوامة الحرب، يتابع اخبارها على امل انتهائها، والحلم بعودة استقرار الوطن.
على الصعيد الرسمي الاردني، أكد مصدر رسمي في وزارة التعليم العالي الاردنية انه " لا طلبة مبتعثين في اليمن للعام الدراسي الحالي، وان الذين عادوا من اليمن تم استيعابهم في الجامعات الاردنية، وان الموجودين حاليا هم من الدارسين على حسابهم الخاص"، مؤكدا بأن الوزارة لن تتخلى عن هؤلاء، وهي تعمل على تأمين خروجهم من اليمن.
وعلى صعيد اجلاء المواطنين الاردنيين من اليمن، قالت وزارة الخارجية على لسان صباح الرافعي، الناطقة باسم الوزارة أنه تم حتى الآن اجلاء 657 مواطنا اردنيا من اليمن، وان العمل جار لاجلاء آخر مواطن اردني هناك. وتناقلت الأخبار ان عمليات الاجلاء تمت عن طريق السعودية وعمان وجيبوتي، وان 13 اردنيا تم اجلاؤهم بمبادرة فردية من الجالية الاردنية في مسقط، وتحديدا من رجل الأعمال "حسين الزعبي" الذي تكفل بنقل هؤلاء وتأمين اسنضافتهم.
وقال عودة محمد العائد من المجموعة "ان الحدود اليمنية العمانية يبلغ طولها 1200 كم، وقد قام النادي الاردني بصلالة والجالية الاردنية هناك بتقديم المساعدة ثم وصف رحلة العودة بالشاقة وقال: "لا يمكن وصف الحالة المعنوية والنفسية التي كنا فيها وعليها".
وقال (س، ع) انه يتحفظ على ذكر اسمه لأنه "اتخذ قرار مغادرة اليمن بشكل فردي مخالفا لتعليمات الجهة التي يعمل معها، والتي كانت ترى أن عليه الاستمرار والبقاء، وهو لا يدري لحد الآن لماذا. فالوضع كان قاسيا ولا يمكن الاستمرار معه بالعمل او البقاء بالبلد حتى بدون العمل"، حسب قوله، وأضاف بأنه كان قد أمن خروج عائلته لكنه لم يتمكن من مزاولة عمله ولا التعايش مع فكرة البقاء تحت القصف والنيران.
وعلى الصعيد الرسمي ايضا ، اعلنت الملكية الاردنية عن نقلها لأكثر من 450 مواطنا اردنيا كانوا في اليمن عن طريق جيزان، بالتنسيق مع سلطات الطيران والملاحة الجوية السعودية – حسب المدير العام – الرئيس التنفيذي بالوكالة للملكية الاردنية، الكابتن هيثم مستو، الذي أضاف بأنه تم تشغيل ثلاث رحلات عارضة خلال هذه المرحلة كما قال إن الخطوط الملكية على استعداد لتشغيل المزيد من الرحلات العارضة لنقل الاردنيين سواء من السعودية او الدول المجاورة لليمن. هذا وكانت الملكية قد علقت رحلاتها الى كل من صنعاء وعدن منذ السابع عشر من شباط الماضي، وكانت تسير 7 رحلات اسبوعيا الى صنعاء و4 الى عدن.
يمنيون يتحدثون عن الحرب واهوالها
آية محمد خميس طالبة بكلية طب الاسنان وتبلغ من العمر 25 عاما قالت لاذاعة العراق الحر: "الحرب صعبة فلا كهرباء ولا خدمات وبالأمس ضربت الاتصالات، الى جانب نقص الوقود، هذا الى جانب القصف والرعب الذي يصيب النساء والاطفال" ثم اختتمت بالقول "الله يعين".
ووصفت هيفاء محمود الوضع في عدن ب"الكارثي" فلا كهرباء ولا محلات مفتوحة ولا وقود وقالت إن العيش مع الحرب صعب للغاية واضافت "نحن ننام على قصف ونصحو على قصف".