اثنا عشر عاما مرت على التغيير الذي حصل في التاسع من نيسان عام 2003 وما رافقها من تحول سياسي واجتماعي وسقوط النظام السابق وبروز تيارات وقوى سياسية وعدت بإحداث تطورات جوهرية تمكن البلاد من النهوض مجددا بعد أعوام طويلة من الحكم الدكتاتوري. إلا إن سياسيين ومتابعين يشيرون إلى إخفاق تلك القوى في إحداث التغيير المطلوب مؤكدين على ضرورة مراجعة أخطاء المرحلة السابقة والعمل على اصلاحها.
وزير الثقافة الأسبق والنائب السابق مفيد الجزائري يشير إلى وجود زعامات سياسية تمارس سلطتها بقوة وبغياب الرؤية التجديدية بما يتناسب مع الأحداث المتسارعة التي تتطلب الاستفادة من التجارب المتراكمة على مدى الأعوام الماضية والتي أفرزت شخصيات سياسية وطنية لكنها لا تملك قدرة التأثير القوي في المشهد السياسي الان.
الكاتب والصحفي جمعة الحلفي يرى ان الأحزاب السياسية بعد التغيير فشلت في بناء مؤسسات دولة وركزت على بناء وتوسيع نفوذها السياسي مما خلق حالة إحباط في نفوس العراقيين. ومن المهم اليوم ان تعيد تلك الأحزاب حساباتها وان تتوحد لمواجهة خطر التنظيمات المسلحة مع مد جسور الثقة مع الشارع الذي يعيش حالة من الخيبة من أداء أحزاب لا تضع مصلحة الوطن والمواطن ضمن أهم أولوياتها.
ويعتقد الصحفي باسم الشيخ رئيس تحرير جريدة الدستور إن تعدد ولاءات الأحزاب السياسية لدول إقليمية كان له تأثير كبير في إحداث انقسامات في بنية المجتمع العراقي. ولكن بالمقابل لا يستبعد الشيخ وجود خبرة متراكمة عند بعض القوى السياسية رغم انها لم تصل إلى مرحلة النضوج السياسي المطلوب.
ويرى الباحث والكاتب جمعة عبد الله أن من الضروري أن تتجه الأحزاب العراقية إلى القيام بمراجعة حقيقية عبر الاستعانة بالنخب الثقافية لتبني خطاب جديد يستمد الرؤية الوطنية من منظور عقلاني يستفيد من تجارب السنوات الماضية عبر قراءة ممنهجة تماثل خطوات التخطيط المنظم لدول العالم المتطور.