أكد مسؤولون محليون تحرير القوات الامنية والعشائر المساندة لها مناطق السجارية والفلاحات شرق الرمادي، في إطار التحضيرات لعملية تحرير محافظة الأنبار من قبضة "داعش" مطلع الأسبوع المقبل.
ووصل رئيس الوزراء حيدر العبادي إلى قاعدة الحبانية الجوية (الأربعاء) للاطلاع على سير عمليات تحرير محافظة الأنبار وتحديد ساعة الصفر لإنطلاق عملية التحرير الكبرى بحسب مسؤولين وشيوخ عشائر تحدثوا لإذاعة العراق الحر.
وأعلن المكتب الاعلامي لرئيس الوزراء حيدر العبادي، توجه القائد العام للقوات المسلحة الى محافظة الانبار للاطلاع على سير العمليات العسكرية التي انطلقت الأربعاء لتحرير المحافظة والاجتماع بالقادة الميدانيين.
وقال المتحدث بإسم المكتب سعد الحديثي، إن "رئيس الوزراء سيطلع على اخر الجهود المتعلقة بتنظيم وتطويع وتسليح وتجهيز العشائر من ابناء المحافظة للقتال الى جانب القوات المسلحة والاسهام بتحرير المحافظة من سيطرة التنظيم".
معركة تحرير الأنبار ستنطلق بداية الأسبوع المقبل ... صباح كرحوت
وأعلن رئيس مجلس محافظة الانبار صباح كرحوت، في تصريحات صحفية الأربعاء، أن رئيس الوزراء أصدر قراراً بتسليح عشائر الأنباء ووصلت تعزيزات تمهيداً لإنطلاق عملية تحرير الانبار الكبرى مطلع الاسبوع المقبل.
تسليح 10 آلاف مقاتل من ابناء العشائر ضمن الحشد الشعبي لمحافظة الانبار ... عذال الفهداوي
وفي سياق متصل أعلن مجلس محافظة الانبار، أن الجيش العراقي بدأ بتسليح 10 الاف مقاتل من ابناء العشائر بأسلحة خفيفة ومتوسطة بالاضافة الى الاعتدة والذخيرة والمعدات.
وهذا ما أكده عضو مجلس المحافظة عذال الفهداوي للصحفيين في الرمادي، مشيراً الى فتح مركز لتدريب المتطوعين في الحشد الشعبي لمقاتلي العشائر في قاعدة الحبانية العسكرية شرق الرمادي.
طه عبد الغني عضو مجلس محافظة
الانبار، أكد من جهته تأمين الطرق من بغداد الى مدينة الخالدية والحبانية والرمادي، لضمان وصول التجهيزات العسكرية والقوات الامنية المساندة.
وكان تنظيم داعش دخل محافظة الأنبار مطلع 2014، بعد موجة من التظاهرات الإحتجاجية ضد حكومة رئيس الوزراء
السابق نوري المالكي وسياساته بحق المحافظات السُنية، وتمكن التنظيم من السيطرة على مناطق واسعة في المحافظة، لكن ممارسات التنظيم دفعت آلاف العائلات الى ترك مناطقها والنزوح الى مدن إقليم كردستان والمحافظات العراقية الأخرى.
مواطنون يرحبون
ورحب مواطنون من أهالي الأنبار بالحملة العسكرية الواسعة التي بدأت في الرمادي يوم الأربعاء معربين عن أملهم بأن تستمر المعارك لتحرير المحافظة بالكامل وطرد داعش وعودة النازحين الى مناطقهم.
ويقول المواطن احمد العلياوي إنه يتمنى أن تتحرر محافظته وتتمتع بالأمان من أجل عودة العوائل النازحة شريطة أن لا تكون هناك إنتهاكات من قبل الحشد الشعبي والقوات التي تساند القوات العراقية في الأنبار.
ويأمل المواطن عبد الله عبد الستار أن تعود محافظة الأنبار الى يد أهل الأنبار، داعياً القوات العراقية الى الإعتماد على ابناء المحافظة الشرفاء والمخلصين وليس المتقلبين في آرائهم وتوجهاتهم.
داعش الآن في حالة إنكسار وإنهيار ... الشيخ رافع الفهداوي
الشيخ رافع عبد الكريم الفهداوي شيخ قبيلة البوفهد والأمين العام لـ"حلف الفضول"، قال إن القوات العراقية مدعومة بالعشائر والحشد الشعبي باتت أكثر إصرار وأقوى عزيمة وتحدي لمواجهة داعش الذي اصبح الآن في حالة إنكسار وإنهيار بعد أن تمكنت طائرات التحالف الدولي من شل حركة مسلحيه بتكثيف ضرباته الجوية على مواقع التنظيم في الانبار.
الفهداوي وفي مقابلة أجرتها معه إذاعة العراق الحر عبر الهاتف، أكد إنطلاق عمليات تحرير وتطهير منطقة السجارية مبيناً أن أكثر من نصف المنطقة حُرر، لكن داعش ما زال يسيطر على أغلب مدن ومناطق الأنبار التي سيطر عليها منذ مطلع عام 2014.
وبحسب الفهداوي وصلت أسلحة الى قاعدة الحبانية، من أجل تزويد أبناء العشائر بالسلاح والعتاد، مشدداً على ضرورة الإسراع بالتسليح والتجهيز لمواجهة داعش ومسك الأرض بعد تحريرها.
واشاد الشيخ الفهداوي بدور المرجعية عندما قامت بشجب الخروقات التي حصلت من قبل بعض عناصر الحشد الشعبي في محافظة صلاح الدين، معرباً عن أمله أن تنجح معركة تحرير الانبار أيضاً في توحيد الشعب العراقي وطرد الإرهاب والقضاء على الطائفية في العراق.
سيتم تحرير الأنبار بوقت قياسي ... الشيخ نعيم الكعود
الشيخ نعيم الكعود أحد شيوخ قبيلة البونمر أكد لإذاعة العراق الحر أن عملية التحرير الكبرى لم تبدأ بعد، وأن الحملة العسكرية الواسعة التي إنطلقت الأربعاء تهدف لتطهير الجيوب الموجودة داخل الرمادي وتحديداً مناطق السجارية والفلاحات، موضحاً أن القوات العراقية مدعومة بأبناء العشائر حققت تقدماً كبيراً ودون خسائر كما تم قطع طرق الإمداد عن مدينة هيت، بينما يقوم أغلب مسلحو داعش بالفرار بإتجاه سوريا.
الكعود الذي توقع أن الأنبار ستتحرر قريباً وفي وقت قياسي، أشار الى أن عملية تسليح أبناء العشائر قد بدأت بالفعل في قاعدة الحبانية، وستبدأ عملية تسليح العشائر في منطقة البغدادي الاسبوع المقبل وسط ترحيب العشائر ودعمها ومنهم قبيلة البونمر التي قام داعش بقتل المئات من أبنائها.
نؤكد على ضرورة استمرار الدعم الدولي للقوات العراقية ... وزير الدفاع العراقي
وزير الدفاع خالد العبيدي، أكد ضرورة استمرار الدعم والتعاون الدولي للقوات العراقية من اجل القضاء على التنظيمات الإرهابية.
وقال الوزير في كلمة ألقاها خلال مؤتمر التحالف الدولي ضد الإرهاب وداعش الذي عُقد الأربعاء في البحر الميت في الأردن، "إن العراق الآن يحارب الإرهاب نيابة عن العالم كله، مشددا على ضرورة استمرار هذا الدعم والتعاون من اجل القضاء على التنظيمات الإرهابية."
واضاف بيان لوزارة الدفاع العراقية "ان الجنرال جون ألن منسق التحالف الدولي أكد في كلمته ان التحالف سيستمر بدعمه إلى ان يتم القضاء على داعش ومن والاها إلى الأبد.
ومع بدء حملة عسكرية واسعة النطاق لتحرير المناطق التي يسيطر عليها "داعش" في محافظة الانبار الصحراوية الشاسعة، يتوقع مراقبون أن تستغرق عملية تحرير المحافظة فترة أطول من عملية تحرير تكريت، وستحتاج الى قوات أكبر، ودعم جوي مكثف، خاصة وأن لدى التنظيم آلاف المسلحين.
ويرى الخبير الأمني علي الحيدري أن العمليات العسكرية الواسعة التي إنطلقت الأربعاء في محافظة الأنبار تأتي بعد تحضيرات كبيرة إستغرقت أسابيع إستطاعت وحدات الجيش والشرطة الإتحادية ومعها عناصر "الصحوة" بتطهير مناطق سيطر عليها تنظيم داعش، وهي عمليات نوعية تعتمد على عنصر المشاة يرافقها غطاء جوي من قبل طيران الجيش بالتنسيق مع التحالف الدولي لتحقيق ضربات نوعية ضد مواقع داعش.
ومن وجهة نظر الحيدري فأن عملية تحرير الأنبار ستواجه معضلة الإمتداد الأفقي الشاسع والمناطق الصحراوية والمسافات الطويلة بين المدن والبلدات، وبالتالي هذا سيتطلب المزيد من الوقت والجهد البشري ودعم مكثف من طائرات التحالف لتحرير المناطق.
عملية التحرير لم تنطلق إلا إعلامياً والأنبار تختلف عن صلاح الدين ... هشام الهاشمي
من جهته يرى الخبير العراقي في شؤون الجماعات المتشددة هشام الهاشمي، أن عملية تحرير الأنبار لم تنطلق إلا إعلامياً، ورئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الذي زار الأنبار هو الذي سيُعلن عن إنطلاقها، لكن العمليات العسكرية بدأت فعلياً في شرق وجنوب ومركز مدينة الرمادي. وفي ضوء نتائج مباحثاته مع القادة الأمنيين والعسكريين ودراسة المعلومات الإستخبارية حول إستعدادات وإمكانيات العدو، سيُقرر العبادي إما بدء العملية أو التريث لحين إستكمال كافة الإستعدادات لتحرير المحافظة بالكامل من مسلحي داعش.
وفي تعليقه على أوجه الإختلاف بين عملية تحرير الأنبار عن تحرير صلاح الدين، ذكر المحلل السياسي هشام الهاشمي أن الأنبار تختلف عن صلاح الدين، التي كانت القوات العراقية تسيطر فيها على 60% من المحافظة، بينما في الأنبار داعش يسيطر اليوم على أكثر من 85% من المحافظة، لذلك التحديات أكبر والقتال أشرس وأصعب في الأنبار، فضلا عن المساحة الواسعة لهذا التنظيم الذي يسيطر على معظم الطرق الرئيسية وطرق الإمدادات وضفاف الأنهار.
ويضيف الهاشمي أن البعثيين والضباط السابقين يشكلون نسبة كبيرة داخل تنظيم داعش وفي قياداته الأمنية، وسيلجؤون الى إستخدام تكتيكاتهم المعروفة وربما الى عملية حرب المياه، لكن القوات العراقية إستفادت من عملية تحرير تكريت وباتت قادرة على مواجهة تكتيكات تنظيم داعش، إلا أن عملية تحرير الأنبار لن تكون سريعة لأن فيها بؤر صعبة أكثر من التي كانت في مدينة تكريت.
وفيما يتعلق بمخاوف السُنة من حدوث عمليات إنتقامية في الأنبار في حال مشاركة قوات الحشد الشعبي، كتلك التي شهدتها تكريت بعد تحريرها، لا يستبعد المحلل السياسي هشام الهاشمي حدوث بعض المشاكل لكنها لن تكون بحجم ما حدث في صلاح الدين خاصة بعد أن وافقت الكتل السياسية في محافظة الانبار على دخول ثلاث فصائل فقط المحافظة وهي "منظمة بدر" و "سرايا السلام" و"كتائب عاشوراء" للمشاركة في عملية تحرير الانبار وطرد مسلحي داعش.
بمشاركة مراسل إذاعة العراق الحر في الأنبار رعد الخاشع.