يَـــعتزمُ نائبُ الرئيس الأميركي جو بايدن عرضَ رؤية الولايات المتحدة للتقدم الذي تم إحرازه في شأن تعزيز الحكومة ودعم الجيش العراقييْن وذلك في خطابٍ يُــلقيه في واشنطن الخميس (9 نيسان).
بايدن سيُلقي الكلمة في جامعة الدفاع الوطني التي استضافت الرئيس باراك أوباما عندما عرضَ استراتيجيتَــه لمحاربة الإرهاب في خطابٍ ألقاه في عام 2013. وقال البيت الأبيض إن خطاب بايدن سوف يتناول التحديات المستمرة التي تواجه جهود إلحاق الهزيمة بتنظيم داعش وبناء حكومة أكثر شموليةً في العراق.
وكالة أسوشييتد برس للأنباء وصفت خطاب بايدن بأنه سيكون "رئيسياً"، مشيرةً إلى توقيت إلقائه قبل أسبوع من الزيارة المزمعة لرئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إلى واشنطن حيث سيلتقي أوباما في الرابع عشر من نيسان. وجاء في النبأ أن الكلمة تأتي أيضاً وسط قلق متزايد في واشنطن وغيرها من العواصم إزاء مشاركة إيران الكثيفة في المعارك العراقية ضد مسلّحي تنظيم داعش.
في الأثناء، تتواصل الضربات الجوية اليومية التي ينفذها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ضد مواقع داعش في العراق وسوريا. وقال الجيش الأميركي الاثنين (6 نيسان) إن ثماني غارات استهدفت داعش في العراق وخمس ضربات أخرى نُفذت ضد مواقع التنظيم في سوريا خلال فترة أربع وعشرين ساعة. وأوضح بيان لقوة المهام المشتركة أن الضربات الجوية التي شُنت في العراق خلال تلك الفترة استهدفت مناطق قرب بيجي والموصل والرمادي ودمرت مواقع قتالية ومواقع لقذائف هاون وموقعاً للقناصة.
وفيما أكد العبادي خلال زيارته الرسمية الأولى إلى إقليم كردستان العراق الاثنين أن بغداد سوف تتعاون مع أربيل لتحرير محافظة نينوى من قبضة تنظيم داعش أفادت صحيفة أميركية بارزة بأن قراراً لم يُـــتخذ بعد في شأن ما إذا كانت المعركة المقبلة بعد استعادة السيطرة على تكريت سوف تُخاض لطرد مسلّحي داعش من نينوى أم الأنبار.
صحيفة (وول ستريت جورنال) Wall Street Journal أشارت الأحد (5 نيسان) إلى وجود اختلافات في وجهات النظر العراقية والأميركية في شأن ما إذا كان ينبغي تنفيذ عملية تحرير الموصل قبل مواصلة المعارك التي يـُخَــطّـط لها لمواجهة داعش في مناطق أخرى ما تزال تحت سيطرة التنظيم. وجاء في التقرير الموسوم "العراق والولايات المتحدة مختلفان بشأن الخطوة التالية في المعركة ضد داعش" بقلم مات برادلي Matt Bradley في بغداد وديون نيسنباوم Dion Nissenbaum في واشنطن أن كلا الحليفين يأملان في الاستفادة من الزخم الذي حققه الانتصار الأخير في تكريت من أجل استعادة جميع المناطق في محافظة صلاح الدين وذلك من خلال تركيز الجهود على منطقة تبعد خمسة وعشرين ميلاً شمال غربي تكريت حيث توجد مصفاة بيجي النفطية، وهي المنطقة التي ما يزال مسلّحو داعش يسيطرون على بعض أجزائها. ولكنهما يختلفان فيما يتعلق بالمعركة الحاسمة التالية ضد داعش إذ يرى مسؤولون أميركيون أن الخطوة المنطقية التالية تكمن في الاندفاع شمالاً نحو ثاني كبرى مدن العراق وهي الموصل العاصمة الفعلية للتنظيم المتشدد. فيما تخطط فصائل الحشد الشعبي التي تعاونت مع الحكومة العراقية في عملية تحرير تكريت للتوجّه غرباً من أجل إلحاق الهزيمة بداعش وطرد المسلحين من مواقعهم في المدن الواقعة على نهر الفرات في محافظة الأنبار والمهجورة إلى حد كبير، بحسب تعبير (وول ستريت جورنال).
ونقلت الصحيفة الأميركية عن الناطق باسم الحشد الشعبي كريم النوري أن من المتوقع اتخاذ قرار عراقي في شأن الخطوة التالية خلال عشرة أيام. فيما قال نائب عراقي لم تذكر الصحيفةُ اسمـــَـــــــهُ إنهم يفضّلون التركيز أولاً على محافظة الأنبار.
ولمزيدٍ من المتابعة والتحليل، أجريتُ مقابلة مع رئيس (المجموعة العراقية للدراسات الإستراتيجية) الدكتور واثق الهاشمي الذي أجاب أولاً عن سؤال لإذاعة العراق الحر في شأن الخطاب المرتقب لنائب الرئيس الأميركي بالإشارة إلى أن بايدن "مكلّف بملف العراق وبالتالي فإن خطابه سيندرج في موضوعة الترتيبات الأميركية في حرب العراق القادمة ضد داعش..وسط ضغوط لواشنطن على السيد العبادي من أجل التخلي عن الحشد الشعبي والاعتماد على القوة الأميركية والقوى الأخرى والجيش العراقي فقط"، بحسب رأيه.
وفي المقابلة التي يمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي، أجاب الهاشمي عن سؤال آخر يتعلق بجهود بناء حكومة عراقية أكثر شموليةً والتي قال البيت الأبيض إن بايدن سوف يتطرق إليها في خطابه المرتقب.
من جهته، علّق الباحث في الشؤون الإستراتيجية الدكتور أمير جبار الساعدي على ما أوردَته صحيفة (وول ستريت جورنال) في شأن اختلافات في وجهات النظر العراقية والأميركية إزاء موقع المعركة المقبلة ضد داعش بالقول "إذا ما رجعنا إلى تصريحات منسق التحالف الدولي وممثل الرئيس أوباما (الجنرال المتقاعد جون آلن) فيما يخص توقيتات ومواقع الخطوة القادمة لتحريرها من داعش فهي تشير إلى مدينة الموصل، وإذا سمعنا وقرأنا كل الإشارات الصادرة عن القيادة العامة للقوات المسلحة العراقية وقادة العمليات والقادة السياسيين للعراق فهي تشير إلى أن هناك فسحة واتجاهاً أكثر حرصاً لتحرير الأنبار..."، بحسب تعبيره.
وفي المقابلة التي يمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي، تحدث الساعدي عن موضوعات أخرى ذات صلة ومن بينها الأسباب العسكرية الكامنة وراء اختلاف وجهتيْ النظر الأميركية والعراقية في شأن التحركات الميدانية المقبلة ضد داعش بعد تحرير تكريت من قبضة التنظيم.
مزيد من التفاصيل في الملف الصوتي الذي يتضمن مقابلتين مع رئيس (المجموعة العراقية للدراسات الإستراتيجية) د. واثق الهاشمي، والباحث في الشؤون الإستراتيجية د. أمير جبار الساعدي.