في حلقة هذا الاسبوع من برنامج (المجلة الثقافية) وقفة مع اسلوب فني يحاكي الواقع بدقة شديدة تكون مقصودة احياناً، وكما تجسد في معرض بعنوان "لون من الحياة" للفنان صادق جعفر. ومتابعة لمعرض اربيل الدولي للكتاب بنسخته العاشرة التي شاركت فيه اكثر من 200 دار نشر من 21 دولة. ولقاء مع الفنان الشاب اسعد مشاي الذي اتخذ التمثيل خطاً فنياً وشارك في عدد من المسلسلات التلفزيونية والافلام السينمائية.
لون من الحياة
يتسم اسلوب الفنان صادق جعفر بالنزوع الى الواقعية في لوحاته المختلفة التي ينفذها بتقنيات متنوعة، نزوع يصل الى حد الحرْفية في تصوير الواقع احيانا، واستنطاق قدرة الفرشاة على الاقتراب من الصورة الفوتوغرافية، وهو ما برع فيه بشكل ملموس سواء في رسومه التي نفذها بالاسود والابيض، والتي يصعب تمييزها احيانا عن صورة فوتوغرافية بلونين، او في لوحاته الملونة كما تجسدت في معرضه الاخير (لون من الحياة).
ونرى في هذا المعرض اشتغالات مختلفة للفنان صادق جعفر، فهو قد يرسم الوجوه البشرية، او المناظر الطبيعية، او الطبيعة الجامدة، ولكن بطريقة تجعل المشاهد يتساءل احيانا عن المغزى من رصد هذا الوجه او هذا المشهد الطبيعي او ذاك، والرسالة
التي تريد اللوحة توصيلها من خلال التصوير الواقعي لاشياء محددة.
الوجوه البشرية المأخوذة من الحياة العراقية تحاول ان تعبر عن جوانب مختلفة من احلام او آمال الانسان على هذه الارض، وكذا الحال في المشاهد الطبيعية التي تسعى لتصوير جمال طبيعة هذه البلاد رغم ما مر ويمر بها من صعوبات والام.
الفنان صادق جعفر من مواليد بغداد 1972، وخريج اكاديمية الفنون الجميلة عام 2002، و(لون من الحياة) هو معرضه السابع، وله مشاركات عديدة اخرى في معارض مشتركة.
تجربة تمثيل شابة
تستضيف هذه الحلقة الفنان الممثل اسعد مشاي الذي شارك في مسلسلات عراقية مثل (قنبر علي) و(ابو طبر) وغيرها، وهو "يستسهل الادوار الصعبة ويستصعب الادوار السهلة"، وكان من الادوار الصعبة التي مثلها دوره في مسلسل (ايوب)، حين مثل شخصية انسان يعيش مع اخته ويعاني عقليا.. كما مثل شخصية الشاعر (حسين مردان) في مسلسل (آخر الملوك) عن الملك فيصل الثاني. اما في عالم السينما فله بعض الادوار منها مشاركته في فلم (احلام اليقظة). الجمهور العراقي كما يراه الفنان اسعد مشاي جمهور مثابر ومواضب رغم الصعوبات ولا يزال يحافظ على متابعته للعروض السينمائية والمسرحية.
معرض اربيل الدولي للكتاب
رغم الظروف الحالية التي تشهدها البلاد بما في ذلك اقليم كردستان، اقيم في اربيل معرض اربيل الدولي للكتاب بنسخته العاشرة، وبمشاركة 200 من دور النشر المحلية والعربية والاجنبية من 21 دولة. وجرت مراسم الافتتاح بحضور رئيس الاقليم مسعود بارزاني ووزير الثقافة فرياد رواندزي وعدد من ممثلي البعثات الدبلوماسية في الإقليم. وفي كلمة له بمراسم الافتتاح قال نوزاد هادي محافظ اربيل "ان المعرض يوفر فرصة ثمينة لتلقي الافكار وعلى المفكرين واصحاب الفكر النير استثمار هذا التجمع الثقافي والاستفادة من العناوين المعروضة في كافة الجوانب الثقافية". كما شدد وزير الثقافة فرياد رواندزي على اهمية ومغزى اقامة المعرض وبالاخص في الظروف الحالية، مبينا التحدي الذي يمثله ذلك للارهاب والارهابيين قائلا: "ان هذه الجماعة ارادت ان توقف عجلة التقدم ومسار التطور الثقافي لكن بفضل شجاعة وبسالة البيشمركة والجيش ودماء الشهداء حافظ العراقيون على مسار الحرية ووواصل المبدعون عطاءاتهم". من جهته قال جورج بوستن نائب الممثل الخاص لامين عام الامم المتحدة في العراق في كلمته ان على المنظمة الدولية دعم اقليم كردستان والعراق في حربه ضد الارهاب. اما مدير مؤسسة المدى المنظمة للمعرض فخري كريم فقال ان المعرض في دورته الحالية واجه العديد من التحديات الا انهم مع هذا نجحوا في تنظيمه، مبينا ان بعض الاطراف حاولت افشال المعرض من خلال تحريض دور النشر على عدم المشاركة فيه وتخويف اصحاب دور النشر بان "داعش" قريب من اربيل وان الازمة الاقتصادية اثرت على البلد ولكن مع هذا تشارك حاليا جميع دور النشر المعروفة.
