لليوم السابع على التوالي تواصل الطائرات المقاتلة التابعة للتحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية غاراتها الجوية على المواقع العسكرية والإستراتيجية لجماعة أنصار الله الحوثيين والموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح.
وتشتد الضربات الجوية على مدن يمنية عدة بحلول كل مساء وتمتد لتشمل مواقع الحوثيين في محافظة صعدة شمال اليمن فقد شنت طائرات التحالف غارات جوية استهدفت مواقع عسكرية تابعة للواء 125 مدرع في مديرية رازح كما استهدفت مقر قيادة محور صعدة الذي يضم عدة معسكرات للجيش وسط المدينة وفي موازاة ذلك ارتفعت حصيلة ضحايا القصف الذي طال مصنعا للألبان في محافظة الحديدة غرب اليمن إلى 37 قتيلاً وعشرات الجرحى.
في محافظة الضالع جنوب اليمن انسحب المئات من المسلحين الحوثيين وجنود اللواء 33 من محيط المدينة بعد يوم واحد على قصف قوات التحالف للمعسكر وتدميره بالكامل وبعد مقاومة استمرت عدة أيام مع مسلحي الحراك الجنوبي واللجان الشعبية الموالية للرئيس هادي ضد الحوثيين كبدتهم خسائر فادحة وسقط العشرات منهم بين قتيل وجريح. وفي هذه الأثناء أعلنت قيادة وضباط وأفراد اللواء 111 مشاه في مديرية أحور بمحافظة أبين مسقط رأس الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، تأييدهم للقيادة الشرعية المتمثلة بالرئيس هادي.
وفي محافظة شبوه جنوب شرق اليمن نصبت القبائل كمينا للحوثيين وقوات موالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح في منطقة بيحان شمال المدينة وأدى الى مقتل 10 حوثيين وجرح العشرات ويأتي هذا بعد أن قامت طائرات التحالف بشن غاراتها على تجمعات للحوثيين في مديرية بيحان في المحافظة نفسها.
وفي هذا السياق يقول المحلل السياسي البراء شيبان في تصريح خاص لإذاعة العراق الحر "إن المشهد اليمني يتجه الى مزيد من التعقيد في ظل استمرار عمليات الحوثي وصالح العسكرية في الجنوب وتصميمها على إسقاط بقية المحافظات بقوة السلاح ومع استمرار الخيارات العسكرية من الجانبين تضيق فرص الوصول الى حل سياسي".
وأضاف "الحل السياسي هو المخرج الوحيد للأزمة الحالية لأن موازين القوى الى هذه اللحظة لا ترجح كفة طرف على طرف آخر، ولن تستطيع قوات التحالف القضاء على الحوثيين تماما".
شيبان قال أيضا "قد تستطيع قوات التحالف تقويض قوة الحوثي والحد من تحركاته ولكن الحل الوحيد الذي سيحل المشكلة من أساسها هي الوصول الى صيغة سياسية جامعة والحل السياسي سيكون المخرج سواء قبل الحرب أو بعدها".
من جانبه يرى الخبير في الشؤون السياسية عبدالملك اليوسفي في تصريح لإذاعة العراق الحر إن السيادة الجوية والحصار البحري والبري وقطع الإمداد عن الخصوم أمور تم تحقيقها، وأضاف إلا أن ما تم تحقيقه يمكن أن يبوء بفشل ذريع إن سارت الرياح عكس ما تشتهي السفن وتعقدت الأمور على الأرض وتزايد السخط الشعبي على مضاعفات تلك الأمور العملياتية والذي قد ينعكس في تخفيف العداء للحوثيين وصالح وزيادة التماسك في صفوفهم وضمان الظهير الشعبي الداعم وتجنيد كثير من المحيدين حاليا في معركة استنزاف قد تحبط أهداف الحملة"، حسب قوله.
في غضون ذلك تعاني العديد من المدن اليمنية أوضاعا إنسانية حرجة في ظل استمرار غارات التحالف وقد نزح الآلاف من اليمنيين من المدن الى الأرياف جراء القصف والمواجهات الدائرة في أنحاء متفرقة من البلاد وعدم السماح للكثير من منظمات الإغاثة الدولية والمحلية بالتواجد على الأرض.
وفي هذا السياق قال صفوان سلطان الناشط في مجال حقوق الإنسان لإذاعة العراق الحر "تعاني مدينة عدن من وضع إنساني حرج للغاية بسبب الحصار الذي فرضه الحوثيون علي المدينة منذ أكثر من عشرة أيام بالاضافه إلى قيامهم بالقصف العشوائي للمنازل و الذي نتج عنه إصابة مستشفي السكري في منطقة الإنشاءات وقصفهم لخزانات مياه الشرب ومحطات الكهرباء. كما ان المعارك الدائرة بشكل يومي اثرت على أداء المستشفيات التي تعاني من نقص حاد في الادويه والمحاليل الطبية".
من جانبها تقول فاطمة الاغبري الناشطة الحقوقية لإذاعة العراق الحر "للأسف الشديد حاله الرعب التي يعيشها اليمنيون منذ قصف التحالف صنعاء مؤلمه جدا خصوصا الأطفال أصبح كل صوت يشكل مصدر رعب بالنسبة لهم. اعرف نساء مرضن بسبب القصف وارى أطفال كلما حصل قصف يصابون بخوف شديد مصحوب ببكاء هستيري".
وأضافت "الوضع لم يعد يحتمل خصوصا وان المعسكرات وسط المدن وهذا جعل الكثير من الأسر تغادر الى القرى خوفاً من أن يصبحوا ضحايا للقصف الذي لا يأخذ في الاعتبار المناطق السكنية".