اعلنت وزارة الداخلية الاردنية ان الاردن اغلق معبر جابر الحدودي مع سوريا بشكل مؤقت كإجراء احترازي بسبب ما يدور من اعمال عنف على الجانب السوري من الحدود. ويعرف المعبر من الجانب السوري باسم معبر نصيب.
الحكومة السورية اعلنت عن هذا الاجراء الاردني ايضا وحملت السلطات الاردنية مسؤولية تعطيل حركة مرور الشاحنات والركاب.
وذكرت انباء لاحقة ان مسلحين تمكنوا من السيطرة على المعبر على الجانب السوري.
سوريا تتهم الاردن بالقاء اسلحة للمعارضة في درعا من الجو
وجه مصدر عسكري سوري كيلا من الاتهامات للاردن، بمساعدة وتدريب المسلحين، وتسهيل مرورهم عبر الحدود.
وقد التزم الاردن سياسة "عدم الرد على اتهامات النظام السوري" له، كما أكد وزير الاعلام، الناطق الرسمي باسم الحكومة، الدكتور محمد المومني اكثر من مرة، وفي مناسبات مختلفة ان "موقف الاردن الرسمي غير معني بالرد على الاتهامات او الاخبار الاعلامية والتقارير التي تتناول سياساته، وهو معني فقط بمايعلن عنه". وسبق لمصادر اعلامية سورية وغير سورية القول بأن الطائرات الاردنية تلقي بالاسلحة والمساعدات لقوات جبهة النصرة (وجبهة النصرة مصنفة إرهابية على القوائم الأمريكية ويفترض بأن الأردن متقيد بها)، اضافة الى قيام طائرات تابعة لسلاح الجو الأردني برمي صناديق أسلحة وذخيرة لجبهة النصرة في بلدة نصيب الحدودية القريبة من بصرى الشام التي تدور المعارك في محيطها, حيث تسعى “جبهة النصرة” للسيطرة على المدينة الواقعة في ريف درعا الجنوبي عبر هجوم واسع منذ فترة. ويأتي االتدخل الاردني ليعزز إسناد “النصرة” عسكرياً على تلك الجبهة من اجل تحقيق اهدافها في السيطرة على تلك البلدة.
وكان الأردن قد أقر بانضمامه إلى المخطط الأمريكي لدعم وتسليح “المعارضة المعتدلة” في سورية، حيث أعلن الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية وزير الدولة لشؤون الإعلام محمد المومني بأن بلاده جزء من هذا المخطط وأن الأردن وبالتشارك مع “التحالف الدولي” سيقوم بتدريب “أبناء العشائر والشعب السوري لمواجهة عصابة داعش الإرهابية".
وأعلن في مؤتمر صحفي قبل ايام بأن تدريب “أبناء العشائر والشعب السوري يأتي في إطار تكاملية الجهود الدولية لتدريب الجنود العراقيين و ”البشمركة” والتي يقودها التحالف الدولي المكون من 60 دولة لمواجهة الإرهاب".
اتهام بالضلوع في سقوط ادلب بيد المسلحين
رفضت المصادر التعليق على الوضع في إدلب استنادا إلى اعتبارات أمنية لكن المرصد السوري لحقوق الانسان أكد أن جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة وحلفاءها يسيطرون الان على إدلب وأن القوات الجوية السورية قصفت المدينة يوم الاثنين.
ويمثل سقوط إدلب التي تبعد 30 كيلومترا عن الحدود التركية المرة الثانية التي تفقد فيها دمشق السيطرة على عاصمة اقليمية خلال الصراع الدائر في سوريا منذ عام 2011.
وكانت المدينة الأولى هي الرقة التي حولها تنظيم الدولة المتطرف إلى عاصمة لدولة الخلافة التي أعلنها في كل من سوريا والعراق.
وفي ترديد لتعليقات اكثر تعميما للرئيس بشار الأسد اتهم المصدر كلا من تركيا والأردن بدعم مقاتلي المعارضة في هجومهم على ادلب قائلا انهم "يقودون العمليات ويخططون لها" وأضاف أن المسلحين يستخدمون أجهزة اتصالات متطورة حصلوا عليها عبر تركيا.
ولم تعلق الحكومة السورية على سقوط إدلب رغم ان صحيفة الوطن الموالية للحكومة والتي تصدر في دمشق ذكرت الاثنين أن جبهة النصرة وحلفاءها رفعوا علم القاعدة على المباني الحكومية في المدينة.
وانضمت إلى جبهة النصرة جماعات منها جماعة احرار الشام المتشدددة في السيطرة على إدلب يوم السبت مما يسلط الضوء على الضغوط التي تواجهها دمشق بعد مرور أكثر من أربعة أعوام على الصراع.
ورفض التحالف الإسلامي دعوة المعارضة السياسية الرئيسية التي تتخذ من تركيا مقرا لها السماح لحكومة انتقالية بانشاء مقر في إدلب قائلا ان المدينة سيحكمها من في الخنادق وليس من في الفنادق.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان إن طائرات حربية شنت عددا من الغارات على إدلب. وأضاف المرصد أن أكثر من 170 شخصا من الجانبين قتلوا في المعارك منهم ما لا يقل عن 126 من مقاتلي المعارضة السورية.
وتتزامن الانتكاسة التي تعرض لها الأسد في إدلب مع تزايد التوتر بشأن اليمن بين السعودية وإيران التي تعد أحد الداعمين الرئيسيين للأسد. وأعلنت تركيا تأييدها للتدخل العسكري الذي تقوده السعودية ضد الحوثيين المتحالفين مع إيران في اليمن.
ويمثل الصراع السوري الذي حصد أرواح نحو 220 ألف شخص ساحة تنافس كبيرة بين إيران والسعودية.
وقال نوح بونسي وهو محلل كبير بالمجموعة الدولية للأزمات إن مقاتلي المعارضة أظهروا قدرتهم على التعاون في ساحة القتال وهذا ليس بالأمر الجديد لكن مسألة الحكم أصعب بكثير عليهم خاصة في الشمال وبالذات في محافظة إدلب حيث تؤكد النصرة هيمنتها أحادية الجانب.
وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري إن عدد القتلى في صفوف القوات الحكومية أقل بكثير من قتلى المعارضة المسلحة.