يقول عاملون في دائرة مجاري محافظة البصرة ان الاعمال الخطيرة التي يقومون بها لم تحظَ بتقدير من قبل المسؤولين الحكوميين، مشيرين الى انها ادت الى اصابتهم بامراض، ومنهم من لقي حتفه اختناقاً خلال مزاولة عمله داخل احدى حفر المجاري، في وقت ما زالوا يعملون بصفة عمال وقتيين، الأمر الذي يحجب على العامل المتوفى الحصول على اي من حقوقه، فضلاً عن عدم شموله براتب تقاعدي.
ويذكر العامل علاء عبد الكريم ان اكثر من 2400 عامل في دائرة المجاري يعملون وسط الاوساخ والمياه الثقيلة دون أن يتقاضوا اي مخصصات للخطورة، علاوة على ان رواتبهم لا تزيد عن 250 الف دينار بالشهر، وانهم عندما يطالبون المسؤولين في الدائرة يخبرونهم بانهم ليسوا اصحاب قرار، انما القرار في بغداد. واشار الى ان التقشف الذي دعت اليه الحكومة شمل دائرتهم فقط دون الدوائر الاخرى، على حد قوله.
ويقول العامل احمد علي ان المسؤولين في الدائرة يخشون على كراسيهم ولهذا لا يطالبون بحقوق العاملين، مشيرا الى انهم يتقاضون رواتبهم كل 40 يوماً ولم تدفع كاملة. واشار العامل علي حسين الى ان عمل دائرة المجاري في فترة الامطار كانت متعبة جدا، ولا احد يقدر العمل الذي يقدمه العاملون. وأكد العامل ابو محمد انه تعرض للمرض خلال العمل، مبينا ان لا احد من مسؤولي الدائرة سأل عنه او طالب بمعالجته على نفقة الدائرة.
ويفيد العامل مقداد جعفر دخان بان موظفي الاجر اليومي يمتلكون شهادات دراسية الا انهم لم يحصلوا على عمل غير هذا، وهم يعملون منذ عام 2010 ولم يتم تثبيتهم لغاية الان، مبينا ان وظيفة الغواصين في دائرة المجاري خطيرة جدا، وهناك من لقى حتفه في المجاري دون ان يحصل على حقوقه.
من جهته قال مدير مجاري البصرة المهندس احمد ثجيل في حديث لاذاعة العراق الحر ان دائرته تعاني من مشاكل عديدة بسبب عدم وجود اي تخصيص مالي لها، مبيناً ان ذلك ينعكس على العاملين في دائرة المجاري بالرغم من ان عمله يعتبر من الاعمال الخطيرة والتي تسبب التلوث والامراض لهم.
واضاف ان المراجعات العديدة لكل المسؤولين داخل المحافظة وفي بغداد لم تؤد الى اي نتيجة، ولم نستمع سوى للوعود وما زالت المشاكل موجودة ومنها تثبيت العاملين باجور يومية، مشيرا الى ان في محافظة البصرة عدداً كبيراً من المحطات التي تحتاج الى ادامة وصيانة مستمرة، لكن بسبب عدم وجود اموال فهي تتوقف عن العمل بشكل مستمر.