وسط تحذيرات من خطورة الأوضاع، تصاعدت الدعوات للإسراع بتحرير محافظة الانبار من قبضة داعش، مع تراجعه في تكريت وتقدمه نحو مدينة الرمادي.
وأفاد مراسل إذاعة العراق الحر في الأنبار أن القوات الأمنية فرضت حظراً شاملاً للتجوال في مدينة الرمادي، عقب هجمات واسعة شنّها تنظيم "داعش" يوم الثلاثاء على مركز المدينة عبر عدة محاور، وأن معارك عنيفة دارت في مناطق البوجليب وطوي شمالي الرمادي.
النقيب محمد الدليمي من اللواء الثامن شمال الرمادي أكد لإذاعة العراق الحر أن القوات العراقية تصدت لهجمات داعش وألحقت به خسائر كبيرة، ما دفع مسلحيه الى الفرار باتجاه الموصل وتكريت، مؤكداً أن معنويات القوات العراقية أرتفعت مع الاسناد الجوي لمنع تقدم عناصر التنظيم الى مناطق شمالي الرمادي، مطالباً بتسليح قوات الشرطة وأبناء العشائر الذين يحاربون داعش.
كما تحدثت عناصر في القوات الامنية العراقية عن المعارك التي شهدتها الرمادي يوم الثلاثاء، مؤكدين عزمهم وإصرارهم على طرد مسلحي داعش من المحافظة. عنصر آخر أكد أنهم لم يستلموا أي دعم أو سلاح وأنهم يحاربون باسلحتهم الشخصية، داعياً الى توفير الدعم والسلاح للتصدي للمجاميع الإرهابية.
هذا وأكدت مصادر أن تنظيم داعش استطاع الوصول الى الطريق الدولي السريع وتدور اشتباكات عنيفة هناك لمنع تقدمه نحو مركز الرمادي.
وتأتي هجمات داعش في الانبار، فيما أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي يوم الثلاثاء أن القوات العراقية مدعومة بفصائل الحشد الشعبي وابناء عشائر واهالي مدينة تكريت وصلت إلى وسط مدينة تكريت بعد تحرير القطاعين الجنوبي والغربي من المدينة من أيدي مقاتلي تنظيم داعش، بحسب بيان صدر عن مكتب العبادي.
كما أعلن مسؤولون ان القوات العراقية استعادت مبنى محافظة صلاح الدين في مدينة تكريت في خطوة كبيرة نحو تحرير المدينة بأكملها، فيما أعلنت وزارة الداخلية، الثلاثاء، أن قوات الشرطة الاتحادية حررت جميع القصور الرئاسية في مدينة تكريت.
شيخ قبيلة البوفهد والأمين العام لـ"حلف الفضول" رافع عبد الكريم الفهداوي أكد أن أهالي الأنبار يأملون أن تنتهي عملية تحرير تكريت للبدء بعملية تحرير الأنبار من قبضة داعش، وإرسال القوات المقاتلة في صلاح الدين بعد تطهيرها الى الأنبار لدعم القوات العراقية وابناء العشائر خاصة وأن تنظيم داعش يُكثف من هجماته للسيطرة على مركز مدينة الرمادي.
داعش يسيطر على منطقة طوي شمال الرمادي ... الشيخ رافع الفهداوي
وحذر الفهداوي في مقابلة أجرتها معه إذاعة العراق الحر عبر الهاتف، من أن الوضع خطير جداً في الأنبار، مع تدفق مسلحي داعش الى الأنبار هاربين من تكريت أو قادمين من سوريا، وقلة الدعم الذي تقدمه الحكومة العراقية لأبناء العشائر التي تحارب داعش.
الفهداوي أكد أن داعش يسيطر على منطقة طوي شمال الرمادي بعد هجوم شنه صباح الثلاثاء بواسطة انتحاري يقود مركبة عسكرية مفخخة لكن الاشتباكات مستمرة.
وما زال تنظيم داعش يسيطر على أغلب مدن ومناطق الأنبار التي سيطر عليها منذ مطلع عام 2014، ويسعى لاستكمال سيطرته على باقي المناطق التي ما تزال تحت سيطرة القوات الحكومية وأبرزها الرمادي.
ويرى الشيخ رافع عبد الكريم الفهداوي أن قوة داعش وتقدمه في شمال الرمادي، يعود الى قلة الدعم والاعتدة لدى قوات الشرطة ومقاتلي العشائر، كما يستمد التنظيم قوته من العدد الكبير لمسلحيه العراقيين والعرب والأجانب، مشدداً على أن البعثيين الراغبين بالعودة الى السلطة بأية طريقة كانت هم الذين يلعبون أسوأ دور داخل تنظيم داعش والعمليات التي يُنفذها في العراق.
ودعا الشيخ الفهداوي قائد "نخوة النشامى" في مناطق شرق الرمادي، جميع الشباب المغرر بهم من قبل داعش إلی العودة إلى الصف العراقي وإلقاء السلاح وتسليم أنفسهم كما دعا شباب المحافظة ورجالها الى القتال إلی جانب القوات الأمنية.
وقال الشيخ الفهداوي أن "نخوة النشامى" التي تشكلت من أبناء قبيلة البوفهد لمحاربة داعش، توسعت لتشمل أغلب العشائر في الأنبار في إطار حلف عشائري أُطلق عليه إسم "حلف الفضول" يهدف إلى توحيد جهود العشائر الرامية لطرد المسلحين، وطرد داعش.
وبحسب الشيخ الفهداوي يبلغ عدد أبناء العشائر المتطوعين والمستعدين لمحاربة داعش 7-8 آلاف متطوع ثلاثة آلاف التحقوا بالشرطة والآخرين مدنيين لم يحصلوا حتى الآن على أي دعم أو تسليح رغم تقديمهم قواطع من الشهداء والجرحى بحسب تعبيره.
وكان الشيخ نعيم الكعود شيخ قبيلة البونمر أكد في مقابلة سابقة مع إذاعة العراق الحر أن تنظيم داعش يسيطر على أكثر من 90% من المناطق في محافظة الأنبار، محذراً من اي تأخير في عملية تسليح أبناء العشائر.
بمشاركة مراسل إذاعة العراق الحر في الأنبار رعد الخاشع.
