تشهد العاصمة اليمنية صنعاء وعدد من المدن اليمنية سلسلة غارات جوية لمقاتلات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية على عدد من المواقع العسكرية والإستراتيجية الواقعة تحت سيطرة جماعة أنصار الله الحوثيين والموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح.
استهدفت الغارات الجوية كليتي الحربية والطيران بصنعاء ومعسكر اللواء 89 التابع لقوات الدفاع الجوي كما استهدفت الغارات بطاريات الصواريخ في مطار صنعاء الدولي ودمرت القواعد الجوية ولواء الصواريخ بمنطقة فج عطان ومخازن السلاح في معسكر القوات الخاصة في كل من منطقة عصر غرب صنعاء ومنطقة حدة وسط صنعاء. وطال القصف مجمع ثمانية وأربعين الطبي ومدرجات المطار المدني والعسكري في الحديدة غرب اليمن.
وفي مدينة صعدة شمال اليمن شنت الطائرات المقاتلة عدة غارات جوية على عدد من المواقع العسكرية لجماعة أنصار الله الحوثيين وقصفت مخازن الأسلحة في معسكر كهلان خارج مدينة صعدة ودفاعات اللواء الأول في المدينة كما استهدفت التحركات العسكرية للحوثيين باتجاه الحدود السعودية اليمنية في حين أعلنت وزارة الداخلية اليمنية أن 73 شخصاً قتلوا وأصيب 146 آخرين منذ بداية الغارات الجوية على محافظات مختلفة من البلاد.
وفي هذه السياق قال فهد سلطان عضو المنتدى السياسي للتنمية الديمقراطية في تصريحه لإذاعة العراق الحر "إن الأحداث الأخيرة في اليمن وخاصة فيما يتعلق بالتحالف الدولي وعملية "عاصفة الحزم" التي تقودها العربية السعودية وتشارك فيها ثلاث عشرة دولة وما يرافق ذلك من تأكيد دولي من خارج المنظومة العربية والإسلامية يأتي في سياق استشعار الخطر الذي بات لا يستهدف اليمن فقط وإنما يستهدف ايضاً دول الخليج والمملكة السعودية بشكل رئيس"، حسب قوله.
وأضاف سلطان "وعلى المستوى الداخلي، هذه الضربات التي تستهدف أهدافا عسكرية في اليمن تابعة للنظام السابق وجماعة الحوثيين، يمكن أن تكون خطوة يمكن قراءتها في أكثر من سياق. بداية لإدخال اليمن ضمن منظومة دول الخليج كون ذلك يعزز من التلاحم الخليجي أمام المد الإيراني. ثانيا، السياسة الجديدة في السعودية جادة في إنقاذ اليمن الذي لو انزلق أو ترك بيد جماعة الحوثي وصالح فستدفع السعودية ثمن تغلغل إيران وسوف يكتمل ما يسمى بالهلال الشيعي الذي تتحدث عنه قيادات إيرانية بكل وضوح. مضيفاً بان ما كشفت عنه السعودية وعبر قناة العربية من لقاء جمع نجل الرئيس السابق احمد علي عبدالله صالح ووزير الدفاع السعودي والنتيجة التي خرج بها الطرفان ثم خطاب الرئيس السابق علي عبدالله صالح اليوم يؤكد بأن السعودية ماضية في طريقها نحو القضاء على الرئيس السابق وجماعة الحوثي والعودة الى المبادرة الخليجية بشكل كامل".
من جانبه يرى الدكتور حمزاء الكمالي عضو مؤتمر الحوار الوطني في تصريح خاص لإذاعة العراق الحر "أن الرئيس السابق علي عبدالله صالح والحوثيون يريدون التضحية باليمنيين لأجل معركة خاسرة سلفاً لمصالحهم الشخصية وليحتفظوا بالسلطة. هؤلاء جميعا يرفضون الانسحاب وتجنيب إراقة الدماء اليمنية"، وأضاف "نحن امام ثلاثة سيناريوهات، إما أن يستمر عنادهم ويتم تدميرهم بالكامل أو أن تتدخل إيران و هذا مستبعد وكارثي على اليمنيين طبعا أو أن يُحكموا عقلهم وإنسانيتهم ويقدموا تنازلات تحفظ دماء اليمنيين وبلادهم".
يأتي هذا في وقت تشهد فيه مدينة عدن جنوب اليمن حالة من الفوضى والانفلات الامني وتتعرض المنشآت العامة ومخازن الأسلحة في معسكر جبل حديد لعملية نهب واسعة من قبل المواطنين والمجاميع المسلحة. وكانت إنفجارات عنيفة هزت مخازن ألأسلحة في جبل حديد بالمدينة وقالت مصادر طبية إن عدد قتلى هذه الانفجارات ارتفع الى 113 قتيلا و334 مصابا بعضهم إصاباتهم خطيرة.
وفي ذات السياق سيطرت اللجان الشعبية الموالية للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي على مطار عدن الدولي وتلاحق اللجان المسلحين الحوثيين بالقرب من معسكر بدر بعد اشتباكات عنيفة بين الطرفين أسفرت عن مقتل 9 من الحوثيين و6 من اللجان الشعبية.