باشرت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات بتطبيق تجربة التسجيل البايومتري للناخبين في بغداد، والمتمثلة بتحديث بيانات بطاقة الناخب ودعمها بمعلومات حيوية تجعل عملية الاقتراع وادلاء الناخبين باصواتهم اكثر مأمونية ويسر، ولا تسمح بحدوث تلاعب وتزوير.
ويوضح مدير اعلام مكتب انتخابات بغداد الكرخ مهند مصطفى عبد الله ان التسجيل البايومتري يتضمن اخذ صورة حيوية لوجه الشخص المعني وطبعة اصابع يديه لتضاف الى بقية المعلومات في بطاقة الناخب، فضلاً عن تدقيق بقية المعلومات المكتوبة في المستمسكات الاربعة مع معلومات البطاقة الالكترونية، منوها الى ان الغاية من وراء اعتماد هذه التقنية التكنلوجية في تحديث سجلات الناخبين تكمن في الحد من التزوير في الانتخابات، واختصار الجهد والوقت في عملية التصويت، واظهار النتائج الانتخابية خلال فترة زمنية وجيزة.
من جهته يقول مدير عام مكتب انتخابات بغداد الكرخ معن عبد حنتوش المفوضية العليا المستقلة للانتخابات هيأت الكوادر المدربة والعدد واللوازم الخاصة بالتصوير واخذ بصمات اليدين، استعداداً لتطبيق تجربة التسجيل البايومتري للناخبين، وذكر ان مشروع البطاقة الانتخابية الالكترونية يستهدف في مرحلته الاولى موظفي دوائر الدولة، ومن ثم الانتقال الى تحديث بيانات الناخبين في بقية المحافظات، مضيفاً:
"بداية انطلاقنا كانت مع اعضاء وموظفي مجلس محافظة بغداد.. لدينا 84 مركز تسجيل يعمل في 29 تجمعاً على شكل قطاعات ميدانية بالكرخ، وفي الرصافة خصصنا 125 مركزاً يعمل على 39 قطاعاً اضافة الى فرق جوالة تتوزع على دوائر الدولة.. بداية انطلاقنا تبشر بخير مع تصاعد نسب التحديث في مراكزنا والتي تتراوح بين 2000 الى 2500 حالة يوميا".
ووضعت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في حساباتها فترة زمنية تمتد الى سنة ونصف، لتسجيل اكثر من خمسة ملايين ناخب في بغداد ضمن نظام البايومتري.
ويرى المحلل السياسي رعد الخميسي ان السعي لإستخدام التقنيات الالكترونية وادخال التكنولوجيا في عمل مفوضية الانتخابات يمثل بادرة جدية وتجربة ناجحة يمكن ان تقطع الطريق امام محاولات مصادرة ارادة الناخبين وستضع حداً للإتهامات التي تكال لمفوضية الانتخابات وما يثار من لغط خلال فترة الانتخابات بشأن التزوير والتلاعب بالنتائج، داعياً المواطنين الى دعم المشروعالبايومتري والمشاركة في تحديث سجلاتهم الالكترونية.
لكن عضو مجلس محافظة بغداد سعد المطلبي يقول انه لم يعوّل كثيرا على الاجراءات الجديدة لمفوضية الانتخابات في تسجيل وتصويت الناخبين في ان تكون عاملاً مشجعاً ومقنعاً يسحب الجمهور مجددا نحو صناديق الاقتراع، موضحاً ان معظم اصدقائه ومعارفه قرروا عدم المشاركة ومقاطعة اية فعالية انتخابية مقبلة بفعل شعورهم بالاحباط والخيبة وعدم جدوى تلك الممارسات في احداث تغيير، وأشار الى ان ذلك العزوف الشعبي عن المشاركة في الانتخابات يوجه ضربة للديمقراطية الوليدة في العراق، داعيا الى عدم التدخل في رسم الخارطة السياسية بعيداً عن نتائج الانتخابات والاسراع في تعديل منهجها ومد جسور الثقة مع الناخب المهمش والملغى.
كربلاء: إقبال قليل
وفي كربلاء شكا مكتب مفوضية الانتخابات عزوف المواطنين عن التفاعل مع المراكز التي افتتحتها بهدف اكمال المرحلة الثانية من بطاقة الناخب، وقال مدير المكتب كاظم الاسدي ان اقبال المواطنين بدا قليلا جدا لكنه لفت الى ان المفوضية تبذل جهوداً كبيرة لاقناع المواطنين بالتوجه الى هذه المراكز، مشيراً الى ان ان عدة مراكز تم افتتاحها في كربلاء من اجل استكمال المرحلة الثانية الخاصة ببيانات بطاقة الناخب الالكترونيةوالتيتتضمن ادخال بصمات اليدين وصورة الناخب ومعلومات اخرى.
ويقول جواد حسن، ويعمل موظفا في احدى دوائر الدولة بكربلاء، ان الكثير من الاشخاص الذين يقابلهم يومياً لا يهتمون كثيراً بكل ما يمت الى العملية السياسية بصلة، ومنها عملية تحديث البطاقة الانتخابية، مشيراً الى ان الاسباب التي تجعلهم تتمثل في ما وصفه بـ"فشل الكتل السياسية في اقناع المواطنين بأدائها".
من جهته طالب الصحفي حيدر الحاج مفوضية الإنتخابات بالمزيد من الجهد الدعائي والاعلاني لحث المواطنين على زيارة مراكز تحديث بطاقة الناخب، مؤكداً ان الكثير من المواطنين يجهلون مواقع هذه المراكز.
جدير بالذكر ان مفوضية الانتخابات اعتمدت بطاقة الناخب الالكترونية لاول مرة في الانتخابات النيابية التي جرت العام الماضي، وهي تنوي تطوير هذه البطاقة لتكون رصينة ودقيقة من خلال عدة مراحل باشرت قبل اسابيع بالثانية منها.