بدأ وصول القادة العرب إلى شرم الشيخ للمشاركة في القمة العربية العادية، والتي تنعقد في لحظات استثنائية في التاريخ العربي.
ويتصدر جدول أعمال القمة قرار بتشكيل القوة العربية المشتركة، والذي توافق عليه وزراء الخارجية العرب، ويكلف القرار الأمين العام لجامعة الدول العربية ببدء الإعداد لتشكيل القوة، والإعداد لاجتماع لقادة الأركان في الجيوش العربية لبحث تفاصيل تشكيل القوة المقترحة.
ونقلت وسائل الإعلام المحلية عن مسؤولين أميين في القاهرة أن القوة المقترحة ستتكون من 40 ألف من صفوة القوات العربية، على أن يكون مركزها فى القاهرة أو الرياض، والقوة العربية مدعومة بمقاتلات جوية، وأسطول حربي، وأسلحة خفيفة.
ويتحفظ العراق على القرار العربي بإنشاء القوة المشار إليها، وقال وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري إن هناك حاجة لمزيد من الوقت للتخطيط لتشكيل القوة العسكرية العربية.
وتنعقد القمة العربية الـ26 في لحظات استثنائية في التاريخ العربي،إذ يجتمع القادة العرب على وقع حرب تدور رحاها في جنوب شبه جزيرة العرب، ويشهد الشرق توترا متلاحقا خاصة مع التنديد الإيراني بالعمليات العسكرية ضد الحوثيين في اليمن، ويتقاطع مع الموقف الإيراني موقف روسيا الرافض للحرب، والداعي إلى حلول سياسية في اليمن.
لكن يبدو أن قادة العرب عزموا أمرهم هذه المرة على تجاوز الخطوط التي وضعتها قوى إقليمية، ودولية، للخارطة العربية.
وفي هذا السياق، يرى الخبير في الشأن العربي مدير تحرير صحيفة المصري اليوم، محمد السيد في تصريحات لـ"العراق الحر"، أن "وقع القرارات العربية المنتظر خروجها عن القمة العربية سيكون مؤثرا في عدد من المحاور أولها (الحفاظ على الهوية العربية)، وثانيها (الحفاظ على الخارطة السياسية الحالية للوطن العربي)، وثالثها (الإجماع على مواجهة المتشددين والإرهابيين)، ويتمثل ذلك في مواجهة داعش بوصفها التنظيم الأكثر إرهابا، وهو على رأس القائمة المستهدفة، ورابعها (منطق جديد يسود الساسة والقادة العرب يرتكز على مقولة مصيرنا نصنعه بأيدينا)، وهو ما يعني تجاوز كل الخطوط التي وضعها النفوذ الاستعماري القديم، والقوى الإقليمية التي تسعى حثيثا إلى صياغة خارطة الشرق وفق مصالحها".
أخيرا، وعلى صعيد الحرب في اليمن، قال وزير الخارجية اليمني، راض ياسين، والموجود حاليا في شرم الشيخ، قال في تصريحات لصحفيين، إن "قوات إيرانية دخلت صنعاء لمساعدة الحوثيين".
وأشار إلى أن "القوات البحرية المصرية باتت تسيطر فعليا منذ الخميس على مضيق باب المندب"، وأشار الوزير اليمني إلى أن "قوات الحوثي، وعلي عبد الله صالح تلفظ الآن الرمق الأخير"، على حد تعبيره.