أختتم في اربيل يوم الخميس منتدى عقده محافظ الموصل بالتعاون مع ديوان الوقف السني في العراق واتحاد علماء الدين الاسلامي في كردستان، لمناقشة التغيرات التي طرأت على النسيج الاجتماعي في الموصل بعد سيطرة مسلحي داعش.
وعقد المنتدى الذي استمر لمدة يومين تحت شعار (الموصل قلعة الاسلام والتعايش) بمشاركة مجموعة من رجال الدين الاسلامي في العراق واقليم كردستان والازهر الشريف في جمهورية مصر العربية وشهد تقديم مجموعة محاضرات حول ممارسات تنظيم داعش في المناطق التي سيطروا عليها.
وسيطر مسلحوا داعش منذ الصيف الماضي على مدينة الموصل وقاموا بطرد وملاحقة واعتقال وقتل المكونات الاخرى غير المسلمة من مسيحية وايزيدية وكذلك الذين ينتمون الى مذاهب اخرى غير المذهب السني كالشيعة.
وفي تصريح لاذاعة العراق الحر قال اثيل النجيفي محافظ الموصل، ان المنتدى يبحث كيفية معالجة المشاكل التي ستنجم مستقبلا نتيجة الافكار المتشددة والمتطرفة التي فرضها مسلحو داعش على ابناء هذه المدينة واضاف قائلا: هو منتدى لعلماء الدين وليس منتدى للسياسيين او الجهات والقيادات العشائرية وهو منتدى لمناقشة بعض المشاكل التي نقول هي معضلات لدى الفكر المتشدد الذي انتشر في بلادنا، ولكن وجود مرجعيات سنية مهمة في هذا المؤتمر مثل الازهر الشريف والمجمع الفقهي وهي مرجعيات اساسية على مستوى العالم الاسلامي، وجودها ضروري جدا لاعطاء مفاهيم الاسلام المعتدل والاسلام الوسطي الذي نحتاجه.
وشارك الازهر الشريف في مصر بوفد برئاسة عبدالفتاح عبدالغني عميد كلية أصول الدين في جامعة الازهر، الذي اكد ان الافكار التي يروج لها مسلحو داعش بعيدة عن الاسلام الوسطي الذي يدعو اليه حاليا اغلب علماء المسلمين واضاف قائلا: "الفكر الداعشي فكر غريب وصناعة افكاره صناعة غربية لم تترب في مدارسنا ولم تترب على مناهجنا ولم تتلق العلم الوسطي. اما بالنسبة لمعالجتهم فيمكن لهؤلاء التوبة والعودة الى وسطية الاسلام وان لم يتوبوا فيجب على المجتمع بأكمله ان يتكاتف في مقاتلة هؤلاء لانهم يحاربون الله ورسوله".
وشارك عدد من علماء الدين الاسلامي في مدينة الموصل الذين يقيمون حاليا في اقليم كردستان في هذا المنتدى واكدوا بدورهم على ضرورة بذل جهود سياسية وامنية وفكرية مشتركة لمحاربة الافكار التي ينشرها عناصر داعش بين المواطنين في المناطق التي سيطروا عليها، وبهذا الصدد يقول عبدالله فتحي ابو الحارث امام وخطيب جامع الرحمن في الموصل، لاذاعة العراق الحر: "هناك خطوط متوازية لمحاربة الفكر المتطرف، يجب ان يكون هناك جهد سياسي صحيح وجهد امني صحيح وجهد فكري علمي صحيح واذا تواكبت هذه الثلاثة مع التخطيط والتنسيق سيكون فيه دحر لهذا الفكر، فهذا من ناحية المضمون، اما من ناحية الوسائل، انا ارى ان اكبر تقصير يقوم حملة الفكر الشرعي العلمي انهم لا يتواصلون مع الشباب مع اجهزة التواصل الاجتماعي الحديثة كالفيسبوك والتويتر لان هذه الوسائل اصبحت منفذا للارهابيين للولوج الى فكر الشباب المتحمس".
وحذر ابو الحارث امام وخطيب جامع الرحمن في الموصل من الاثار السلبية لهذه الافكار مستقبلا بعد طرد داعش من المدينة مضيفا بالقول: "هذا الضرر لن يتوضح الان وانما بعد خروج داعش إذ ستظهر الكثير من الثغرات والاشكاليات والمشكلات ان كان على مستوى الاقليات او المكونات الاخرى وعلى مستوى النسيج الاجتماعي الموصلي لان داعش استهدف النسيج الاجتماعي الموصلي بالتحديد".