عقد وزراء الخارجية العرب اجتماعهم التحضيري للقمة العربية العادية رقم 26 في منتجع شرم الشيخ، وذلك وسط أجواء حرب في الإقليم بعد بدء تنفيذ قوات عربية مشتركة بقيادة السعودية عمليات عاصفة الحزم ضد الحوثيين في اليمن بتأييد أميركي وغربي.
واستحقت قمة شرم الشيخ المزمع انعقادها السبت بجدارة لقب "قمة الحرب" وسط تداعيات إقليمية قد تؤثر على المستقبل العربي بسبب العمليات العسكرية في اليمن.
و أعرب الوزراء عن مباركتهم وتأييدهم للإجراءات العسكرية التي يقوم بها التحالف العربي للدفاع عن الشرعية فى اليمن, بدعوة من الرئيس عبد ربه منصور هادى رئيس الجمهورية اليمنية.
وقال بيان صدر عن الاجتماع الوزاري العربي إنه"انطلاقا من حرص أعضاء المجلس الوزاري لجامعة الدول العربية على وحدة اليمن واستقلاله وسيادته، وعلى أمنه واستقراره، وبعد أن استنفذت دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية كل السبل السلمية الرامية لحل الأزمة اليمنية، واستنادا إلى اتفاقية الدفاع العربي المشترك، وميثاق جامعة الدول العربية وعلى المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، وانطلاقا من مسؤولياتها فى حفظ سلامة الأوطان العربية ووحدتها وحفظ سيادتها واستقلالها، فان المجلس الوزاري العربي لجامعة الدول العربية يعرب عن مباركته وتأييده للإجراءات العسكرية التي يقوم بها التحالف للدفاع عن الشرعية فى اليمن, بدعوة من الرئيس عبد ربه منصور هادى رئيس الجمهورية اليمنية".
وعبر المجلس عن أمله فى أن تؤدي هذه الإجراءات العسكرية إلى إعادة الأمن والاستقرار إلى ربوع اليمن بقيادة شرعيتها الدستورية.
وقد أعلن العراق رفضه للعمليات العسكرية في اليمن، وقال وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري في تصريحات للصحفيين إن العراق مع الجهود العربية والسياسية والاقتصادية وحتى الأمنية والعسكرية وحتى مع استخدام السلاح خارج كل دولة لكن هذا سيضع كل دولة من البلدان العربية على مرحلة جديدة، ويعسكر الخلافات السياسية، على حد تعبيره، مردفا إننا مع الجهود السياسية وأن تكون جهودا بحجم القمة العربية تعمل على حل أزمة اليمن.
وشدد الوزير العراقي على أن الحل السلمي هو الحل الوحيد لأن التدخل العسكري يزيد الأمر تعقيدا، ويؤدي إلى عسكرة الأمور، ونحن مع الشرعية والحلول السياسية، ونعتقد أن ما يحدث لا يعصى على الحلول السياسية، على حد قوله.
وانضمت سلطنة عمان إلى الدول الرافضة للحل العسكري في اليمن، مطالبة بإفساح المجال أمام الجهود السياسية.
لكن موقف الدولتين لم يجد تأثيرا ذا صدى في اجتماعات الوزراء التحضيرية للقمة العربية، واعتبر وزير الخارجية اليمني رياض ياسين أن العملية العسكرية "عاصفة الحزم" اضطرار لا يفرح أحد، مضيفا، إننا "اضطررنا لهذا التدخل بحكم التغيير الواقع على الأرض، وبسبب محاولة الحوثيين إسقاط الشرعية فى اليمن"، على حد تعبيره.
وأضاف ياسين إنها "عملية اضطرارية محدودة إن شاء الله، من أجل تثبيت الشرعية فى اليمن، ومن أجل إنقاذ اليمن من السقوط فى الهاوية، وضد أي أجندة تريد أن تلعب بالمنطقة وتحولها إلى بؤرة توتر وانفلات أمنى"، حسب قوله أمام وزراء الخارجية العرب.
وعلى هامش الاجتماع الوزاري عقد وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي ووزراء خارجية مصر والأردن والمغرب والسودان، "دول التحالف للدفاع عن الشرعية فى اليمن"، اجتماعا خاصاً الخميس مع وزير خارجية اليمن رياض ياسين، بشرم الشيخ، ونقل الوزير اليمنى شكر وتقدير الرئيس اليمنى عبد ربه منصور هادى لهذه الدول لاستجابتها السريعة لدعوته للتدخل العسكري لإنقاذ اليمن من براثن الانقلاب الحوثي على الشرعية والهادف إلى زعزعة اليمن واستقراره، على حد تعبيره.
أخيرا أعلنت مصر مساندتها العمليات في اليمن، وقال وزير الخارجية المصري سامح شكري إن بلاده تنسق مع الدول المعنية لإرسال طائرات سلاح الجو المصري للمشاركة في "عاصفة الحزم"، وكذلك قطع سلاح البحرية المصرية، وقوات مصرية للمشاركة في التدخل البري إذا لزم الأمر على حد قوله.
وفيما نقلت وكالات الأنباء خبرا عن توجه قطع حربية بحرية مصرية إلى اليمن طالب الجيش المصري في بيان رسمي، وسائل الإعلام بالتريث، وعدم نقل أخبار تخص الجيش من مصادر مجهولة، إلا ما يصدر عن الطريق الرسمي للقوات المسلحة المصرية.