دعا مسيحيو سوريا والعراق الذين فروا من وجه مسلحي داعش في المناطق التي اجتاحها في البلدين، دعوا العالم اجمع الى مساعدتهم. وجاءت الدعوة حيث تجمعوا في لبنان الذي لجأوا اليه هربا من داعش.
تحدث هؤلاء المسيحيون عن مأساتهم الكبرى وهم يقفون في طوابير في كنيستين في بيروت لتسلم ارزاق ومؤونة ومساعدات انسانية اخرى توزعها عليهم منظمة غير حكومية تحمل اسم "دفاعا عن المسيحيين" وتعمل هذه المنظمة على حماية مسيحيي الشرق الاوسط.
في الشهر الماضي اجتاح مسلحو داعش قرى مسيحية في منطقة الحسكة في شمال سوريا وشردوا من شردوا وطردوا المسيحيين من ديارهم ثم اختطفوا ما لا يقل عن 220 من ابناء الطائفة. وبعدها اطلقوا سراح 25 منهم تقريبا فيما ما يزال مصير المخطوفين الاخرين مجهولا.
وفي حزيران الماضي سقطت مدينة الموصل بكاملها بيد المسلحين الذين كان اجراؤهم الاول طرد المسيحيين من المدينة ومصادرة املاكهم وتدمير كنائسهم بحجة الكفر، كما اجبروا عددا اخر منهم على التحول الى الاسلام.
مسلحو داعش يسيطرون على ثلث مساحة العراق وسوريا وقد استهدفوا مواقع تراثية في شمال العراق ونهبوا ما يمكن نهبه ثم دمروا ما يمكن تدميره مثل مدينتي الحضر ونمرود واغلبها مواقع تعود لفترة الامبراطورية الاشورية.
الاف المسيحيين من سوريا والعراق توجهوا خلال الفترة الاخيرة الى لبنان وذلك إثر قرار اتخذته السلطات هناك بفتح الحدود بشكل استثنائي امام المسيحيين بعد ان كانت قد قررت في وقت سابق اغلاق هذه الحدود امام اللاجئين بشكل عام بسبب تزايد عددهم ولانهم اصبحوا يمثلون عبئا ثقيلا على كاهل بلد صغير مثل لبنان. وتذكر الارقام ان عددهم وصل الى اكثر من مليون وثلاث مائة الف لاجئ اغلبهم من سوريا.
في هذه الاثناء رفعت مذكرة الى امين عام الامم المتحدة بان كي مون تطلب منه بحث عمليات التطهير العرقي والديني وتحديد مناطق آمنة في العراق وسوريا وسائر المناطق الاخرى لابناء هذه الطائفة.
مبعوث الفاتيكان: سنضطر الى استخدام القوة
مبعوث الفاتيكان الى الامم المتحدة سلفانو تومازي قال في مقابلة صحفية قبل ايام إن مسلحي تنظيم داعش يرتكبون فظائع على نطاق واسع واكد ضرورة تدخل العالم لوقفهم.
ونُقل عنه قوله "علينا وقف هذا النوع من الابادة وإلا فسنبكي في المستقبل لاننا لم نفعل شيئا في هذا الاتجاه ولاننا سمحنا بوقوع مثل هذه المأساة". مبعوث الفاتيكان دعا الى تنسيق الجهود لتحقيق تسوية سياسية لهذه المشكلة دون اللجوء الى القوة غير انه استدرك بالقول: "وإذا لم نفلح في ذلك فسنضطر الى استخدام القوة".
آشوريون يحتجون في ايران
في هذه الاثناء احتشد حوالى 200 اشوري إيراني امام مبنى الامم المتحدة في طهران يوم الخميس الماضي، 12 آذار 2015، وطالبوا المنظمة الدولية بالعمل عل وقف ممارسات تنظيم داعش ضد الاقليات المسيحية في سوريا والعراق واتخاذ موقف ضد جريمة تدمير آثار الاشوريين في المنطقة.
ونقلت وكالة فرانس بريس عن احد المتظاهرين واسمه هوفيك بهبود "مسلحو داعش دمروا الاثار الاشورية في سوريا والعراق ونطالب المجموعة الدولية ولاسيما الامم المتحدة بأن تعقد اجتماعا لمجلس الامن للرد واتخاذ قرار بتدخل عسكري".
يذكر ان عدد افراد الاقلية الاشورية في ايران يصل الى حوالى 25 الفا، ولديهم ممثل واحد في مجلس الشورى.
تقرير: إنها جرائم حرب وابادة
وكانت تقارير دولية قد حذرت من احتمال انهاء وجود الاقليات في العراق بسبب تطبيق ستراتيجية منظمة لازاحتهم من اماكنهم في مناطق مختلفة من العراق.
أحدث هذه التقارير صدر في نهاية شباط الماضي بمشاركة اربع منظمات غير حكومية معنية بحقوق الانسان ذكرت فيه تفاصيل عن عمليات اعدام واجبار على تغيير الدين وعمليات اغتصاب وما الى ذلك من انتهاكات لحقوق الانسان. واعتبرت المنظمات هذه الافعال جرائم حرب واحيانا حرب ابادة.
وذكر التقرير ان عددا كبيرا من مجموع اكثر من مليوني شخص تعرضوا الى الترحيل والتهجير والنزوح في العراق منذ كانون الثاني من عام 2014، هم من الاقليات الاثنية والدينية ويشمل ذلك المسيحيين في شمال العراق والكاكائيين والشبك والتركمان واليزيديين واغلبهم هرب من بطش مسلحي داعش.
هذا وكانت المفوضية العليا المستقلة لحقوق الانسان في العراق قد دعت الامم المتحدة الى بذل جهود اكبر لحماية الاقليات التي تتعرض الى تهديد وجودي على يد مسلحي داعش قائلة إن اضطهاد المكونات غير المسلمة يشكل خطرا على السلم والامن العالميين.
غير ان مسؤولين مسيحيين في العراق يعتقدون ان الادانات كثيرة والدعوات عديدة ولكنها كلها بلا جدوى لأن ما يحدث يفوق في حجمه اي كارثة تعرضت لها هذه الطائفة عبر تاريخها الطويل.
من هؤلاء المسؤولين رئيس منظمة حمورابي لحقوق الانسان وليم وردة الذي قال إن كل الادانات العالمية غير كافية.