احيت محافظة حلبجة الذكرى 27 لقصفها بالاسلحة الكيمياوية من قبل قوات النظام السابق، واتسمت مراسم الإحتفال هذا العام بالمحدودية في الفعاليات، وحجم الحضور جراء قلة التخصيصات المالية والاوضاع السياسية والامنية التي يمر بها العراق والاقليم.
ودعت الجهات المعنية في حلبجة في كلمات بالإحتفال الكتل السياسية الكردية الى الاسراع في تشكيل الادارة المحلية لمحافظة حلبجة والبدء باعمار المدينة وبنيتها التحتية المدمرة لتكون نموذجا للسلام في الاقليم والعراق، وقال قائممقام مركز حلبجة اركان حسن:
"للاسف مازالت حلبجة تعاني من اثار الدمار الذي خلفه النظام السابق ويد الاعمار لم تمتد بالشكل المطلوب لهذه المدينة المنكوبة، ورغم قرار تحويلها الى محافظة، الا ان خطوات تنفيذ هذا القرار تسير بشكل بطيء، المحافظة بحاجة الى تخصيصات مالية ومشاريع خدمية واستثمارية، وعلى حكومة الاقليم والحكومة العراقية الالتفات الى حلبجة بشكل جدي لتكون عاصمة نموذجية للسلام في العراق والمنطقة".
واشار عضو البرلمان الكردستاني ابو بكر هلدني في حديث لاذاعة العراق الحر الى ان البرلمان الكردستاني شرع قانوني تحويل حلبجة الى محافظة وتسميتها بعاصمة السلام لكن الصراعات الحزبية باتت تشكل عقبة امام خطوات تنفيذ هذين القرارين،
ومازال تشكيل الادارة المحلية وتوزيع المناصب في المحافظة الجديدة يمر بمخاض صعب.
ويقول ذوو ضحايا حلبجة بان الحكومة لم تعمل بجد على ملف الضحايا وما زال الكثير منهم مجهول المصيرمنذ 27 عاما، وهو ما اكدته شيلان عبد الوهاب، وهي الناجية الوحيدة من اسرتها من القصف الكيماوي عام 1988، واضافت:
"لم نحظَ بالاهتمام اللازم من الحكومة ونحن من ضحينا بحياتينا من اجل الحرية والديمقراطية في بلدنا، لا اعتقد ان تحويل حلبجة الى محافظة سيحسن او يغير شيء من اوضاعنا المتدهورة، انا اعاني من اثار المواد الكيماوية وانفق مبالغ كبيرة شهريا للعلاج تفوق قدراتي المادية فيما يجني الساسة ثمار تضحياتنا".
وكان وفد من محافظة حلبجة زار بغداد الاسبوع الماضي وقدم حزمة من المطالب الى الحكومة الفدرالية والبرلمان العراقي تتلخص في تعويض ذوي ضحايا القصف الكيماوي للمدينة، والعمل على ملف حلبجة في المحكمة الدولية في لاهاي وتعريفها كجريمة ابادة جماعية بالاضافة الى توجه الدعوة للمسؤوليين العراقيين للحضورالى حلبجة لاحياء هذه الذكرى.
أربيل: عرض مسرحي
مدينة اربيل احيت الذكرى بالوقوف خمس دقائق، وتوقف الحركة في عموم المدينة على وقع صفارات الانذار التي كانت تطلق ايام الحرب العراقية الايرانية كاشارة الى وجود قصف جوي على المنطقة.
ويقول محافظ اربيل نوزاد هادي الذي شارك في هذه المراسم ان تحويل مدينة حلبجة في العام الماضي من مركز قضاء الى محافظة جاء كاستحقاق للتضحيات التي قدمتها هذه المدينة، واضاف في حديث لاذاعة العراق الحر قائلا: "نرى اليوم المكاسب التي تحققت وتحولت مدينة حلبجة محافظة وشاهدنا مصير النظام البائد وهناك اهتمام كبير من قبل كردستان بحلبجة وتطويرها وان مصادقة مجلس النواب العراقي ومجلس الوزراء في الحكومة الاتحادية دليل على مظلومية هذه المدينة".
وقدمت جمعية الفنون والتراث الكردية عملاً مسرحياً امام متنزه شاندر بوسط اربيل، وقال عضو الجمعية خالد برزنجي ان المسرحية تتحدث عن الكوارث التي حلت بالشعب الكردي من نفلة البارزانيين وعمليات الانفال الكبرى والتي شملت مناطق كرميان وشهرزور ايضا وحلبجة الشهيدة واليوم كان هذا العمل المسرحي هدية لكي تندمل جروح مدينة حلبجة الشهيدة.
وشارك المواطنون بهذه المناسبة الذين وقفوا على جوانب الشوارع والطرقات لاحياء الذكرى، وقال المواطن محمد شريف لاذاعة العراق الحر ان احياء هذه الذكرى دليل على ان هذه المأساة لن تمحى من قلب وضمير كل انسان في كردستان سواء كان في حلبجة او اربيل في دهوك. فيما شددت المواطنة افان جمال على ضرورة ايلاء اهتمام اكثر بالذكرى واضافت قائلة: "حلبجة الجرح الكردي الذي لا يندمل ونعتقد ان التطور والمكاسب التي تحققت يجب ان نراها من خلال حلبجة ولكن لكثرة الماسي والكوارث التي تحل بالشعب الكردي نرى ان حلبجة تهمل في بعض المرات، ولهذا اطالب الاكاديميين ان يكتبوا بحوثا ودراسات حول قصف حلبجة بالاسلحة الكيمياوية وان هذه الحادثة الكبيرة يمكن ان تكون سببا ليحقق الشعب الكردي استقلاله".
وقام النظام السابق خلال الحرب العراقية الايرانية التي بدأت عام 1980 واستمرت ثمانية اعوام بقصف مدينة حلبجة في 16 اذار عام 1988 بالاسلحة الكيماوية، واسفر القصف عن مقتل نحو خمسة الاف شخص مع اصابة الاف اخرين بجروح، وما زالت اثار القصف باقية على بعض منهم.