بعد شهرين على إحتجازة من قبل جماعة أنصار الله الحوثيين أفرج اليوم في العاصمة اليمنية صنعاء عن رئيس الوزراء اليمني المستقيل خالد بحاح و بقية وزراء حكومته وأوضح بحاح، في تصريح صحافي أنّه تم رفع الإقامة الجبرية عنه وعن كافة الوزراء في حكومة الكفاءات المستقيلة ومنحهم الحرية المطلقة للتنقل داخل وخارج الوطن كحق إنساني ودستوري.
الى ذلك يواصل الرئيس عبدربه منصور هادي من مقره الرئاسي في مدينة عدن جنوب اليمن إعادة ترتيب سلطات الدولة المختلفة وفي هذا السياق عقد الرئيس هادي اجتماعا غير رسمي مع 13 من وزراء الحكومته المستقيلة الموجودين في عدن وهو أول اجتماع منذ يناير الماضي، تاريخ الهجوم على القصر الرئاسي وتقديم الرئيس والحكومة استقالتهم.
وقال أحمد جغمان رئيس إعلامية مجلس تنسيق القوى الثورية الجنوبية في تصريح خاض لاذعة العراق الحر "إن اجتماع الرئيس هادي مع وزراء حكومة الكفاءات يأتي في سياق التحول الهام الذي حصل في مسار الأزمة السياسية اليمنية منذ خروج الرئيس من صنعاء ووصوله إلى عدن"، وأضاف أن هذا دليل على سقوط آخر حلقة من حلقات الانقلاب الحوثي على عملية التسوية السياسية بمختلف مرجعياتها السياسية والقانونية وإهالة لما تبقى من الإعلان الدستوري المزعوم وفي الوقت ذاته بدء مرحلة انتقالية جديدة بملامح ربما تكون مغايرة ومختلفة عن المرحلة السابقة.
من جانبه يقول فهد سلطان عضو المنتدى السياسي لتنمية الديمقراطية في تصريحه لإذاعة العراق الحر "إن الاجتماع الوزاري المصغر الذي رأسه الرئيس هادي سيكون له انعكاسات مهمة أبرزها سحب استقالة الحكومة التي قدمت الى الرئيس هادي الشهر الماضي والعودة الى ممارسة مهامها ولكن هذه المرة من مدينة عدن جنوب اليمن"،
وأضاف أن انعقاد الحكومة في محافظة عدن أيضا سيكون له تأثير مباشر على الوضع في صنعاء ما يجعل جماعة الحوثي أمام حصار كبير وباعتقادي الشخصي أنها ستعود الى الحوار الوطني مع باقي القوى لأنها ستكون في مواجهة مباشرة مع الشارع اليمني وخاصة فيما إذا تم نقل كل متعلقات الدولة من البنك المركزي والمالية ونقل كل أجهزة الدولة من سفارات ومكاتب الى عدن"، حسب قوله.
وعلي صعيد متصل أشارت وكالة الإنباء اليمنية الرسمية سبأ التي يسيطر عليها الحوثيون الى أن زعيم جماعة أنصار الله الحوثيين عبدالملك الحوثي كشف عن اتصالات غير مباشرة مع السعودية وتأكيده استعداده لإقامة علاقات تقوم على الندية والاحترام المتبادل وعدم التدخل في شؤون اليمن والمساس بسيادته واستقلاله.
في غضون ذلك يواجه المسار السياسي المتعلق بالمفاوضات الجارية بين القوى السياسية اليمنية حاله من الانقسام في المواقف حيث لا زالت تشهد خلافا في التوصل إلى توافق حول تشكيل مجلس رئاسي بسبب رفض الرئيس عبدربه منصور هادي له وتمسكه بشرعيته وتباين مواقف الطرفين المؤيد للرئيس هادي والمعارض له.
وتزامنت هذه التطورات مع الإعلان عن تشكيل أكبر تكتل سياسي مناهض لجماعة أنصار الله الحوثيين وأطلق عليه التكتل الوطني للإنقاذ الذي تأسس منذ يومين ويضم 7 أحزاب سياسية و12 تحالفا مدنيا و11 حركة شبابية وثورية و16 منظمة ونقابة، و5 كيانات من قوى الحراك الجنوبي السلمي. ويهدف التكتل الى الحفاظ على النظام الجمهوري واستعادة الدولة ورفض ملشنه الدولة واستخدام القوة للاستيلاء على مؤسساتها ورفض إجراءات جماعة الحوثيين.
هذا وأعلنت قبائل محافظة مأرب اليمنية وسط اليمن تأييدها للتكتل الوطني للإنقاذ الهادف لاستعادة الدولة من سيطرة جماعة أنصار الله الحوثيين وجددت دعمها لشرعية الرئيس هادي معتبرة الانقلاب على شرعيته انقلابا على طموح وأحلام اليمنيين بالدولة المدنية والاتحادية.
وعلى الأرض تواصل القوى المناهضة لجماعة أنصار الله الحوثيين خروجها شبه اليومي للمطالبة بخروج المسلحين الحوثيين من المدن والإفراج عن المعتقلين وتأكيدها على شرعية الرئيس عبدربه منصور هادي رغم القمع الذي تتعرض له المسيرات والمظاهرات.