أكد البيان الختامي للمؤتمر الدولي "دور الوسطية في مواجهة الارهاب وتحقيق الاستقرار والسلم العالمي" الذي اختتم أعماله الاحد الماضي على أهمية اعتماد استراتيجية شاملة وفاعلة وموحدة للتصدي للارهاب والتطرف وأن يتم تنفيذ هذه الاستراتيجية بجهد دولي يشرف عليه مجلس حكماء من العالم الاسلامي. ودعا المؤتمر الذي نظمه " المنتدى العالمي للوسطية" برئاسة الامام الصادق المهدي، المؤسسات الاعلامية العربية والاسلامية الى مواجهة المنابر التي تحض على الارهاب، فالتطرف ليس له دين معين أو مذهب او جنسية او جغرافية محددة، رافضا بالاجماع ربط التطرف بأي دين.
وناقش المؤتمر على مدى يومين عددا كبيرا من البحوث ، وأدار الكثير من الحوارات والنقاشات، ليستخلص خمسا وعشرين توصية موجهة للحكومات العربية والمؤسسات الدينية في المنطقة، في مقدمتها تشغيل الشباب، وتحييد المؤسسات الدينية عن "التوظيف السياسي"، ليجمع في النداء الذي أطلقه باسم "استنهاض الأمة" لاحداث صحوة في عالم السنة توفق بين التطلع الاسلامي، والمساواة في المواطنة، وتقبل التعايش مع الآخر الصوفي والشيعي.
الاردن واستراتيجية مواجهة الارهاب
وعلى الصعيد السياسي، قال وزير الاعلام الاردني الدكتور محمد المومني في المؤتمر ان الاردن بصفته رئيسا لدورية مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية والمندوبين الدائمين، تبنى ميثاق شرف صحفي واعلامي وخطة لمواجهة الفكر الارهابي، دونما اية تفاصيل تذكر بخصوص الخطة ،وأضاف "ان الاردن تمكن من افشال مخططات التنظيمات الارهابية من الوصول الى حدوده بفضل الجيش والمؤسسات الأمنية وأنه لن يسمح بأي خطاب تحريضي"، لافتا الى أن المعركة مع الارهاب والتطرف ليست عسكرية فقط وانما توازيها معارك اخرى سياسية وفكرية وتربوية واجتماعية واعلامية وقد وضعت الحكومة الاردنية استراتيجية شاملة واعتبر ان "ايجاد حلول للقضية الفلسطينية يعد جزءا مهما في مواجهة الارهاب والتطرف على أن تحل وفق الشرعية الدولية".
التعايش الاجتماعي في ظل التنوع الثقافي
ونظمت جامعة عمان العربية مؤتمرا لبحث قضية التعايش الاجتماعي في ظل التنوع الثقافي في الاردن، قال فيه الدكتور عمر الجراح رئيس الجامعة "انه في مثل هذه الأيام التي تشهد ظهور الفكر التعصبي المنغلق على نفسه، تظهر الحاجة الى فكر تنويري يتقبل التنوع بجميع أشكاله، ففي جو التنوع يظهر الابداع حيث تتجه طاقات البشر نحو النماء والعطاء كبديل للصراع، والشعب الاردني مجتمع واحد لا يقبل القسمة". وقالت رئيسة منتدى التنوع الثقافي الاردني الدكتورة فاطمة جعفر "ان الاردن يمثل صورة فريدة للتنوع الديني والعرقي والثقافي، وقد استطاع ان يحافظ على مكتسباته ومكوناته في اقليم يعاني عدم القدرة على الصمود امام تحديات التفرقة" ، وأكد الدكتور حكمت النوايسة من وزارة الثقافة الاردنية على الحاجة الى تعزيز الهويات الوطنية والقومية، أي " الهويات التي تقبل الشراكة في اطار التنوع وتنظر الى التنوع بوصفه القانون الطبيعي الذي يعطي الأفضلية للحياة، ويحيي الثقافات وينمي الاحساس بالهوية، ويعزز من احترام التنوع الثقافي والقدرة الابداعية". وقدم نخبة من الباحثين المشاركين واساتذة الجامعات ورجال الدين الاسلامي والمسيحي ابحاثا تنوعت من حيث المنظور الفلسفي والقانوني والديني والنفسي وتطرقوا الى التعددية فالاردن يقع في قلب الشرق الاوسط ويسكنه اكثر من 7 ملايين نسمة منهم 4% مسيحيون، واستطاع منذ تأسيس الدولة الاردنية عام 1921 والى الآن مراعاة سياسة التسامح والوئام الديني، وكذلك الدفاع عنها بين مكوناته المختلفة، واشارت الابحاث الى الأقليات العرقية ومنها "الشراكسة والشيشان والارمن والاكراد" ، وانها جزء لا يتجزأ من المجتمع الاردني، فروح المواطنة لاتفرق بين احد.
وقالت الدكتورة ايمان عبد، رئيسة اللجنة العلمية للمؤتم انه يوصي بتعزيز دور المناهج المدرسية وخاصة اللغة العربية في تعزيز الحس الانساني والاجتماعي، وتعزيز دور المؤسسات وخاصة الاعلامية في تعزيز التعايش، وكذلك دور الارشاد الروحي والقوانين المنظمة للتنوع الثقافي، وعقد المؤتمرات والندوات التي تتناول مواضيع المواطنة والتسامح والتنوع الثقافي.