يستعيد الفنان الموسيقي جعفر حسن خلال هذا الحوار، جانبا من ذكرياته حول شخصيات فنية مميزة مثّلت علامات ذات دلالة وتأثير في اغناء مقدرته الموسيقية وتكوين شخصيته الفنية، ومنهم الفنانان الكبيران جميل بشير وغانم حداد، مدرسا الموسيقى في معهد الفنون في الخمسينات والستينات، و دورهما في ترسيخ ملامح مدرسة عراقية في العزف بالرغم من أنهما درسا على يد الشريف محي الدين حيدر الذي يمثل المدرسة التركية الكلاسيك
جميل سليم كان "ينوّط" أي لحن بمجرد سماعه!
ويلقي الحوارُ مع الفنان حسن الضوءَ على شخصيات لم تأخذ حقها في الشهرة في إعلام الوسط الموسيقي المعاصر، ومنهم عازف الكمان والملحن جميل سليم الذي كان موهوبا في قدرته على تنويط الموسيقي (كتابتها) بمجرد استماعه الى المقطوعة أو الاغنية لمرة واحدة، فقد كان له الفضل في تنويط وأرشفة مئات الالحان والاغاني العراقية العريقة،وهذه موهبة نادرة بحسب ضيف البرنامج ، وقد وصل الامر بهذا الفنان أن "ينوّط" للمزاح صوت ابواق السيارات الهورن! بل حتى صياح الديك في بيت جيرانه ويحوله الى نوطة قابلة للعزف!!
يحدثنا الفنان جعفر حسن خلال حوار متعدد المحطات عن شخصيات موهوبة ظلت بالظل، ومنهم "جوزيف" الموسيقي المحترف وعازف الكمان الماهر خلال الخمسينات والستينات ويعد أشهر من يدوزن الآلات الموسيقية في بيوتات بغداد وحتى الات الفرقة السمفونية الوطنية برغم أنه كفيف البصر، ويتناول الحديث موسيقيين آخرين في فرقة الإذاعة والتلفزيون والموشحات أمثال كريكور باسونيان وأحمد، تركوا ذكريات وقصص في ذاكرة مجايليهم.
وماذا عن لميعة عمارة و فؤاد نجم؟
يستعيد جعفر حسن جانبا من ذكرياته في اليمن حيث عاش في عدن ردحا من الزمن، ورافق لفترة الشاعر المصري المعروف احمد فؤاد نجم ولحن له عددا من قصائده، لتصبح من الاغاني والاناشيد الشائعة فضلا عن تلحينه للعديد من الاغاني اليمنية وباللهجة الدارجة.
يجرنا الحديث التلقائي الذي اجريته قبل فترة مع الفنان جعفر حسن الى المقارنة بين الرصانة والمقدرة التي كانت معيارَ الجودة والنجاح في موسيقى وغناء العقود الماضية، وبين الاستعجال والتسويق التجاري المحض في هذه الايام التي سمحت بانتشار غير قليل من أغنيات وتسجيلات فيديوية تعتمد على الحركة والرقص وعرض الجسم والحركات دون التمكن الموسيقي والملكَة الصوتية، فضلا عن تدني مستوى كلمات الأغاني.
ويحدثنا الفنان جعفر حسن خلال الحوار (الذي يمكن الاستماع اليه في الرابط الصوتي المرفق) عن سعيه المبكر وحرصه على تسجيل الأغاني العراقية القدية بتوزيع موسيقي معاصر آملاًان يسعى المعنيون بهذا الاتجاه ، مستذكرا مواقف وشهادات لمغنيين وملحنين تركوا اثرا كبيار في ذائقة العراقيين.
يسمعنا ضيف البرنامج مقاطع مغناة من قصيدة الشاعرة الكبيرة لميعة عباس عمارة التي لحنها قبل سنوات:
اشتاقلك يا نهر يالبردك الجنه
صفصاف شعري هدل وبمايك اتحنه
لزني على صدرك هله .. وسكته .. وهله .. وونه
وطول مادام الحلم ما ينشبع منه
عمرك أبد يا ابد متباهي بسيله
وعمري اشكثر كم شهر .. كم يوم .. كم ليله
موجه على صدرك نبض .. نسمه واتجيله
بلياك يا ضيعتي والعمر ياويله
التغريب كلله تعب دير البله محدار
وخلي الليالي تمر نكته وسهر واشعار
تشرب عيوني الكمر
بس الخدود اتغار
من يسكفون السمج واتلالي بيك النار
كلك حلو خابط وصافي وسخي مهيوب
تتباها .. حكه يتباها الها كثر محبوب