كشفت منظمة ألمانية لإذاعة العراق الحر عن عزم ولاية ألمانية إستقبال إيزيديات عراقيات من ضحايا تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" في العراق وسوريا، وسيبدأ البرنامج نهاية شهر آذار 2015.
وكان التنظيم الذي سيطر على الموصل ومناطق واسعة في الأنبار وصلاح الدين وديالى في حزيران 2014، إختطف آلاف النساء الايزيديات عند دخوله قضاء سنجار في الثالث من شهر آب الماضي، وقام بتوزيعهن على مقاتليه في العراق وسوريا كـ"سبايا".
فتاة إيزدية: عناصر داعش لم يغتصبوا أجسادنا فقط بل كانوا يغتصبون عقولنا
سامية فتاة إيزدية تبلغ من العمر 20 عاماً من قرية كوجو تحدثت لإذاعة العراق الحر عن قصتها وما عانته خلال أربعة أشهر بيد مسلحي داعش داخل العراق وفي مدينة الرقة السورية قبل أن تتمكن من الفرار مطلع تشرين الثاني الماضي.
وتقول سامية "أنا فتاة من قرية كوجو كنا محاصرين من 3 -15 آب أعتدوا علينا ولم يساعدنا أحد وضعونا بعدها في أحد الأبنية المدرسية أخذوا مجوهرات النساء والساعات اليدوية والهواتف النقالة والسيارات، ثم قاموا بفصل الرجال عن النساء وقتلوهم بينما أخذوا النساء والأطفال الى الطابق العلوي في المدرسة، ثم نقلونا الى مكان آخر في شنكال مقابل قرية صولاغ فصلوا النساء المسنات عن الفتيات والنساء مع أطفالهن، وحتى اليوم لا نعرف شيئاً عن مصير نسائنا المسنات ومصير رجالنا، قاموا بعمليا إبادة في قرية كوجو حيث قتلوا أكثر من1700 رجل.
بعد أن قاموا بفصلنا نحن الفتيات أخذوا 114 فتاة في باص الى الموصل يوم 15 آب الساعة الحادية عشر ليلاً وصلنا قبل الساعة الثالثة صباحاً، الى بيت يتكون من ثلاث طوابق مقابل جامع، بعدها قاموا بتقسيم الفتيات الى ثلاث مجاميع، مجموعة تم نقلهم الى تلعفر ومجموعة بقيت في الموصل بينما اخذونا نحن وكنا 57 فتاة الى مدينة الرقة السورية وذلك يوم 17 آب.
وصلنا الرقة في الساعة الرابعة فجراً، جمعونا داخل قاعة كبيرة والتقينا هناك بستين فتاة إيزدية، في هذه القاعة كانت الأبواب تُفتح من الساعة التاسعة صباحاً وحتى الواحدة ليلاً، كان مسلحو داعش يأتون لإختيار الفتيات الايزديات، وشرائهن, أعتدوا علينا وعلى ديننا، لم يغتصبوا أجسادنا فقط بل كانوا يغتصبون عقولنا، كنا بيد ناس كُفار، رجال في الاربعين يغتصبون فتيات صغيرات مراهقات يعتدون عليهن بالضرب إذا رفضن، وأحياناً كانوا يقومون بتخديرهن للنيل منهن، وكسر ايديهن وأرجلهن عندما كن يقاومن ويرفضن الذهاب مع الرجال كسبايا، عانينا كثيراً.
بقينا 16 فتاة في هذه القاعة وكنا نتمنى الموت في كل لحظة وحاولنا الفرار أكثر من مرة لأن داعش كانوا يستفيدون من حياتنا وليس من موتنا. في الأول من شهر ايلول طلبت من رفيقاتي في القاعة المساعدة للهرب وإذا ما فشلت خطة الهرب أنا سأتحمل المسؤولية أمام داعش، قمت بإعداد خطة الهروب، أصبحنا نمشيفي شوارع الرقة من الثامنة مساءاً وحتى الحادية عشر مساءاً، قاموا بملاحقتنا لم نجد اي مكان للهرب إعتقلونا وأعادونا الى القاعة، قلت لهم بإني المسؤولة عن هرب الفتيات معي. جاء أميرهم و سألني لماذا هربت؟ أجبت لأن هذه ليست حياة التي نعيشها معكم، هل من المعقول أن دينكم بالإعتداء على نساء وفتيات الإيزديات، وإغتصابهن وإجبارهن على إعتناق الإسلام، نحن إيزديون ولن نغير ديننا. قرروا معاقبتي وقاموا بضربي بالكيبلات عندما يتعب أحدهم يقوم شخص آخر بضربي، في ذلك اليوم قام ثلاث حراس بضربي وقالوا بانهم سيقومون بحبسي، توسلت الى أحد الحراس أن ينقلني الى مكان آخر ولا يسمح لهم بسجني، بعدها أخذني هذا الشخص الى بيت أحد عناصر داعش إصيبت زوجته وأطفاله بقصف للطائرات. من 2 أيلول وحتى الأول من تشرين الثاني بقيت في هذا البيت أعتني بزوجة المسؤول الداعشي وأطفاله. بناته كُنّ يعتدين عليّ ويهددنني بالسكين ويقلن لماذا لا تُصلين يا كافرة لماذا لا تدخلين الدين الإسلامي، لم تكن هذه حياة، هل من المعقول أن الأخوات يعشن في مدينة واحدة ولا يتمكن من زيارة بعضهن. أختي كانت أيضاً في مدينة الرقة بذلت جهداً كبيراً حتى تمكنت من جلبها الى نفس البيت الذي كنت أعيش فيه. مرة إتصلت بأخي على الفايبر بعد أن حصلت على موبايل وقررت أن أرسل له صور عن المنطقة التي أعيش فيها والبيت الذي اسكن فيه ثم حصلت على رقم المهرب الذي ساعدنا على الهروب أنا وسبعة من الفتيات الإيزديات، والآن موبايلي موجود في لالش للذكرى.
رغم نجاحنا في الهرب لا نشعر بالسعادة لماذا؟ لأننا عُدنا الى هنا ولم نجد أهلنا والدي وسبعة من أخوتي وثلاثة من أولادهم مفقودون حتى الآن لا نعرف مصيرهم، هذه ليست حياة ما نرجوه منكم أن تساعدوننا هنا أو تجدون لنا فرصة للخروج الى دولة أجنبية، لأننا لن نستطيع العودة الى سنجار بعد ان خاننا جيراننا العرب لن نتمكن من العيش معهم بعد اليوم، من أين للباكستاني والاسترالي والبريطاني والأردني والسعودي أن يعرفوا البنات الإيزديات لولا عرب سنجار الذين أعتدوا علينا وساعدوهم على إختطافنا، كانوا اجانب من دول مختلفة كلهم أعتدوا علينا لم نجد داعشي صاحب ضمير، لو كان بينهم ناس طيبين وخيرين لما فعلوا ما فعلوه بالفتيات والنساء الإيزديات حتى أنهم لم يرحموا الصغيرات والأطفال، أبن أخي عمره سبع سنوات تم فصله عن أمه قبل ستة أشهر وحتى اليوم لا نعرف مصيره ولا مصير أمه."
ميرزا دنايي: ولاية بادن فورتنمبرغ الألمانية مستعدة لمعالجة النساء والأطفال من ضحايا داعش
وكان برلمان الاتحاد الاوربي أصدر نهاية تشرين الثاني الماضي نوفمبر مشروع قرار عدّ فيه جرائم "داعش" ضد الايزيديين، جرائم ضد الانسانية، مطالباً الدول الاعضاء في الاتحاد و المنظمة العليا للاتحاد الاوروبي بتقديم مساعدات للنساء المخطوفات اللواتي تحررن من داعش.
وكشف الناشط الإيزدي ميرزا دنايي رئيس منظمة الجسر الجوي الألمانية لإذاعة العراق الحر عن موافقة ولاية بادن فورتنمبرغ الألمانية معالجة النساء والأطفال الإيزديين من ضحايا داعش.
وأوضح دنايي أن الوجبة الاولى من البرنامج الذي سيُنفذ نهاية شهر آذار الجاري ستشمل نقل 20 أمرأة وطفل من الإيزديين، لافتاً الى أن منظمة الجسر الجوي الألمانية التي يترأسها هي الشريكة الرئيسية لتطبيق هذا البرنامج الإنساني، بينما ستتولى منظمةIOM إجراءات نقل الضحايا المشمولين بالبرنامج بين اربيل وشتوتكارت. ويتبنى البروفيسور ايلهان قزلهان بالتعاون مع عدد من الجامعات والمستشفيات في الولاية الاشراف على الجانب النفسي والعلاجي في المانيا، ويدير فريق عمل من حكومة ولاية بادن فورتنبرغ المتابعة والتنظيم من شتوتكارت.
ويأمل دنايي أن توافق ولايات ألمانية أخرى على تطبيق برامج مشابهة لعلاج ضحايا داعش والتخفيف من معاناتهم، داعياً في الوقت نفسه برلمان إقليم كردستان ومجلس النواب العراقي الى إقرار قوانين لمساعدة آلاف الايزديين الذين وقعوا في أسر داعش، كما دعا سلطات العراقية الى تسهيل إجراءات الحصول على الجنسية وجوازات السفر للمشمولين بالبرنامج الألماني، لأن أغلب الإيزديين فقدوا أوراقهم الثبوتية ويصعب إصدارها من الموصل بسبب سقوطها بيد داعش.
وحسب دنايي مازال هناك أكثر من 5 آلاف ايزدي وايزدية بيد هذا التنظيم دون أن يتحرك العراق أو تتحرك دول العالم للإفراج عنهم.
يُذكر أن أكثر من لجنة في مجلس النواب العراقي زارت خلال الأشهر الماضية اقليم كردستان للاطلاع على اوضاع النساء الإيزديات الناجيات من أسر مسلحي تنظيم داعش بهدف اعداد تقرير ميداني عن اوضاع الناجيات وتقديمه للبرلمان العراقي بهدف تعويض الناجيات.
وأكدت النائبة أشواق الجاف عضو لجنة حقوق الأنسان النيابية أن اللجنة تهتم بملف الإيزديات من ضحايا داعش، وتدرس مشاريع لدعمهن وتعويضهن، بمساعدة برلمانيين بريطانيين.
أشواق وفي مقابلة أجرته معها إذاعة العراق الحر ذكرت أن الدراسة تتضمن ثلاث محاور اساسية وهي تثقيف المجتمع بأن النساء ضحايا العنف الجنسي هُن ضحايا ولسن مذنبات، وإنشاء مراكز رعاية لتقديم الرعاية النفسية والطبية لهن، وايضاً تعويضهن عن الضرر الذي لحق بهن، لكنها بينت أن الكثيرات من ضحايا الإغتصاب لا يتحدثن عن تعرضهن للإتصاب خوفاً من نظرة المجتمع.
وأقرت النائبة أشواق الجاف ضعف الرعاية التي تقدمها الحكومة العراقية للناجيات، لأسباب تتعلق بعدم وجود إحصائيات دقيقة عن أعدادهن وأماكن تواجدهن، وأيضاً الأزمة المالية التي يعاني منها العراق، كما إنتقدت دور المنظمات الإنسانية الدولية التي تتناول ملف الإيزديات في الإعلام فقط ولم تقدم شيئاً يُذكر حتى الآن.
بمشاركة مراسل إذاعة العراق الحر في دهوك عبد الخالق سلطان.