اقام المعهد الفرنسي للشرق الادنى وبالتعاون مع قسم الاثار في جامعة صلاح الدين في اربيل يوم الاحد، معرضا فوتوغرافيا ضم العديد من الكنائس القديمة وبالاخص في مناطق الموصل وكركوك التي وقعت بيد مسلحي الجماعة التي تطلق على نفسها اسم الدولة الاسلامية والمعروفة بداعش.
وجاء المعرض بحسب المقيمين عليه للاستنكار على قيام مسلحي داعش بهدم بعض الكنائس والاديرة والمواقع الاثرية في مدينة الموصل التي وقعت بيدهم منذ العاشر من حزيران من العام الماضي وطرد المسيحيين منها.
وفي تصريح لاذاعة العراق الحر قال بوريس جيمس Boris James باحث ومدير المعهد الفرنسي للشرق الادنى في اربيل: "هدفنا من هذا المعرض ايلاء اهتمام لتراث وحضارة واثار وادي الرافدين في المنطقة وتعريف العالم بهذه الكنائس التاريخية".
واشار الى ان مركزهم يهتم بجميع المناطق الاثرية، من خلال فريق العمل الاثاري الذي كان يعمل في بعض المواقع ولكنه توقف بسبب هجمات مسلحي داعش واضاف قائلا: "لدينا مجموعة اثاريين يعملون في موقع اثري بمدينة السليمانية منذ فترة وهم مختصون في الاثار الاسلامية ولكن للاسف عمليات التنقيب توقفت بسبب هجمات داعش لان هناك مخاوف على الفريق ونتمنى ان تتحسن الاوضاع وأن يعودوا الى عملهم".
الى ذلك قالت نرمين محمد امين استاذة بقسم الاثار في جامعة صلاح الدين والمديرة الثانية في البعثة الفرنسية في بازيان وعضو في البعثة الاثرية الفرنسية في قصر شمامك، ان المعرض جاء للفت انتباه العالم الى تعامل مسلحي داعش مع المواقع الاثرية والتاريخية وهدم عدد من الكنائس والاماكن المقدسة لدى الديانات الاخرى في الموصل واضافت بالقول: "فكرة المعرض جاءت للاستنكار والتمسك بهويتنا وحضارتنا والتعددية الموجودة لدينا وكتضامن مع لفت انتباه العالم لهذه الاثار ومحاولة الحفاظ عليها وعدم تدميرها".
ولقي المعرض حضورا جيدا. إذ تذكر البعض الايام التي قضاها بين جدران هذه الكنائس وبالاخص الموجودة في الموص، ومنهم المطران جاك اسحاق الذي قال لاذاعة العراق الحر: "ولدت في الموصل وعشت وامضيت فترة طويلة في الموصل وهذه الاماكن هي جزء من حياتي كما إن اختصاصي دراسات شرقية قسم الطقوس وعادة لا نستطيع فهم الطقوس إلا اذا وضعناها في اطارها المكاني كما لا نفهم الصلاة اذا لم نقم بدراسة الهندسة القديمة للكنائس وأنا سعيد جدا لهذا الاهتمام بالاثار المسيحية".
وعن تدمير كنائس واثار الموصل من قبل مسلحي داعش علق المطران اسحاق قائلا: "هذا العمل بدأ منذ عام 2003 عندما دخل الامريكان الى بغداد ودخلوا المتحف العراقي واصبحت هناك حالات سرقة للمتحف والذي يحصل هو امتداد للذي حصل في وقتها وهو جريمة".
يذكر ا، الايام المنصرمة في الموصل شهدت تخريب متحف المدينة الاثري وتدمير بعض الكنائس والمواقع الاثرية في منطقة الحضر بجنوب شرق المدينة، من قبل مسلحي داعش.