وصل الى بغداد صباح الاثنين التاسع من آذار، رئيس هيئة الاركان الاميركية المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي وأكد في مؤتمر صحفي أنه سيتم دحر تنظيم داعش.
وكان ديمبسي قد زار امس الاحد حاملة الطائرات الفرنسية شارل ديغول الموجودة حاليا في منطقة الخليج ودعا من هناك الى ما أسماه ب "الصبر الستراتيجي" في الحرب على داعش.
ديمبسي قال ايضا إن تدريب القوات العراقية ورغبة حكومة بغداد في التصالح مع السنة عوامل اساسية في هذه الحرب، حسب ما نقلت عنه وكالة فرانس بريس.
رئيس هيئة الاركان الاميركية المشتركة رأى ايضا ان تكثيف الضربات الجوية على داعش ليست دواءا ناجعا كما رأى الا حاجة لإرسال عدد أكبر من المستشارين العسكريين علما ان هناك الفان وستمائة مستشارا حاليا في العراق. وكانت طائرات اميركية قد بدأت ضرباتها الجوية على داعش في آب الماضي ليتشكل بعد ذلك تحالف يضم ستين بلدا غربيا وعربيا ولا يشمل ايران.
في هذه الاثناء قال رئيس وزراء هنغاريا إن حكومته ستطلب من البرلمان منحها تخويلا لارسال قوات للمشاركة مع قوات غربية حليفة في حربها ضد تنظيم داعش في العراق.
دعوة لتشكيل قوات عسكرية عربية
وفي القاهرة، دعا امين عام الجامعة العربية نبيل العربي الى تشكيل وحدات عسكرية عربية لمواجهة المجاميع الاسلامية المتطرفة.
تحدث العربي في اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة اليوم مؤكدا الحاجة الماسة لمثل هذه الوحدات العسكرية العربية في الوقت الحالي مشددا في الوقت نفسه على ضرورة ان تقوم الدول العربية بالتنسيق فيما بينها على الصعيد الامني.
وكان نائب امين عام الجامعة العربية احمد بن حلي قد قال الاسبوع الماضي إن من المتوقع ان يناقش القادة العرب تشكيل قوات عربية خلال قمتهم في شرم الشيخ في نهاية هذا الشهر.
وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قد دعا هو الاخر الى تشكيل مثل هذه القوات العسكرية العربية مؤكدا الحاجة الى مواجهة التحديات الامنية في المنطقة كما قال إن مصر والسعودية والكويت والامارات والاردن تؤيد هذا المشروع.
وميدانيا، يشارك ما يقارب من 30 الف مقاتل في عمليات عسكرية لاستعادة مدينة تكريت من عناصر تنظيم داعش الذين استولوا على المدينة قبل تسعة اشهر.
وكانت هذه القوات قد استعادت منطقة البو عجيل في المحافظة.
في هذه الاثناء زار رئيس مجلس النواب سليم الجبوري مدينة سامراء اليوم الاثنين، 9 آذار 2015 وأكد من هناك ان العراق يقاتل بالنيابة عن العالم اجمع وقال: "إن الدور الذي تؤديه القوات الامنية والعسكرية هي معركة عن العالم اجمع لأن داعش والمجاميع الارهابية اعداء للانسانية. الجهد الذي تؤديه هذه القوات العراقية ليس فقط عن العراقيين بل عن العالم اجمع".
الجبوري اكد ايضا على ضرورة ان تتعامل قوات الامن وقوات الحشد بشكل انساني مع النازحين قائلا إن المعركة ذات حدين واضاف: "نحن لدينا توصية لابناء القوات المسلحة والحشد الشعبي وقوات ابناء العشائر بان يتعاملوا مع المناطق التي يتم تحريرها باخلاق الفرسان، وهم فرسان. فهناك رهائن من النساء والاطفال بيد داعش ويجب ان يؤخذ ذلك بعين الاعتبار. وهناك من ارتضى لنفسه بالوقوف مع داعش وهؤلاء لا رحمة لهم ولكن علينا ان ندرك ان اي تحرير سيخلف نازحين وبالتالي يجب اتخاذ الاجراءات لحماية هؤلاء النازحين. ومن جانبنا سنعمل مع الحكومة على ايجاد مخيمات خاصة بهم. هناك معركة فيها سلاح وهناك ايضا معركة انسانية يجب ان توفر فيها الحماية للمواطن العراقي".
الجبوري اكد ايضا وقوف الشعب كله الى جانب القوات الامنية والعسكرية التي تقاتل مسلحي داعش وقال: "الرسالة الاساسية التي نحملها تعبر عن تضامن كل العراقيين لاننا نمثل الشعب مع القوات الامنية والعسكرية، وايضا شطر كبير من مسؤوليتنا الوطنية ان نقف مع القوات العسكرية والامنية لمواجهة هذا التحدي الخطير. هذا التحدي يمثل ارادة العراقيين كلهم باتجاه خطر المجاميع الارهابية، تنظيم داعش ومن يقف خلفه".
هذا وقال النائب الاول لمحافظ صلاح الدين اسماعيل هلوب في تصريح خص به اذاعة العراق الحر إن القوات بدأت بدخول منطقة العلم واغلقت الطريق الرئيسي باتجاه منطقة الفتحة مؤكدا ان الحصار مطبق على مدينة تكريت وأن القوات تتهيأ لدخول المدينة.
مسؤولون: رفقا بالنازحين
هذا ومن المؤكد ان المعارك الدائرة في المنطقة تؤدي الى نزوح سكان هذه المناطق حيث توجه اغلبهم الى سامراء. وكانت الامم المتحدة قد ذكرت الاسبوع الماضي ان ما يقارب من 30 الف شخص غادروا منازلهم بسبب القتال الدائر في محيط تكريت.
من جانبه انتقد رائد الجبوري محافظ صلاح الدين تقصير مؤسسات الدولة ووزاراتها تجاه النازحين وقال "هناك تقصير واضح وكبير من جميع الوزارات المختصة. وزارة الهجرة والمهجرين ووزارة الصحة ووزارة التجارة ونناشد جميع المنظمات الانسانية بمد يد العون لهم. نحن كحكومة محلية قدراتنا قليلة وضعيفة. واذكر هنا انه تم اليوم اخلاء العديد من الاسر النازحة الى مناطق آمنة وهذا يؤكد عدم التعامل بطائفية مع سكان هذه المناطق".
هذا ويثير البعض مخاوف من دخول القوات العسكرية مصحوبة بعناصر الحشد الشعبي الى مناطق سنية بعد تحريرها من قبضة داعش.
وقال عضو دولة القانون سعد المطلبي إن على الابرياء ألا يخافوا غير انه اكد ايضا الا صلح ولا رحمة طالما تعلق الامر بمسلحي داعش وقال متحدثا لإذاعة العراق الحر: "على البرئ ألا يخاف من تحرير الارض ولاحظنا في صلاح الدين وحتى في البو عجيل ان القوات العراقية وقوات الحشد الشعبي تعاملت بشكل انساني مع سكان المناطق المحررة وقدمت لهم المساعدات المطلوبة. اما الدواعش فهناك خندق من الدم بيننا وبينهم..لا حوار ولا صلح مع داعش. بالنسبة للعشائر في المنطقة، يقومون بقتل داعش ومطاردتهم ومن يريد ان يحتمي بالعشائر من عناصر داعش، فهذا أمر غير مقبول وليس هناك دولة في العالم تتساهل مع القتلة والمجرمين".
اليوم ايضا شنت قوات بيشمركه هجوما على مسلحي داعش في مناطق تقع غرب كركوك وجنوبها ونقلت وكالة فرانس بريس عن مسؤول امني كردي قوله إن طائرات التحالف ساندت هذا الهجوم.
شارك في الملف الصوتي مراسلا اذاعة العراق الحر، ليلى احمد في بغداد، وسمير احمد في صلاح الدين.