إكتفت منظمات المجتمع المدني المعنية بشؤون المرأة باصدار بيانات بيوم المراة العالمي في 8 اذار، وعدم اقامة احتفالات فرح كما جرى في الاعوام التي مضت، الى جانب ذلك عمّم مجلس الوزراء كتاباً الى جميع الوزارات والهيئات غير المرتبطة بوزارة ان يكون الاحتفال بيوم المراة هذا العام على شكل زيارات لمخيمات النازحين ولقاء النساء النازحات وتقديم الدعم والاسناد وهن يعشن محنة النزوح المروع على يد تنظيم (داعش).
وتقول الناشطة هناء ادور ان الناشطات المدنيات يتضامنَّ مع النساء العراقيات من النازحات والرهينات والمختطفات ومن فقدن الزوج والابن والاخ في المعارك الدائرة ضد (داعش).
وفي إقليم كردستان تذكر النائبة عن التحالف الكردستاني اشواق الجاف ان الاحتفالات بعيد المرأة اقتصرت على استذكار المقاتلات الكرديات الشابات في صفوف قوات البيشمركة اللواتي قتلن اثناء الحرب ضد (داعش)، فضلاً عن استذكار امهات المقاتلين الكرد الذين ايضا قتلوا في المعارك الاخيرة. اما النازحات الايزيديات فقد قدمن بيانا الى محافظة السليمانية يطالبن فيه بالبحث عن المختطفات وتحسين اوضاع النازحات.
معاناة ارملة عراقية
وتعيش المرأة العراقية اوضاعاً في غاية الصعوبة منذ عقود، ضاعفت من معاناتها الاوضاع الامنية المعقدة التي تسببت بزيادة اعداد الارامل اللواتي فقدن المعيل وبتن يعشن اوضاعا صعبة في ظل زيادة نسبة الفقر في العراق.
وتُعدُّ الارملة ام احمد نموذجاً لمرأة عراقية تعيش الفقر والعوز والتهميش الحكومي لوضعها ووضع مئات الالاف من قريناتها. وتعيش ام احمد في حي النصر جنوب شرق بغداد في منطقة للحواسم تدعى البحث العلمي بعد ان هجرت من منطقة الاعظمية في سنوات العنف الطائفي وهي تعيل اسرة مكونة من سبعة افراد يعاني اثنان من اولادها من امراض مزمنة، في الشتاء ينفد المطر من سقف البيت وفي الصيف تعيش لوعة الحر الشديد.
وتحدثت ام احمد عن جيرانها من النساء، وتقول ان أغلبهن ارامل، بعضهن فقدن ازواجهن جراء عمليات الارهاب، ويعملن في خدمة البيوت او البحث في القمامة لقاء مبالغ ضئيلة بالكاد تسد لقمة العيش. وطالبت ام احمد الحكومة ومسؤوليها بزيارة حيّها والاطلاع عن كثب عن حال النسوة هناك.
العام الاسوأ
وترى النائبة عن التحالف المدني شروق العبايجي ان هذا العام يعد اسوأ الاعوام للمرأة العراقية وهي تعيش ايام عيدها العالمي، لافتة الى ان وضع المرأة في العراق آخذ بالتراجع منذ سنوات ولغاية الان، مشيرة الى وضع النازحات ووضع الايزيديات المختطفات اللواتي تم سبيهن من قبل (داعش) وبيعهن في سوق النخاسة، اضافة الى امهات ضحايا سبايكر.
وتقع على منظمات المجتمع المدني النسوية مهام عديدة في مجال البحث عن حقوق وامتيازات المرأة عبر المطالبة بتشريعات تدعم وترتقي بواقعها. وتشير الناشطة النسوية هناء ادور الى مجموعة من البرامج والمشاريع التي تبنتها عدد من المنظمات المدنية وتخص تشريع قانون مكافحة العنف ضد النساء الموجود حاليا في مجلس النواب اضافى الى تمكين المرأة اقتصاديا، لاسيما للارامل والنازحات.
خطوات بطيئة
وبينت ادور ان خطوات الحكومة بطيئة جدا في مجال رعاية النازحات بشكل خاص والمرأة بشكل عام، مشيرة الى غياب المرأة في مواقع صنع القرار والاقصاء المتعمد لها عند توزيع المناصب، لافتة الى ان الكتل السياسية تبحث عن التوازن المكوناتي في المناصب لكنها تغفل التوازن الذي يخص النساء. واكدت ان تعيين امرأة بمنصب امين بغداد بالوكالة تعد حالة فردية وليست عامة.
وانتقدت ادور النساء البرلمانيات اللواتي تناسين –كما تقول- بانهن حصلن على مقاعدهن في مجلس النواب عن طريق الكوتا النسوية ولكن بمجرد فوزهن بالمقاعد تجاهلن عن عمد قضية المرأة والدفاع عن حقوقها.
غير ان النائبة عن التحالف المدني شروق العبايجي اكدت ان النساء البرلمانيات لم يتعمدن تجاهل قضايا المرأة العراقية، ولكنه نوع من العجز اذ لم تتبلور الى الان آلية ككتلة نسوية قوية داخل البرلمان تكون مؤثرة وضاغطة في بعض القضايا المهمة، واقرت العبايجي ان كل النساء داخل قبة البرلمان لم يتمكن من صنع قرار واضح لصالح المرأة العراقية.