ظهرت منظمات المجتمع المدني في العراق بعد العام 2003 م وكان معولا عليها في مجال اغاثة الفئات المحرومة وتطوير القدرات والدفاع عن قضايا المجتمع بالاضافة الى تكوين الرأي العام.
الا ان ذلك كله لم يحدث في محافظة ديالى التي يوجد فيها اكثر من 100 منظمة مجتمع مدني ، والتي اصاب اغلبها الخمول بحسب ناشطين.
وبحسب مراقبين هناك اكثر من 100 منظمة مدنية في محافظة ديالى، الا ان المنظمات الفاعلة التي تقدم نشاطات واضحة لا يتجاوز عددها 6 منظمات فقط ،في حين أنالعشرات من منظمات المجتمع المدني اصابها الخمول او انها تسعى وراء المنفعة المادية.
رئيس منظمة الاحسان الاغاثية اركان ابراهيم بين ان عدد المنظمات المجازة رسميا والمسجلة لدى رئاسة الوزراء عن محافظة ديالى يبلغ 103 منظمة، مشيرا الى انعدام التنسيق بين منظمات المجتمع المدني من جهة ومستشار المحافظ لشؤون منظمات المجتمع المدني ورئيس لجنة المنظمات في مجلس المحافظة ومسؤول لجنة المنظمات المدنية في المجلس من جهة اخرى، مبينا انه لم يتحقق أي لقاء او اجتماع ما بين الجهتين على مدى سنوات، حسب قوله.
وتقع على عاتق منظمات المجتمع المدني مسؤوليات كبيرة منها تنمية القدرات واغاثة الفئات المحتاجة الى الرعاية بالاضافة الى تكوين الرأي العام ورصد ومتابعة المؤسسات الحكومية.
الا ان ذلك وعلى ما يبدو لم يتحقق في المحافظة.
وقال عضو منظمة السلم الاهلي قاسم حسين ان هناك بعض المنظمات اضحت تضم اعضاء معظمهم من عشيرة واحدة وانها اسست بهدف الحصول على المشاريع والبحث عن المنفعة المادية.
ويرى الناشط المدني راضي العزاوي ان الكثير من المنظمات لا تراعي التخصص في عملها حيث انها تنفذ مشاريع تخالف الشعار واسم المنظمة، فهناك منظمات ترفع شعار حقوق الانسان تراها توزع مواد اغاثية على النازحين، على حد قوله.
ويرى كثيرون ان داء الفساد الذي اصاب الكثير من المؤسسات الحكومية قد اصاب ايضا مؤسسات المجتمع المدني والتي هي الاخرى بحاجة الى مكافحة هذا الداء الخطير الذي اصابها.
ويعول الكثير من الناشطين على دور الشباب للنهوض بالمؤسسات المدنية لتحقيق تغيير ايجابي وملموس.
الا ان الناشط الشاب مخلص حسين يرى ان اغلب مؤسسات المجتمع المدني لم تعط للشباب أي دور يذكر ما دفع بالشباب الى تكوين فرق شبابية وبدأوا بتفيذ اعمال تطوعية، الا ان هذه الفرق الشبابية لا تملك صفة قانونية تمكنها من العمل بشرعية تامة مضيفا ان الشباب بحاجة الى دعم مادي ومعنوي من قبل المنظمات المدنية والمؤسسات الحكومية.
من جهته يقول الاعلامي والناشط المدني باسم خضير ان المجتمع بحاجة الى ان يتعرف على دور مؤسسات المجتمع المدني وما هو الغرض منها وان الكثير من المواطنين يسعون وراء المنظمات بهدف الحصول على معونات مادية او مساعدات، دون ان يتعرفوا على طبيعة عمل هذه المنظمات وما هو الغرض من انشائها.