مع بدء المعارك في صلاح الدين، عجّت مواقع الانترنت وفي مقدمتها مواقع التواصل الاجتماعي بالمئات من صور ومقاطع الفديو التي تروي جوانب من بشاعة الحرب. حسين عبد الهادي، ويبلغ من العمر خمسين عاما يدير مقهى لتوزيع خدمات الانترنت، قال إن معظم زبائنه من الشباب يبدون اهتماما واضحا بمتابعة ما يتم نشره من صور مقاطع الفديو التي تحدث في صلاح الدين.
وتُنشر صور ومقاطع الفديو الخاصة بالمعارك من قبل مقاتلين ينتمون الى مختلف الاطراف المشاركة فيها، فالمقاتلون العراقيون ينشرون ما يقولون انها انتصارات يحققونها في صلاح الدين وعناصر داعش ينشرون ايضا ما يقولون انه تراجع للقوات العراقية ويبقى المقصد دائما اعلاميا يهدف الى رفع الروح المعنوية لكل طرف والنيل من عزيمة الطرف الاخر.
في غضون ذلك يعتقد بعض المتابعين بضرورة وضع ضوابط صارمة للحد من نشر الصور وافلام الحرب البشعة وقال الاعلامي عامر محمد إن "هذه المواد باتت متاحة للجميع وهي تنطوي على مخاطر نفسية وثقافية يمكن ان تلحق بالمجتمع".
اللافت ان ناشري الصور ومقاطع الفديو الحربية التي تصور أقسى درجات العنف يمتلكون مساحة كبيرة في الترويج لها لانها تنتقل بين صفحات المشتركين على مواقع التواصل الاجتماعي بسرعة مذهلة، بعض المواطنين قالوا ان "الحد من نشر هذه الصور والافلام لابد ان يتم بقرار من متصفحي مواقع الانترنت أنفسهم حيث بامكانهم التوقف عن تداولها".
وتمنع ضوابط النشر على مواقع التواصل الاجتماعي ومنها الفيسبوك نشر افلام وصور تحض على العنف وتُحجب في اغلب الاحيان هذه المواد اذا ما تم الابلاغ عنها لكنها مع ذلك تنتشر ويعاد نشرها باستمرار وبشكل لافت للنظر.