لا تزال الحوارات والمفوضات الجارية بين الأطراف السياسية اليمنية تراوح مكانها ولم يحسم بعد الجدل الدائر بين الأحزاب السياسية حول تحديد مكان انعقاد الحوار للخروج من المأزق السياسي القائم.
وكان الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي طالب بنقل الحوار الى العاصمة السعودية الرياض التي جرى فيها التوقيع على المبادرة الخليجية في نوفمبر من العام 2011 غير أن البعض يرى بان هذا الاختيار ربما يواجه برفض جماعة أنصار الله الحوثيين.
وقال علي البكالي المفكر والباحث السياسي في تصريح خاص لإذاعة العراق الحر "أن المشكلة اليمنية تمحورت الى اصطفاف سياسي مناطقي بحيث يصعب على اي طرف القبول بأن يكون تحت سيطرة وسلطة الآخر، ومن هنا صار الحوار مستحيلا لان الطرف المسيطر على الأرض سيسيطر على توجهات الحوار ونتائجه.
وأضاف أن دعوة الرئيس هادي لنقل الحوار الى المملكة العربية السعودية مبادرة مهمة وخاصة كون دول الخليج هي الراعي للمبادرة الخليجية والمرحلة الانتقالية مشيراً الى أن من المؤكد أن الحوثيين سيرفضون نقل الحوار الى الرياض ولكن يمكن لحزب المؤتمر كحليف لهم إقناعهم بذلك.
والى جانب وقوف دول مجلس التعاون الخليجي الى جانب اليمن تحظى العملية السياسية بدعم الأمم المتحدة التي تؤكد على التمسك بالحل السلمي للازمة ويحاول المبعوث الاممي الى اليمن جمال بن عمر الدفع بالعملية السياسية الى الأمام وحذر القوى التي تحاول فرض سيطرتها بالقوة من أنها لن تنجح وكان بنعمر قد ناقش مع الرئيس عبدربه منصور هادي في مدينة عدن الأيام الماضية تطورات الأوضاع الراهنة وأشار الى وجود توافق سياسي بين الأحزاب والمكونات السياسية في صنعاء.
لكن بعض المراقبين السياسيين شككوا في قدرات هذه الأحزاب على إحداث تغيير في الواقع السياسي والتعاطي بجدية مع التطورات الحالية.
الدكتور عبده البحش رئيس الدائرة السياسية في مركز الدراسات والبحوث اليمني قال في تصريح خاص للإذاعة العراق الحر "إن المشهد السياسي في اليمن معقد أكبر من اللازم والقوى السياسية تتحاور منذ العام 2011 والى اليوم ولكنها لم تحل المشكلة وإنما زادت من تعقيدها وتخلق لنا مشاكل وأزمات جديدة وتنقلنا من مشكلة الى أخرى".
وأضاف نحن في اليمن أمام مشهد سياسي خطير يعيدنا الى تاريخ 22 مايو 1990 عندما كان اليمن بلدين دولة في الشمال ودولة في الجنوب مضيفا بأنه إذا استمر المشهد السياسي اليمني يتفاقم فلن نتحول الى دولتين وإنما سنتحول الى دويلات".
من جانبه يقول الدكتور عبدالملك اليوسفي الباحث في الشؤون السياسية في تصريح لإذاعة العراق الحر "إن المشهد السياسي اليمني يشهد اختلال كبيرا في موازين النفوذ في ظل تراخي الرئيس عبدربه منصور هادي عن لملمة أدوات القوة على الأرض واستهلاك ردود الفعل الإقليمية والدولية في تفاصيل الحوار ومكانه مع تعطيل لأدوات الضغط الأخرى في حين يستغل الحوثيون ومن يدعمهم ذلك في التحضير للمزيد من النفوذ على الأرض والمزيد من أدوات الضغط".
الجدير ذكره أن المبعوث الاممي الى اليمن جمال بن عمر كان قد حمل للرئيس عبدربه منصور هادي خيارين توافق عليه المتحاورون في صنعاء وهما تشكيل مجلس رئاسي برئاسته أو تعيين عدد من النواب له في إدارة المرحلة الانتقالية المقبلة في البلاد لكن مصادر سياسية أكدت رفض الرئيس هادي للمقترح مشترطاً انسحاب الحوثيين من العاصمة صنعاء ومؤسسات الدولة والإفراج عن رئيس الوزراء والمسؤولين وتنفيذ اتفاق السلم والشركة.