روابط للدخول

خبر عاجل

تونس: التعليم في خطر والأساتذة يقاطعون الامتحانات


يستمر إضراب أساتذة التعليم الثانويالذي انطلق يوم الاثنين 2 مارس بكامل تراب الجمهورية والمتمثل بمقاطعة الأسبوع المغلق للامتحانات بالسداسية الثانية مما أثار الكثير من البلبلة وخصوصا غضب التلاميذ وأولياء امورهم.

قرار المقاطعة يأتي على خلفية فشل المفاوضات بين الاتحاد العام للتعليم الثانوي و ووزارة التربية حول مطالب الأساتذة بزيادة الأجور وتحسين ظروف الأساتذة في المعاهد حيث أن الأساتذة كانوا قد اضربوا يومين في 21 جانفي وقاطعوا مجالس الأقسام في 17 فيفري ورغم ذلك واصلت وزارة التربية رفض مطالبهم و بالتالي أعلن اتحاد أساتذة التعليم الثانوي انه سيتم مقاطعة الامتحانات إلي أن ترضخ الوزارة لمطالبهم.

وأكد الأمين العام للاتحاد محمد العروي أن الأساتذة التحقوا بالمعاهد يوم الاثنين و أن الدروس ستتواصل بصفة عادية لكنه لن يكون هناك امتحانات قبل أن تتم تلبية مطالب الأساتذة.

ردة فعل التلاميذ إزاء هذه المقاطعة اتسمت بالحدة حيث قرر التلاميذ مقاطعة الدروس و التجمهر بالساحات احتجاجا على هذا القرار وتأثيره عليهم كما أثار غضب الأولياء ايضا. وقد تم تسجيل اعتداءات على الأساتذة ببعض المناطق حيث قام التلاميذ برشق الحجارة في احد المعاهد بسوسة على الأساتذة كما قامت مجموعة من التلاميذ الغاضبين بالقيروان بمهاجمة معهد ابن شرف مما استدعى تدخل القوات الأمنية لتهدئة المتجمهرين و إخراج الأساتذة من المعهد.

في العاصمة اجتمع الكثير من التلاميذ مع أهاليهم للتظاهر أمام مقر الاتحاد العام لأساتذة التعليم الثانوي مطالبين بان تحل الوزارة و الاتحاد مشاكلهم دون الإضرار بمستقبل التلاميذ مرددين عبارة ديقاج التي تعني تنحوا عن السلطة وهي كلمة فرنسية استخدمت يوم 14 جانفي إبان الثورة لمطالبة الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي بالتنحي وأصبحت لها رمزية في المظاهرات.

وقد استنكر كاتب عام نقابة التعليم لسعد اليعقوبي الاعتداءات على الأساتذة من "ميلشيات" كما سماهم بسبب المقاطعة و اتهم وزارة التربية بالتحريض على ذلك مؤكدا أن مطالب الأساتذة مشروعة وأن الإضراب حق من الحقوق المكتسبة.

من جهتها ردت وزارة التربية على اثر الأحداث الأخيرة بالقول إن المفاوضات مع الاتحاد مستمرة وانه سيتم رفع الأجور والامتثال لبعض المطالب بصفة مبدئية ولكن المفاوضات لم تنته بعد.

وأضاف وزير التربية ناجي الجلولي في إعلان له يوم الثلاثاء 3 مارس انه لن يكون هناك اقتطاعات من أجور الأساتذة لعدم احترامهم الرزنامة الإدارية للامتحانات وأنه سيتم إصدار منشور في وقت لاحق لإجراء الامتحانات خلال الدروس العادية كما أضاف أن الإتحاد وإن كان قوة لا تستهان بها ومساعدا في المفاوضات مع الأساتذة فان ذلك لا يخول له فرض قرارات على الوزارة وتقرير إستراتيجيتها.

في الوقت الحالي يظل الإتحاد متمسكا بقرار المقاطعة رغم تصريح وزير التربية خصوصا أنها ليست أول مرة تعد فيها الوزارة بتنفيذ مطالب الأساتذة ثم تتراجع عن وعودها حال استقرار الأوضاع مما يثير كثيرا من التوتر في صفوف الأهالي والتلاميذ.

إذاعة العراق الحر انتقلت إلى احد المعاهد لسبر الآراء من جميع الإطراف حيث تجمهر التلاميذ أمام معهد 21 مارس بالعاصمة مع حضور بعض الأهالي. لسعد تلميذ بالصف 4 أجابنا حين سؤاله عن رأيه بالوضع "نحن نرفض دخول الصفوف لقد استعدينا للامتحانات ومن غير العدل إلغاؤها بسبب خلاف على النقود لا علاقة لنا به، ما ذنبنا نحن لندفع ثمن مشاكلهم؟".

منجي ولي أمر أحد التلاميذ كان في نفس المكان وهو موظف بشركة حضر لاصطحاب ابنته، قال: "لقد اضطررت لترك عملي و الحضور لاصطحاب ابنتي حين أبلغتني عن المقاطعة، لا أريدها أن تعلق وسط المظاهرة، إنا أتفهم أن لديهم مطالب لكنهم لا يقدرون أن إضرابهم يؤثر في الكثيرين لقد فقدت يومين من العمل الآن والوضع مستمر و أولادنا عالقون وسط دوامة المشاكل دون ذنب، أنا نفسي لم أتحصل على إي زيادة منذ الثورة و اجري الذي كان يمكنني من العيش برخاء في عهد المخلوع أصبح اليوم يكفي للحاجيات الأساسية لكن الإضراب ليس الحل".

الطلبة في الشوارع والفوضى تعم المكان و عبارات استنكار و شتائم للأساتذة و الاتحاد و الوزارة. ذالك هو المشهد العام أمام اغلب المعاهد اليوم 04 مارس و قد حاولنا الحصول على تعليق من الأساتذة لكن الأغلبية رفضوا الخروج من المعهد خوفا على سلامتهم أو اكتفوا بالقول إنهم لا يريدون إلا حقوقهم التي وعدت بها الوزارة.

المقاطعة مستمرة و الوضع يستمر بالتأزم بانتظار أن يرضخ احد الطرفين والنتيجة ضياع التلميذ والتعليم في خطر.

XS
SM
MD
LG