تواصلت ردود الفعل على عمليات خطف تنظيم الدولة الإسلامية المعروف بـ(داعش) لمئات المسيحيين من قرى آشورية في شمال شرق سوريا، وسط قلق بشأن مصير المختطفين.
وكان مسلحو التنظيم شنوا فجر الثلاثاء هجمات على قريتي (تل شاميرام) و (تل هرمز) الآشوريتين الواقعتين في محيط بلدة تل تمر الى الغرب من الحسكة الذي شهد اشتباكات عنيفة بين مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي ومسلحي "داعش"، وقام بإختطاف العشرات من الآشوريين وحرق كنيسة في قرية "تل هرمز".
مجلس الأمن الدولي قال في بيان له إن "مثل هذه الجرائم تدل على وحشية "الدولة الإسلامية في العراق والشام" المسؤولة عن آلاف الجرائم والانتهاكات ضد أشخاص من كل الديانات والإثنيات والقوميات وبدون اكتراث بأي من القيم الإنسانية".
وطالب أعضاء المجلس "بالإفراج الفوري وغير المشروط عن كل المخطوفين من قبل تنظيم الدولة الإسلامية و"جبهة النصرة" وغيرها من الأفراد والمجموعات الأخرى والكيانات المرتبطة بالقاعدة".
من جهتها نددت الولايات المتحدة بهجمات داعش الأخيرة على القرى الآشورية والتي قالت انها شملت إحراق منازل وكنائس وخطف النساء والأطفال والمسنين.
وقال البيت الأبيض في بيان له الأربعاء إن "هذه ليست سوى أحدث جولة من الفظائع التي يقترفها (تنظيم الدولة الاسلامية) ضد ابرياء من المنطقة.
وكانت وزارة الخارجية الروسية أدانت الأربعاء بشدة اختطاف مسلحي تنظيم "الدولة الإسلامية" مواطنين مسيحيين في محافظة الحسكة شرقي سوريا.
إيشو غورييه رئيس حزب الإتحاد السرياني في سوريا أكد في مقابلة خاصة أجرته معه إذاعة العراق الحر عبر الهاتف، أن مسلحي داعش بعد أن سيطروا على 13 قرية آشورية على نهر الخابور قاموا بأسر ما بين 300 الى 350 شخص.
وحسب المعلومات التي لدى غورييه فإن (داعش) قام بنقل الأسرى الى مناطقه عن طريق جبل عبد العزيز، والبعض من المخطوفين نُقلوا الى مدينة الشدادي جنوبي الحسكة، ونزحت أكثر من ألف عائلة مسيحية الى مدينة الحسكة والقامشلي وهي بحاجة الى المساعدات الإنسانية العاجلة.
وأشار غورييه الى أن داعش قام بنسف وتدمير الكنائس في القرى التي هاجمها كما قام بتدمير المنازل، والقلق كبير على مصير المختطفين المسيحيين خاصة وأن تنظيم داعش قام بتهجير وقتل وسبي المسيحيين والإيزديين في العراق.
غورييه الذي كان يتحدث لإذاعة العراق الحر من مدينة القامشلي السورية، أكد على ضرورة لفت أنظار العالم الى ما وصفه بـ "المجزرة" التي اصابت الشعب الآشوري لمد يد العون للقوات الموجودة في المنطقة ودعمها من أجل أن يتمكنوا من الدفاع عن مناطقهم التاريخية وعن وجودهم كشعوب.
ويتسائل المسؤول المسيحي كيف لم يتدخل التحالف الدولي بعد هذا الهجوم ولم يستطع رصد قوات داعش التي اتت بالالاف الى هذه المنطقة ولم يتم قصفها حتى الان، مناشداً المجتمع الدولي التدخل بشكل سريع لإيجاد حل يفضي الى الإفراج عن الشعب الآشوري المختطف لدى داعش.
ويضيف غورييه أن الإشتباكات مستمرة بين مقاتلي المجلس السرياني العسكري و وحدات الحماية المسيحية (السوتورو) وحدات حماية الشعب ووحدات حماية المرأة، وبين مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) لتحرير القرى التي سيطر عليها خلال الايام الاخيرة، لافتاً الى مقتل ما لا يقل عن 15 مقاتلاً مسيحياً خلال المعارك التي شهدتها منطقة تل تمر في الأيام الثلاث الماضية.
وفيما يناشد المسيحييون في سوريا المجتمع الدولي تقديم الدعم للقوات التي تحارب داعش في سوريا، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة شن يوم الخميس أول غارات جوية على مواقع تنظيم الدولة الإسلامية في منطقة بشمال سوريا شهدت اختطاف 220 مسيحيا آشوريا على الأقل هذا الأسبوع.
وقال المرصد بحسب ما نقلت عنه رويترز إن الغارات استهدفت مقاتلي التنظيم قرب بلدة تل تمر التي شهدت هذا الأسبوع هجمات داعش.
وأفاد مراسل إذاعة العراق الحر خليل حسين من داخل سوريا أن طائرات التحالف شنت يوم الخميس نحو 30 غارة جوية على مواقع داعش في المنطقة التي شهدت إختطاف المسيحيين وأضاف: " قُتل 12 شخصاً على الاقل من المواطنين الاشوريين الذين اعتقلهم تنظيم "الدولة الاسلامية" داعش خلال الايام الثلاث الماضية في غارات التحالف الدولي كما نقلت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي مقربة من تنظيم داعش".
وقالت مصادر خاصة في محافظة الحسكة لاذاعة العراق الحر ان غارات طيران التحالف الدولي وهي الاعنف والتي تجاوزت الثلاثين غارة استهدفت قرى في منطقتي تل حميس وتل تمر ومن هذه القرى ( الأغيبش - الحسنية - الحويج - الخاتلة - تل فيضة ).
ونقلت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي مقربة من تنظيم "الدولة الاسلامية" داعش في محافظة الحسكة ان 10 اشخاص على الاقل ممن تم اعتقالهم على يد التنظيم قُتلوا في قصف لطائرات التحالف الدولي على مناطق في بلدة تل حميس جنوب مدينة القامشلي وقتل 2 اخرين في ريف تل تمر .
واوضحت تلك الصفحات ان تنظيم داعش نقل يوم الأربعاء اكثر من 100 مسيحي تم توزيعهم على مناطق سيطرة داعش في "الشدادي" و "الهول" و "تل براك" وغيرها من مناطق التنظيم وتجري تحقيقات معهم على ان يتم الافراج لاحقاً عن الذين لم يقاتلو التنظيم .
وكشفت مصادر اخرى ان التنظيم نقل 40 عنصراً من مسلحي وحدات الحماية المسيحية (السوتورو) الذين تم اعتقالهم في القرى الآشورية الى منطقة جبل عبد العزيز في ريف الحسكة الغربي، ومن المرجح ان يكون تم اعدامهم باعتبارهم قاتلوا التنظيم."
وسبق أن قام تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) بقتل مدنيين من الأقليات الدينية والعرقية والمسلمين السُنة في العراق وسوريا. كما قام مؤخراً بإعدام 21 مسيحيا مصريا ذبحا في ليبيا.
ويؤكد ناصر حاج منصور مسؤول العلاقات في هيئة الدفاع بمقاطعة الجزيرة أن المسيحيين في سوريا يعيشون حالة قلق شديد وخوف من ممارسات داعش بحق الأقليات الدينية، وهم يشعرون أنهم يواجهون حملة إبادة جديدة كتلك الحملات التي إستهدفتهم في فترة الحكم العثماني.
وبحسب المسؤول الكردي قام تنظيم داعش بذبح عدد من الآشوريين أمام أعين ذويهم في القرى التي هجم عليها مؤخراً وهناك مخاوف حقيقية من قتل المسيحيين المختطفين بيد داعش.
بمشاركة مراسل إذاعة العراق الحر في سوريا خليل حسين.