نُقل عن الناطق الرسمي باسم الحكومة الدكتور محمد المومني تعليقه على أنباء تحدثت عن صيد ثمين من اتباع داعش، فقال "نأمل الا نصل فقط الى صيد ثمين وانما الى انهاء هذه العصابة الارهابية"، وأكد استعداد الاردن لصد اي اختراق على الحدود الشمالية وقال "لن نسمح لأي جهة أو مجموعة أو عصابة بالوصول الى الحدود، فهذا خط أحمر". وأبدى المومني ثقته بالقوات المسلحة (الجيش العربي) والأجهزة الأمنية، معتبرا أن الحدود الاردنية من أكثر الحدود أمنا في العالم سواء من الناحية الاستخبارية أو التهريب أو غيرها، مشيرا الى أنه يتم مراقبتها من خلال حرس الحدود والكاميرات ودوريات الجيش.
وعلى صعيد آخر وفيما يخص قضية اللاجئين السوريين قال المومني ان الاردن يعيد بعض اللاجئين السوريين الذين لديهم "ارتباطات مشبوهة" ويتم ذلك بالتعاون مع المنظمات الدولية التي تتفهم الاسباب التي يقدمها الاردن بهذا الصدد، لكن الحدود مفتوحة امام اللاجئين الفارين من الموت. وأضاف المومني أن مواجهة الارهاب تمر بثلاث مراحل : " العسكرية وهي الأقصر زمنيا، ومراقبة الوضع الأمني وهي المرحلة المتوسطة ثم المرحلة الآطول زمنا وهي تختص بمواجهة الفكر المتطرف من خلال المؤسسات الدينية والاعلام والثقافة والتربية والشباب والمساجد".
وعودة لموضوع اللاجئين السوريين صرح مصدر امني في مديرية الأمن العام أن الاجهزة المعنية وادارة شؤون اللاجئين السوريين أوقفت العمل بتكفيل اللاجئين من مخيمي الأزرق والمفرق، وان الحكومة الاردنية تسهل العودة الطوعية لمن يريدها، على ان يتم ذلك بتوقيع تعهد، وقد بلغ عدد العائدين خمسة وسبعين الف شخص. و "التكفيل كان يتيح لللاجئ مغادرة المخيم". وتقول المنظمات الدولية العاملة في المخيمات انها غير معنية بتقديم الخدمات لمن هم خارج المخيمات، في الوقت الذي تقول فيه المصادر الأمنية الاردنية ان الاجراء من شأنه الحد من تسرب اللاجئين وضبط الامور القانونية وغيرها.
وفي سياق مواجهة الارهاب دعا فيصل الفايز، النائب الأول لرئيس مجلس الأعيان الى الرقابة على الجهاز التعليمي، وقال خلال مشاركته بجلسات المنتدى الدولي للاتصال الحكومي في الشارقة "انه ينبغي الحذر من التطرف في الجهاز التعليمي، فانتقال الفكر المنحرف من المعلم الى طلابه هو الأخطر، بينما الواجب ان ينقل المعلم الفكر الانساني المستنير والقيم الاخلاقية الرفيعة".
مطلوب استراتيجية شاملة لمواجهة التطرف
وكانت مديرية اوقاف اربد قد اقامت ندوة عن سبل مواجهة الفكر المتطرف قال فيها امين عام المؤتمر الاسلامي عميد معهد ابن سينا وعضو مجمع الفقه الاسلامي الدكتور محمد البشاري ان مواجهة الفكر المتطرف يجب أن تكون فكرية واجتماعية، وبين أن "أهم الأسباب الدافعة للتطرف هي الفهم الخاطئ للاسلام وغياب القدوة الصالحة والفقر وغياب دور الأسرة ومعركة المجتمعات العربية والاسلامية في مواجهة فكر التطرف هي معركة لكسب العقول".
وقال الدكتور ناصر الخوالدة رئيس جامعة العلوم الاسلامية لاذاعة العراق الحر: "ان من اهم اسباب العنف في المجتمع هو اننا لا نقبل الآخر وان المناهج يجب ان تعمل على تصحيح العديد من المفاهيم الخاطئة". وقال الدكتور نائل الشرعة –اكاديمي وتربوي : "ان المدرسة والشارع والوزارة والاعلام وغيرها من الجهات مسؤولة عن تنشئة الجيل، والمناهج ليست المسؤول رقم واحد عن التطرف"، وأضاف بانه "يجب ان نغرس في مناهجنا قيم التسامح وتقبل الآخر، فنحن حاليا نفتقد لمهارة التواصل مع الآخرين".
وتتمركز الحوارات والنقاشات في الاردن وعلى كل المستويات على موضوع الارهاب ومعالجة الفكر المتطرف من جذوره فالوزارات "الاوقاف والتربية والتعليم والثقافة والشباب" تكثف جهودها من خلال الندوات وورش العمل والنشاطات المختلفة في مجال استعراض الاسباب التي أدت الى طوفان الفكر المتطرف، ومن ثم معالجتها بشتى الطرق.
وفي الوقت نفسه يجري الحديث عن حرب الاردن على الارهاب، وحجم المتطرفين في الداخل او ما يسمى ب "الخلايا النائمة". فقد ذكر المحافظ في وزارة الداخلية وليد ابده في مؤتمر عقده مركز القدس للدراسات السياسية ان "عدد السلفيين في الاردن من 6-7 الاف ، اضافة الى ما بين 1500-2000 من المتعاطفين معهم وهناك ثلاثمائة الف طالب يجب العمل على تحصينهم ،وان عدد المقاتلين مع جبهة النصرة وداعش يبلغ الفا وثلاثمائة منهم 700 يقاتلون مع النصرة" وأضاف بان 96 منهم محكومون بقضايا ارهاب.
من جانب آخر حذرت نحو مائة شخصية وطنية اردنية من مغبة التورط العسكري سواء في جنوب سوريا أو غرب العراق، منددين بما يدور في الصالونات السياسية عن "الاستعانة بارهابيين ضد ارهابيين مثل النصرة والقاعدة ضد داعش" منددين بكل الجماعات التكفيرية الارهابية الوهابية الاخوانية ، وفكرها الظلامي والدول الداعمة لها سواء على الصعيد العالمي او الاقليمي، وحذروا من الاندفاع في مغامرة غير محسوبة النتائج بدفع من التعاطف الشعبي الواسع في اعقاب قتل الطيار معاذ الكساسبة.