أكد عبدالستار مجيد وزير الزراعة والموارد المائية في إقليم كوردستان ان قوات البيشمركة الكردية تتحمل العبء الاكبر في الحرب ضد تنظيم ما يُعرف بتنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، مشدداً على أن الدعم الذي يقدمه التحالف الدولي لا يتناسب مع حجم التضحيات التي يقدمها الشعب الكوردي في الحرب ضد داعش.
وتأتي تصريحات الوزير الكوردي في الوقت الذي تستمر فيه الاشتباكات بين قوات البيشمركة ومسلحي تنظيم الدولة الإسلامية داعش على طول جبهة المواجهة التي تمتد الى 1050 كيلومتر.
وتمكنت قوات البيشمركة من إعادة السيطرة على زمار ومناطق في سنجار، لكنها لم تتمكن بعد من تحرير قضاء سنجار من قبضة مسلحي داعش، وهناك مخاوف من نشوب صراعات محتملة قد تعرقل الحرب على تنظيم داعش في كركوك إذا ما دخلت قوات الحشد الشعبي للمحافظة رغم أنهم يواجهون عدواً مشتركاً وهو تنظيم داعش الذي يسعى للسيطرة على كركوك ومناطق أخرى.
وزير الزراعة والموارد المائية في إقليم كردستان عبد الستار مجيد وفي مقابلة خاصة أجرتها معه إذاعة العراق الحر خلال زيارته لإستوديوهات الإذاعة، أستبعد أن تدخل قوات الحشد الشعبي كركوك مؤكداً موقف حكومة الإقليم الرافض لتواجد الحشد الشعبي.
وتطرق الوزير الى ملف البيشمركة الأسرى بيد مسلحي داعش في كركوك، ودور الأحزاب الإسلامية الكردستانية في محاربة التطرف وفكر التنظيمات الإسلامية المتشددة كتنظيم داعش، وخطط وزارته لتحقيق الأمن الغذائي والمائي في الإقليم.
وفيما يلي نص اللقاء:
- أين وصلتم في قضية البيشمركة الأسرى بيد تنظيم الدولة الإسلامية داعش؟ هل هناك أمل بان يتم اطلاق سراحهم أو تبادلهم مع اسرى داعش الذين هم بيد القوات الكردية؟
لا زال عدد من عناصر البيشمركة اسرى عند تنظيم داعش وهناك مساعي واتصالات مع شيوخ عشائر المنطقة لاطلاق سراح هؤلاء الاسرى، نحن غير متأكدين من ان التنظيم سيستجب لهذه المساعي، خاصة وانه يتعامل مع اسرى البيشمركة بشكل غير انساني ولكننا سنستمر في المحاولة.
- ممارسات داعش وحرقهم للاسرى والمدنيين ممكن أن يكون له تأثير في تراجع حواضن هذا التنظيم داخل العراق؟
اود ان اشير بشكل مختصر الى ان ما يقوم به داعش من اعمال بعيدة كل البعد عن قيم ومبادىء الدين الاسلامي الحنيف ولا تمت له بصلة، التنظيم يقوم بكل ما يؤذي النفس البشرية، ويسيء بذلك الى الدين الاسلامي الذي جاء ليعز النفوس ويقدرها ويُفرحها لان الله خالقها، ما اقدم عليه داعش في حرق الطيار الاردني واعمال قتل اخرى مخالف للشرع والدين ولا يوجد ما يبرره. الرسول محمد(ص) قال في حديث شريف، إن الله فقط من يعاقب الناس بالنار، اعتقد ان اي عاقل او مثقف لا يمكن ان يرضى بهذه الاعمال اللاانسانية التي يمارسها تنظيم داعش.
- لكن كان هناك ايضاً رجال دين وشباب إلتحقوا بتنظيم داعش لأنهم يؤمنون بأفكار هذا التنظيم المتشدد.
اي تنظيم في اي مكان في العالم له مؤيدوه، اما فيما يخص التحاق مواطنين كورد وبضمنهم رجال دين فهذا لا يعني ان التنظيم على حق ولا يعني ايضا ان له مؤيدين كثر في الاقليم. هذا اعتقاد خاطىء، الملتحقون بالتنظيم من اقليم كوردستان لا يعدون اصابع اليد لذا يجب تصحيح هذه الرؤيا.
- إذن هناك حاجة الى توعية الناس، بصلة كقيادي في الجماعة الإسلامية ما هو دور الأحزاب الإسلامية الكردستانية في توعية مواطني الإقليم؟
اعتقد ان ما يمكن ان تقوم به الاحزاب الاسلامية الكوردستانية وعلماء الدين الاسلامي من دور في توعية المواطنين بمخاطر الفكر المتشدد لهذا التنظيم هو عمل قد يضاهي ما يقوم به البيشمركة في جبهات القتال، وفعلا كان للاحزاب الاسلامية ورجال الدين التأثير الايجابي على المواطنين وحثهم على عدم الانسياق وراء الافكار الداعشية الهوجاء البعيدة عن مبادىء الاسلام والتعايش السلمي بين المجتمعات.
- كيف تنظرون الى مستوى أداء القوات العراقية وقوات البيشمركة ايضاً في محاربة داعش؟
اعتقد ان قوات البيشمركة تتحمل العبء الاكبر في الحرب ضد تنظيم داعش، والكرد يتحملون اعباءها اكثر من اي جهة اخرى، انا لا اقول ان الحكومة العراقية لم تفعل شيء ولكن ليس بقدر ما تقوم به قوات البيشمركة، لان جبهة المواجهة مع البيشمركة اكثر سخونة من جبهة المواجهة مع الجيش العراقي، وهذا يبدو جليا من حجم الخسائر التي تقدمها قوات البيشمركة والتي تجاوزت الـ 1000 شهيد والاف الجرحى وكما قلت الكورد هم من يدفع الضريبة الاكبر في هذه الحرب.
- كيف تنظرون الى دعم التحالف الدولي لقوات البيشمركة ولإقليم كردستان وموضوع تسليح الكرد؟
للاسف اقول كوزير في حكومة اقليم كوردستان إن الدعم وحجم المساعدات الدولية المقدمة لإقليم كوردستان قليلة ولا تتناسب مع حجم التحدي الذي يواجهه الاقليم، وهو يقف في الجبهة الامامية في الحرب ضد داعش. وهذه الجبهة اذا ما انهارت فان الضرر سيصيب كل الاطراف التي تقف ضد هذا التنظيم،لذا اتمنى ان يأخذ موضوع مساعدة الاقليم ودعمه على محمل الجد لان هذه الحرب ليست ضد الكورد فقط، بل هي حرب ضد الحرية والانسانية والتعايش الديني والقومي والاجتماعي. وكما اسلفت فان حجم الدعم لايتناسب مع حجم الالام والتضحيات التي يقدمها الشعب الكوردي في هذه الحرب.
- رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي توقع بان يتم تحرير الموصل في الأشهر القليلة المقبلة وبأقل الخسائر الممكنة هل هذا قريب من الواقع هل هذا ممكن؟
اتمنى ذلك، ولكن للاسف الجيش العراقي في الموصل لم يصمد حتى لستِ ساعات، رغم اعداده الكبيرة وحجم تسليحه الهائل، وللاسف كان هذا الجيش بطلا ضد العراقيين في الموصل واطرافها، اتمنى ان تكون الحكومة العراقية قد اعادت تنظيم هذا الجيش لكي يتمكن من تحرير الموصل.
- ما هو موقف حكومة إقليم كردستان من دخول الحشد الشعبي الى كركوك؟ خاصة كانت هناك تصريحات لقياديين كرد بأنهم سيتعاملون مع الحشد الشعبي على أنه ميليشيات؟ ممكن أن تحدث مشاكل واشتباكات بين القوات الكردية والحشد الشعبي؟
ليس قي مقدور الحشد الشعبي الدخول الى كركوك ومناطقها دون موافقة حكومة الاقليم، نعم سياسة حكومة الاقليم من هذه القوات واضحة وهي تعتبره قوة مليشياتية، ولا اعتقد ان الحشد سيخطو مثل هذه الخطوة لاننا سنقف ضده اذا ما حاول ذلك.
- تمدد داعش وسيطرته على الموصل ومناطق واسعة في العراق أثر بشكل كبير على واقع الزراعة في هذه المناطق. هل كان لظهور داعش تأثير على الواقع الزراعي والموارد المائية في إقليم كردستان؟
بلا شك كان له تأثير كبير خاصة وان تلك المناطق اصبحت ميادين حرب وهي مناطق زراعية غنية ووفيرة بالمياه وقد اضطر مزارعوها الى ترك جزء من محاصيلهم ونقل الجزء الاخر الى الاقليم وباقي المحافظات العراقية الاخرى، ترك هؤلاء المزارعين لاراضيهم تسبب باضرار اقتصادية للاقليم والعراق بشكل عام.
- حجم الاضرار في إقليم كردستان؟
حجم الاضرار التي لحقت بالإقليم جراء ترك هؤلاء المزارعين لاراضيهم ومحاصيلهم، أقل مقارنة بالعراق لان الاراضي التي سيطر عليها تنظيم داعش والتي تم تحرير مساحات كبيرة منها لم تكن ضمن سلطات الاقليم سابقا بل ضمن المناطق المتنازع عليها واغلب انتاجها كان يذهب الى المحافظات العراقية الاخرى وهي اراضي غنية ووفيرة الانتاج، ولكن بشكل عام ترك المزارعين لاراضيهم تسبب باضرار كبيرة للاقتصاد العراقي والاقليم على حد سواء.
- كان هناك تقارير صحفية تتحدث عن قيام وزارة الزراعة في إقليم كردستان بشراء المحاصيل الزراعية من داعش. ما مدى صحة هذه التقارير؟
هذا كلام غير صحيح ولا اساس له .
- الى أي مدى وزارة الزراعة في إقليم كردستان قادرة على توفير إحتياجات المواطنين من الغذاء والماء؟
حاليا تمكنا من الوصول الى الاكتفاء الذاتي في بعض المحاصيل محصول الحنطة مثلا لدينا مخزون يقدر بـ 850 الف طن وهذا اكثر من الحاجة المحلية بنحو 350 الف طن حيث يستهلك الاقليم 500 الف طن سنويا، وايضا وصلنا الى الاكتفاء الذاتي في محصول البطاطا وتم تصدير كميات منه ايضا، فضلا عن محاصيل اخرى وبنسب انتاجية مختلفة، اولوية وزارة الزراعة والموارد المائية في الاقليم خلال الكابينة الحالية هو الوصول الى الاكتفاء الذاتي في المحاصيل الزراعية الرئيسية والمهمة.
- والماء؟ في 2015 لن تكون هناك أزمة مياه في الإقليم؟
لدينا حاليا في اقليم كوردستان مايكفي من المياه للزراعة والسياحة والصناعة. وخططنا هي اكمال مشاريع السدود الـ 24 التي هي في طور التنفيذ واخرى طور التخطيط وكذلك الخزانات والمصدات المائية الـ 200، واعتقد انه باكتمال هذه المشاريع وخلال السنوات الثلاث او الاربع القادمة فإن بامكاننا في عام 2018 توفير ضعف كميات المياه الحالية للاقليم لاغراض الصناعة والزراعة والسياحة وسد حاجة ستة ملايين نسمة للمياه.
- الهدف من زيارتكم جمهورية التشيك؟
زيارتنا الى جمهورية التشيك جاءت تلبية لدعوة من وزارة الزراعة التشيكية، وهي تأتي عقب زيارة قام بها وزير الخارجية الجيكي والوفد المرافق له الى اقليم كوردستان. جمهورية التشيك احد البلدان التي تدعم الاقليم وقد قدمت مساعدات عسكرية له ونحن ممتنون لهذا البلد. سنناقش مع الاخوة في جمهورية التشيك زيادة التعاون في مجال الزراعة والموارد المائية، وفيما يخص الاجهزة والمعدات الزراعية التشيكية فهي معروفة لدى المزارعين الكورد منذ زمن، وسنلتقي لهذا الغرض مع ممثلين عن شركة زيتور التشيكية واتمنى ان نتوصل الى صيغة تعاون مشترك بيننا.
ترجم اللقاء الى العربية أزاد محمد مراسل إذاعة العراق الحر في السليمانية.
