أعرب مسؤولون في الجبهة الشامية المشكلّة من كبرى فصائل المعارضة السورية المسلحة في ريف حلب، وفي وحدات حماية الشعب الكوردية، عن أملهم بنجاح الإتفاقية التي وقعت مؤخراً بين الطرفين، لإنهاء الخلافات وإبعاد جبهة النصرة وتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) عن مناطق نفوذهم في محافظة حلب شمال سوريا.
واتفقت وحدات حماية الشعب الكردية في مقاطعة عفرين مع الجبهة الشامية في ريف حلب على توحيد القضاء وافتتاح مكاتب شرعية، ومتابعة شؤون المساجد، والأمور المتعلقة بها، من إقامة صلاة الجمعة وخطبها في حلب ومنطقة عفرين وقراها.
سيسمح الاتفاق لكلا الطرفين بملاحقة المفسدين والمسيئين ومحاسبتهم، فضلاً عن إعادة الحقوق إلى أهلها وتأمين الأمن والأمان في المناطق الخاضعة لسيطرة الطرفين.
قيادي: الإتفاق تم على عجل بسبب التهديدات
عضو المكتب السياسي في الجبهة الشامية كبرى الفصائل المسلحة المعارضة في حلب، بسام حجي مصطفى، أوضح لإذاعة العراق الحر أن الإتفاق تم على عجل تحت ضغط الظروف المحيطة بالطرفين والحاجة الماسة لوجود تفاهمات مشتركة، بسبب وجود تهديدات مشتركة للطرفين وخاصة من قبل فصائل متطرفة دون أن يسميها.
وأعرب بسام عن أمله أن يكون الإتفاق حقيقياً وأن تلتزم وحدات حماية الشعب بالإتفاقية التي إذا تم تنفيذها بشكل صحيح فإنها ستوقف عمليات الخطف وتهديد أمن الناس والإعتداء على المناوئين والمعارضين للإدارة الذاتية في عفرين.
مسؤول: عليهم مواجهتنا قبل دخول عفرين
وزير الدفاع في مقاطعة عفرين عفدو إبراهيم أكد أهمية الإتفاق لتنظيم الأمور القضائية والشرعية في مناطق ريف حلب ومقاطعة عفرين، لافتاً الى ضرورة إلتزام كافة الأطراف ببنود الإتفاقية.
وأضاف إبراهيم في مقابلة خاصة أجرتها معه إذاعة العراق الحر عبر الهاتف، أن على الجبهة الشامية وجميع الفصائل الموجودة في ريف حلب الإعتراف بالإدارة الذاتية في مقاطعة عفرين والإعتراف بوحدات حماية الشعب ووحدات حماية المرأة، وتقديم الدعم في حال تعرضت المقاطعة لهجمات جبهة النصرة أو داعش اللذين يعتبران أخطر التنظيمات الإرهابية في العراق وسوريا.
وأشار المسؤول الكوردي الى أن جبهة النصرة قامت بهجمات على عفرين بهدف السيطرة عليها، لكن محاولاتها باءت بالفشل بسبب علاقة وحدات الشعب الكوردية المتينة مع فصائل المعارضة السورية المسلحة، وأكد أن الوضع مستقر وآمن حالياً في عفرين لكن الكثير من العوائل السورية نزحت من ريف حلب الى منطقة عفرين خلال اليومين الماضيين بسبب الإشتباكات العنيفة بين قوات النظام السوري وفصائل الجيش السوري الحر في محافظة حلب، داعياً منظمات الإغاثة الى الإسراع لتقديم المساعدات الإنسانية للعوائل النازحة، كما توقع إستمرار موجة النزوح مع إستمرار الاشتباكات.
ويتوقع مراقبون أن يخفف الاتفاق الكردي مع الجبهة الشامية في ريف حلب، من التجاذبات الّتي كانت سائدة سابقاً، بين الطرفين، وأن يوقف عمليات اختطاف المدنيين سواء من العرب والكورد.
فيما رأى آخرون أن الإتفاق سيقطع الطريق امام توغل "النصرة" باتجاه المناطق الكردية في شمال حلب، وبخاصة في مدينة عفرين، حيث يضمن الكورد خلال هذا الاتفاق قوات فصل بين الطرفين.
مواطنون يرحبون بالإتفاق
بعيداً عن التحليلات السياسية لأبعاد الأتفاقية وأهدافها، رحب مواطنون سوريون بالإتفاق الذي سيجعلهم يشعرون بأمان وحرية أكثر في الإنتقال بين مناطق نفوذ القوات الكوردية وفصائل الجبهة الشامية في حلب.
وتقول المواطنة أم رانيا من عفرين لإذاعة العراق الحر، إنها تأمل ألا تعود الخلافات بين الطرفين وأن يعم الأمان، مشيدة ببند ملاحقة المفسدين والمجرمين.
كمال مواطن كوردي من عفرين قال إن الإتفاق جيد داعياً الى تسليم المجرمين ومحاسبتهم ووقف عمليات الخطف للمواطنين العرب والكورد، مؤكداً أنه يشعر اليوم براحة أكبر عند مروره بحواجز المرور العربية أو الكوردية.
مواطن عربي من منطقة أطمة يرى أن الإتفاق بين وحدات حماية الشعب الكردية والجبهة الشامية هو أول إتفاق نظامي من شأنه أن ينهي الخلافات القومية والطائفية بين أبناء منطقة عفرين، خاصة وأن هناك أواصر وعلاقات إجتماعية بين العرب والكورد.
آبو عبد الله: لا علاقة لنا بالإتفاق
إلا أن عبد الرحمن آبو عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني ورغم تأكيده على أهمية التوصل الى إتفاق لإنهاء الخلافات بين فصائل الجبهة الشامية ووحدات حماية الشعب الكوردية YPG، وضرورة ضمان السلم الأهلي في المنطقة، ينتقد وبشدة الوحدات الكردية وحزب الإتحاد الديموقراطي الكردي PYD، لأنها لم تُشرك الأحزاب الكوردية والمجلس الوطني الكوردي السوري في هذا الإتفاق.
صحفي: الإهم هو قطع خطر جبهة النصرة
ويرى الكاتب والصحافي الكوردي المتابع لشؤون مدينة عفرين الكردية نضال حنان أن الإتفاق بين الجانبين، فتح أبواب العلاقات بين الجانبين، والأهم في الاتفاق هو قطع خطر "جبهة النصرة" عن منطقة عفرين، من خلال الإتفاق الذي سيشكل خط دفاع أول وخط فصل، معتقداً أن الاتفاق سينجح، في تأمين المناطق الكردية من خطر "النصرة".
بمشاركة مراسل إذاعة العراق الحر في سوريا منار عبد الرزاق.