صنعاء
تعقيدات كبيرة تقف أمام الخروج برؤية موحدة من قبل المتحاورين في موفمبيك صنعاء برعاية المبعوث الأممي الى اليمن جمال بن عمر.
ففي حين يصر جماعة أنصار الله الحوثيين على أن يكون الاعلان الدستوري المرجعية للحوار تطالب القوى السياسية الأخرى بالانطلاق بالحوار بناء على المبادرة الخليجية واتفاقية السلم والشراكة. وهو ما يعني أن جولة جديدة من المفاوضات تجري دون التوصل الى أي إتفاق.
وفي هذا السياق قال النائب الثاني لحزب المؤتمر الشعبي العام أحمد عبيد بن دغر في تصريح خاص لإذاعة العراق الحر إن أي حوار مرهون بظروف ونحن في اليمن في ظروف غاية في التعقيد والصعوبة ومن يعتقد بان الحلول موجودة على الطاولة أو مصاغة مسبقاً، لا يدرك حقيقة الوضع في البلاد.
وأضاف بن دغر: "نعالج القضايا وفق الظروف الموضوعية القائمة في البلاد. هناك ظروف في غاية التعقيد أمنياً وسياسياً ونحن نحاول أن نجد لها حلولا مناسبة ترضي جميع الاطراف".
وقال ايضا: "نحن رفضنا اسقاط الشرعية الدستورية لكن بعض الاحزاب للأسف الشديد تريد ان تتجاوز الشرعية بكل أشكالها. وقد رفضنا هذا التجاوز. فإذات ما وضعنا على الطاولة تشريعات غير دستورية فان النتائج سوف تكون معطلة وستكون هناك إشكاليات في المستقبل".
ثم أضاف: "يجب علينا أن نحافظ على ما تبقى من الشرعية وعلى وجه الخصوص شريعة مجلس النواب. يجب ان يضع الحلول ونحن في بالنا قضية مهمة وهي اذا سقطت الشرعية في بلادنا فستكون هناك أكثر من سلطة وأكثر من قوى على الارض وهو امر لا نقبل به ولا نستطيع أن نقبله أطلاقاً".
وفيما تعيش اليمن حالة فراغ سياسي ودستوري فإن حالة من القلق تسود الشارع اليمني الذي يترقب ما قد تؤول اليه حوارات الساسة التي قد تعيد الامل الى المواطن اليمني الذي يعيش ظروفاً اقتصادية صعبة ناهيك عن الوضع الامني المتدهور.
مراقبون في الشأن اليمني أكدوا بأن ما يجري من مشاورات بين القوى السياسية ليست إلا حوارات عبثية في ظل محاولة بعض القوى الانفراد بالسلطة.
الباحث السياسي في مركز الدراسات والبحوث اليمني قادري أحمد حيدر أكد في تصريح خاص لإذاعة العراق الحر "بأن الحوارات الجارية بين القوى والمكونات السياسية بدأت تتحول الى حوارات عبثية وحوارات لا أفق سياسيا لها لأن جميع القوى النافذة والأطراف المليشياوية المسلحة والقبلية والعسكرية تحاول أن تعيد فرص آجندتها على المعالجات السياسية الجارية.
وأضاف: "أقصد بهذه الاطراف المؤتمر الشعبي العام بقيادة الرئيس الاسبق علي عبد الله صالح وجماعة أنصار الله الحوثيين خاصة بعد إسقاطهم المشترك للعاصمة صنعاء وإسقاطهم بشكل متلاحق لكل مؤسسات الدولة وللرموز السيادية للدولة اليمنية وللثورة والجمهورية والشرعية الدستورية ودار الرئاسة والقصر الجمهوري ومكان اقامة الرئيس".
وقال أن السكوت على التمادي في أسقاط المؤسسات السيادية والدستورية داخل البلاد جعل الاطراف العسكرية والقبلية والمليشياوية تتمادى في انتزاع تنازلات من المكونات السياسية التي تنازلت عن حقها ومشروعها السياسي في قضية مخرجات الحوار الوطني وفي اتفاق السلم والشراكة.
وحول ما قد تؤول اليه الاوضاع في البلد قال حيدر "اذا لم تعد جميع القوى والمكونات السياسية الى المسار السياسي والعملية السياسية بروحيتها ومخرجات الحوار الوطني واتفاق السلم والشراكة، واذا لم يدرك البعض ممن يراهنون على خيار القوة لا خيار العملية السياسية، فأعتقد أن البلاد قد تذهب الى حافة الهاوية بدليل ما يجري اليوم في الجنوب وفي البيضاء وفي مناطق مأرب وشبوة وما يتحقق عمليا من حالة انفصال بين الشمال والجنوب".
في غضون ذلك يبدو المشهد الأمني الاكثر حضورا في الواقع اليمني حيث تواصل مليشيات الحوثيين التمدد في أكثر من محافظة يمنية أحدثها هي محافظة البيضاء الحدودية مع محافظة مأرب ولحج، فيما تتواصل المواجهات المسلحة على أكثر من جبهة في محافظة البيضاء مع رجال القبائل وسط أنباء عن سقوط العشرات بين قتيل وجريح من الطرفين.
وتتزامن هذه التطورات مع استمرارا خروج الشارع اليمني بمسيرات يومية ترفض الانقلابيين الحوثيين.