في الوقت الذي تجري فيه الإستعدادات لتشكيل قوة مسيحية للمشاركة في تحرير مناطق سهل نينوى، يستقطب فصيل مسيحي مقاتلين أجانب قرروا التطوع لمحاربة تنظيم "الدولة الإسلامية" داعش.
بريت لوريال ولويس بارك شابان من الولايات المتحدة الأميركية ومقاتلون آخرون بينهم سيدة تضع قناعاً، إلتحقوا بقوات "دويخ نوشا" الآشورية لقتال داعش لأنهما وجدا أن العالم لا يتحرك إزاء ما يقوم به داعش الذي سيصل الى بلدانهم إذا لم يتم القضاء عليه.
وما يزال الصراع الذي يشهده العراق منذ ظهور داعش يجذب المزيد من المقاتلين الأجانب من دول مختلفة، وفيما يواصل تنظيم الدولة الإسلامية داعش تجنيد المزيد من المقاتلين المتشددين عن طريق وسائل التواصل الإجتماعي وإقناعهم بضرورة محاربة الغرب وتأسيس دولة الخلافة، هناك مقاتلون إختاروا أن يحاربوا داعش ويلتحقوا بالفصائل المسلحة التي تحارب هذا التنظيم في العراق وسوريا، منهم من إلتحق بالقوات الكردية في مدينة كوباني عين العرب السورية، واخرون إلتحقوا بقوات البيشمركة، كما إن هناك مجموعة صغيرة قررت أن تنضم الى القوات المسيحية في منطقة سهل نينوى ومنهم المحارب Brett Royales بريت رويالز (28 عاما) من ولاية ميشيغان الاميركية الذي يأمل أن يزداد عدد المقاتلين الأجانب الى جانب القوات المسيحية.
بريت: سيزداد عدد المقاتلين الأجانب
"كثيرون يرغبون في المجئ لقتال داعش" ... مقاتل اميركي
بريت خدم في الجيش الأميركي في العراق عام 2005، وهذه المرة عاد لدعم المسيحيين وحمايتهم ومحاربة داعش لإعادتهم الى مناطقهم التي سيطر عليها التنظيم مطلع حزيران الماضي.
مراسل إذاعة العراق الحر في اربيل عبد الحميد زيباري أجرى مقابلة مع بريت عندما كان يتسوق في متجر لبيع الملابس والمستلزمات العسكرية في مدينة أربيل.
يقول بريت إنه لم يستطع أن يجلس في البيت ويتفرج على ما يجري في العراق من فظائع وعمليات صلب واغتصاب وإجبار للناس على هجر ديارهم لذلك قرر المجيء للسعي من أجل استعادة هذه البلدات وإعادة الناس إلى منازلهم.
ويضيف بريت الذي يستخدم إسماً حركياً لحماية عائلته من اية ملاحقات: "أنا أحب الناس هنا، معظم العالم لا يعرف شيئا عن العراق أو عن هؤلاء الناس المضيافين الطيبين. أما داعش فليسوا كذلك وهم يحاولون تدمير كل شيء."
"علينا ان نعيد الناس الى ديارهم، اما داعش فلا مكان لهم هنا" ... مقاتل اميركي
وتحدث بريت عن خبرته التي اكتسبها خلال عمله مع القوات المسلحة الأميركية، إذ له خبرة مع الرشاشات الثقيلة، وكان قناصا، ويقول "خبرتي الطويلة مفيدة هنا كي أمنحها بدوري إلى أخوتي هنا. من الممكن جلب العديد من الأميركيين، ولكننا لو فشلنا في تعليم هؤلاء على حماية أنفسهم وأراضيهم، نكون قد خسرنا. علينا أن نعيد الناس إلى ديارهم، أما داعش فلا مكان لهم هنا"
وفي رده على سؤال حول إحتمال تعرضه للموت أو الوقوع بيد داعش قال بريت" آخر ما يخيفني هو الموت. مشيئة الله هي مشيئة الله. ولو حصل ذلك فإن الناس ستشاهد الأمر وسوف يزداد عدد القادمين للقتال هنا."
ويؤكد بريت الذي يقوم حالياً بتدريب القوات المسيحية في منطقة القوش، أن هناك المزيد من المقاتلين الإميركيين الراغبين بالمجيء الى العراق لمحاربة داعش وأضاف أن 3 اميركيين وكنديا وبريطانيين التحقوا بالقوات المسيحية، وهناك بعض العسكريين الأوروبيين الراغبين بالمجيء للقتال الى جانب المسيحيين".
بارك: اؤيد مجيء القوات الأميركية لمحاربة داعش
وكان مع بريت صديقه المقاتل الأميركي لويس بارك (24 عاما) من ولاية تكساس، التحق بالمارينز وخدم في افغانستان في 2012، وفي مطلع هذا العام قرر أن يلتحق بالقوات المسيحية في إقليم كردستان.
يقول بارك إن عائلته كانت ترغب أن يكمل دراسته الجامعية لكنه قرر أن يأتي للعراق ويحارب داعش وهم فخورون به الآن.
"انا موجود هنا لقتل داعش" ... مقاتل اميركي
بارك يؤكد أنه جاء الى العراق لتقديم كل ما يحتاج إليه المقاتلون المسيحييون من تدريب وخبرة قتالية ويضيف "أنا موجود هنا لقتل داعش".
بارك ذكر لمراسل إذاعة العراق الحر أنه يؤيد مجيء القوات الأميركية الى العراق والمزيد من الإجراءات العسكرية الأميركية في العراق للقضاء على داعش.
"دويخ نوشا" أول فصيل آشوري بعد النكسة
يُذكر أن تنظيم الدولة الإسلامية داعش يسيطر الآن على البلدات المسيحية المنتشرة حول مدينة الموصل، وكان بعد أن سيطر على المحافظة في حزيران الماضي وجه إنذاراً للمسيحيين ،إما دفع الجزية أو اعتناق الإسلام أو الموت بحد السيف، ما أدى إلى فرار أغلبية العوائل المسيحية الى مدن إقليم كردستان.
وفصيل دويخ نوشا الذي أنضم اليه المقاتلان الاميركيان بريت ولويس، يعمل إلى جانب قوات البيشمركة الكردية لحماية القرى المسيحية على الخط الأمامي في محافظة نينوى.
عمانوئيل خوشابا يوخنا الأمين العام للحزب الوطني الآشوري أكد أن هذا الفصيل متواجد في ساحة القتال منذ أكثر من ستة أشهر وهو أول فصيل آشوري تشكل في محور باطنايا- تلكيف بعد أيام قليلة كرد فعل على النكسة وسقوط القرى والبلدات المسيحية في قبضة داعش.
وبيّن عمانوئيل أنهم يستلمون الكثير من الطلبات من مختلف دول العالم للتطوع والإلتحاق بفصيل دويخ نوشا الآشوري بعد ما شاهدوا فظائع تنظيم داعش وما قام به من إنتهاكات بحق المسيحيين والإيزديين، لافتاً الى وجود مقاتلين من استراليا وكندا وبريطانيا والولايات المتحدة.
ويعتبر فصيل دويخ نوشا من الفصائل المسلحة المستقلة بحسب عمانوئيل الذي أشار الى وجود فصائل مسيحية أخرى لكنها تابعة للأحزاب الكردستانية، كما لفت الى أن المسيحيين بحاجة الى الدعم والسلاح لمحاربة داعش.
قيادي آشوري: نسعى لتشكيل لواء قتالي
ويبدو أن الأحزاب المسيحية تعاني انقسامات تعيق تشكيل قوة موحدة من متطوعي أبنائها للمشاركة في استعادة مناطق سهل نينوى من قبضة تنظيم داعش، ففي الوقت الذي ترى أطراف مسيحية أن فصيل ديوخ نوشا لم يُشكل كقوة نظامية ورسمية، هناك فصائل مسيحية أخرى تابعة لوزارة البيشمركة.
ويقول شمس الدين كوركيس رئيس المجلس الشعبي الكلداني الاشوري السرياني أن أي فصيل مسلح يتم تشكيله خارج إطار الدستور العراقي ودستور إقليم كردستان يُعتبر ميليشيا.
وكشف كوركيس لإذاعة العراق الحر عن تشكيل الفوج الأول من القوات المسيحية يتم تدريبهم حالياً في معسكر بمنطقة فيشخابور، عددهم يبلغ 600 مقاتل، مشيراً الى أنهم يسعون الى تشكيل لواء كامل من ابناء الشعب الكلداني الاشوري السرياني للمشاركة في تحرير مناطق سهل نينوى بالتعاون مع قوات البيشمركة والجيش العراقي ثم مسك الأرض.
وبحسب كوركيس تعمل الفصائل المسلحة للأحزاب المسيحية بالتنسيق مع قوات البيشمركة لتحرير قضائي تلكيف والحمدانية ونواحي برطلة القوش وبعشيقة بحزاني وتلسقف التي ما زالت تحت سيطرة مسلحي داعش.
بمشاركة مراسلي إذاعة العراق الحر في اربيل عبد الحميد زيباري وفي دهوك عبد الخالق سلطان.