عمان
انشغل الشارع الأردني بالكثير من الأحداث والموضوعات منها المحلي والعربي والعالمي. وبدا واضحا اهتمام ومتابعة المواطن العادي للسياسة، وعدم اقتصار الأمر على النخب كما كان الاعتقاد في السابق.
واليوم، الثلاثاء، الثامن عشر من شباط، نفت وزارة الداخلية الأردنية "تسليح العشائر في المناطق الحدودية الأردنية السورية والأردنية العراقية".
وقال الناطق الرسمي باسم الوزارة الدكتور زياد الزعبي ان "القوات المسلحة قادرة على حماية وضبط الحدود وإن الأردن قادر على حفظ الأمن في الداخل والخارج دون الحاجة الى تسليح المواطنين".
وأبدى محلل استراتيجي في حديث لاذاعة العراق الحر، ابدى استغرابه من المطلب بحد ذاته أي تسليح العشائر، فالأمر يحمل الكثير من المخاطر ويضر بهيبة الدولة لأن الدولة هي"المعنية بضبط الحدود وحفظ الأمن. والتسليح على هذا النحو يخلق ميليشيات وقنابل موقوتة "، ومضى الى القول انه ربما ظهرت الفكرة بدافع الحماسة الوطنية في أعقاب استشهاد الطيار معاذ الكساسبة، لكنها محفوفة بالمخاطر وتشبه مانتداوله في القول "كلمة حق يراد بها باطل".
جريمة تشابل هيل والتجاهل الاعلامي وكبوة رئيس الوزراء ومطالبته بالتوبة
وفي سياق مجابهة الارهاب وعلى المستوى الشعبي، شهد الاردن وقفات استنكار لجريمة تشابل هيل في كارولاينا الشمالية بالولايات المتحدة الأميركية، أعقبتها وقفات استنكار لجريمة داعش الشنيعة بقتل واحد وعشرين عاملا مصريا في ليبيا. والعامل المشترك بين الجريمتين هو "الدين". ففي الأولى اعترف القاتل وذويه بكراهية القاتل للاسلام والمسلمين، وفي الثانية اطلقت داعش على المغدورين تسمية "الصليبيين".
الرأي العام الأردني أدان الجريمتين بقوة وعلى كل المستويات لكنه استغرب تجاهل الاعلام الاميركي لمقتل الفتاتين الاردنيتين يسر محمد ابو صالحة وشقيقتها رزان وزوج احداهما السوري الدكتور ضياء شادي بركات وحاول في بادىء الأمر الالتفاف على الحقائق وتسويق الموضوع على أنه شجار على موقف سيارات. لكن مواقع التواصل الاجتماعي هي التي أجبرته على تناوله بشكل مختلف وحقيقي من زاوية خطاب الكراهية في الاعلام الاميركي الذي كان دافعا للجريمة.
منظمات المجتمع المدني والنقابات والهيئات الشعبية أدانت الجريمة التي أودت بحياة ثلاثة شبان كان لهم مستقبل كما دفعت بالكثيرين الى مقارنة طريقة التعامل مع هذا الحدث بالطريقة التي تم التعامل بها مع اعتداء شارلي ايبدو في فرنسا ومع احداث كوبنهاغن. وسميت جريمة تشابل هيل ب"جريمة الكراهية".
انتقاد الاعلام الرسمي
انتقاد طريقة تعامل الاعلام الغربي بشكل عام مع الجريمة رافقه ايضا انتقاد طريقة تعامل الاعلام الاردني الرسمي ذاته مع هذا الحدث إذ بدا مترددا في اول الأمر ومطالبا بتفسيرات وتوضيحات على الرغم من استنكاره العلني لما جرى. لكنه برأي الكاتب باسم الطويسي "لم يرق في تعامله مع الحادثة الى مستوى مكانة الاردن وتضحيات الاردنيين في مواجهة الارهاب".
وقال الطالب الجامعي احمد عثمان ان "مواقع التواصل الاجتماعي هي التي أجبرت القنوات الاعلامية على التفاعل الجدي مع مقتل ثلاثة شبان مسلمين ومسالمين ويعملون من أجل مستقبلهم، وعرف عنهم العمل من اجل قضايا بلادهم فهم يجمعون التبرعات لمساعدة الشعب السوري".
وقالت ندى ابو لبدة "ان وسائل الاعلام الامريكية تفقد حياديتها عندما يتعلق الأمر بالمسلمين".
قال النائب أمجد المسلماني، الناطق الرسمي باسم كتلة الاصلاح النيابية "انه يستغرب الصمت الاميركي عن الجريمة العنصرية بقتل الشقيقتين ابو صالحة والدكتور ضياء بركات". وكتبت النائب رلى الحروب مقالا بعنوان "هل للدم ألوان؟" استنكرت فيه الجريمة الوحشية والصمت غير المبرر للاعلام الاميركي. والحقيقة ان المقالات التي كتبت في هذا السياق لايمكن حصرها وكذلك وقفات الاستنكار والتظاهرات التي قامت بها المنظمات الشعبية امام السفارة الأميركية في عمان.
مطالب لرئيس الوزراء بالتوبة
وفي سياق متصل أشعل تصريح رئيس الوزراء الاردني الدكتور عبدالله النسور الرأي العام الاردني حين قال "ان التطرف الذي يحدث في بلادنا كان الدافع لهذه الجريمة". والأمر يجب الا يؤخذ على أنه ادانة للضحايا وتبرئة للجاني، ولكنه خلط فكري وتاريخي وليس سوق التصريح للمناقشة وانما لعرض الهجمة الاعلامية التي تعرض لها ما أعتبر كبوة الى جانب تصريحات اخرى قال فيها "ان الاردن دولة لا دينية ولا علمانية، بل دولة مدنية"، مما دفع الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي الى الجدل والنقاش.
لكن الأبرز كان قيادة النائب المخضرم سعد هايل السرور لتيار عريض من النواب لمطالبة النسور بالتوبة، هذا التيار يضم خمسة وعشرين نائبا، ولا يعرف بعد اذا كان سيتوسع بانضمام نواب آخرين ، او ان النسور سيرد على النقاش العريض المطالب له بالتوبة.
تغيير لون زي عمال الوطن البرتقالي
ويقع في سياق مقاومة الشعب الاردني للارهاب ما أعلنت عنه أمانة عمان أنها بصدد دراسة تغيير زي "عمال الوطن" من اللون البرتقالي الى لون آخر ، وقد طرح الموضوع بداية من مقترح قدمه شقيق الشهيد معاذ الكساسبة الذي لفت فيه الى ان زي عمال أمانة عمان ذي اللون البرتقالي يشبه الزي الذي تلبسه داعش لضحاياها المغدورين "لباس الاعدام" ، واضاف باننا يجب الا نعود نظر اطفالنا على هذا اللون وهذه الملابس.