وسط تضارب الأنباء حول الوضع الأمني في بلدة البغدادي في محافظة الأنبار، حذر مسؤولون محليون وشيوخ عشائر من مخاطر سقوط البلدة بيد مسلحي ما يُعرف بالدولة الإسلامية (داعش).
قائد شرطة الأنبار اللواء الركن كاظم الفهداوي، أكد في إتصال هاتفي مع إذاعة العراق الحر الجمعة (13 شباط) أن مسلحي (داعش) دخلوا ناحية البغدادي الخميس، وهاجموا بعض المباني الحكومية في أطراف الناحية، لافتاً الى أن الاتصالات الهاتفية قطعت بالكامل.
وأكد مدير ناحية البغدادي ناجي عراك العبيدي، أن (داعش) يسيطر على أحياء في ناحية البغدادي، وأن هناك تعزيزات عسكرية وصلت الى قاعدة عين الأسد لإسناد القوات الامنية.
العبيدي الموجود خارج الناحية أشار في حديثه لإذاعة العراق الحر الى الأوضاع الإنسانية في ناحية البغدادي بسبب القصف ودخول مسلحي (داعش) الى أحياء سكنية وإنتشارهم بين المدنيين حيث تعيش أكثر من 1500 عائلة.
ويحاصر مقاتلو (داعش) منذ أشهر ناحية البغدادي التابعة لقضاء هيت شمال غرب مدينة الرمادي في محافظة الأنبار.
عضو مجلس محافظة الانبار: داعش ستقوم بمجازر إذا سقطت ناحية البغدادي
وتبعد ناحية البغدادي نحو خمسة كيلومترات عن قاعدة عين الأسد الجوية التي يوجد فيها مدربون من مشاة البحرية الأميركية، ووصلها خلال شهر تشرين الثاني الماضي العشرات من المستشارين الأميركيين، وهناك 18 طائرة اباتشي سمتية لدعم ابناء العشائر في حربهم على (داعش).
وبحسب رويترز يقوم نحو 320 من مشاة البحرية الأمريكية بتدريت أفراد من الفرقة العراقية السابعة في القاعدة التي تعرضت للقصف بقذائف الهاون في هجوم سابق واحد على الأقل منذ كانون الأول الماضي.
وأكدت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الاميركية(البنتاغون) إيليسا سميث وقوع "قتال عنيف" في البغدادي. وقالت إنه لم يقع هجوم مباشر على القاعدة الجوية لكنها أضافت "ترددت أنباء عن إطلاق نار غير مباشر قرب القاعدة.
وهاجم مسلحو (داعش) يوم الجمعة قاعدة عين الأسد. وأفادت تقارير بأن القاعدة تعرضت الى قصف بنيران المدفعية والقذائف الصاروخية من مسلحي (داعش).
وأكد عضو مجلس محافظة الانبار طه عبد الغني ان 5 الى 8 انتحاريين اقتحموا القاعدة وفجروا أنفسهم بعد السيطرة على جزء من بلدة البغدادي القريبة منها.
وفي مقابلة هاتفية أجرتها معه إذاعة العراق الحر حذر طه عبد الغني من سقوط البغدادي بيد مسلحي (داعش) في حال لم تتحرك الحكومة العراقية والولايات المتحدة الإميركية لإنقاذ هذه البلدة قبل أن يقوم (داعش) بإرتكاب مجازر ابشع مما حصل في قاعدة سبايكر وما حدث لابناء عشيرة البونمر.
الشيخ نعيم الكعود: داعش تسيطر على أكثر من 90% من الانبار
ولم يخفِ شيخ عشيرة البو نمر نعيم الكعود قلقه من إحتمال سقوط ناحية البغدادي بيد (داعش) الذي يسيطرون على 90% من اراضي محافظة الأنبار، وبات يسيطر اليوم على مناطق مهمة في ناحية البغدادي، منها مديرية الجنسية، والشرطة، والطريق الذي يربط بين قضاء حديثة وناحية البغدادي، وهو الطريق البري الوحيد لوصول الإمدادات العسكرية للقوات الأمنية، لافتاًإلى أن القوات الأمنية لم تشن أيّ هجوم لاستعادتها.
وفيما يتعلق بالمستشارين الأميركيين الموجدون في قاعدة عين الاسد، قال الكعود في مقابلة أجرتها معه إذاعة العراق الحر، أن عددهم يصل الى 650 عسكريا أميركيا، كما تضم القاعدة مقر الفرقة السابعة والقوة الجوية وفوج الدفاع والواجبات الخاص بحماية قاعدة عين الاسد.
وعزا الشيخ الكعود الذي أعدم (داعش) أكثر من 730 شخصاً من أبناء قبيلته، قبيلة البونمر، عزا اسباب تقدم (داعش) وهجماته على ناحية البغدادي ومحاولاته السيطرة على قاعدة عين الاسد الى عدم وجود قيادات كفوءة، وتعاون بعض العشائر وسكان الناحية مع (داعش) فضلاً عن عدم تحرك القطاعات العسكرية لفك الحصار عن ناحية البغدادي المحاصرة منذ أشهر، مشدداً على أن خير وسيلة للدفاع هو الهجوم.
وبحسب الشيخ نعيم الكعود فإن أكثر من 90% من مساحة الأنبار هي اليوم تحت سيطرة داعش، حيث يسيطر بالكامل على مدن القائم وعنة وراوة والفلوجة والكرمة، وأكثر من 50% من قضاء حديثة، ونحو 80% من ناحية البغدادي.
أكثر من 90% من مساحة الأنبار هي اليوم تحت سيطرة داعش
ويؤكد العكود أن عشائر الانبار لم تعد تثق وتتعاون مع الحكومة العراقية، بسبب عدم جديتها في تدريب وتسليح ابناء العشائر التي تحتاج الى الدعم والتسليح، لمواجهة تنظيم (داعش).
الشيخ حميد الهايس: ناحية البغدادي لن تسقط بيد داعش
لكن رئيس مجلس إنقاذ الأنبار الشيخ حميد الهايس أكد لإذاعة العراق الحر أن القوات العراقية تسيطر على الوضع، وأن (داعش) تكبد خسائر فادحة خلال الهجمات التي شنها على ناحية البغدادي رغم أن معارك الكر والفر مازالت مستمرة.
الهايس أوضح أن (داعش) فجّر عدداً من المباني الحكومية منها دائرة الجنسية، وإقتحم إنتحاريون عدداً من نقاط السيطرة، إلا أن طائرات التحالف الدولي قامت بقصف مواقع داعش الخلفية التي كانت تنطلق منها قذائف الهاون والصواريخ على قاعدة عين الأسد.
وتحدث الهايس عن دور الخلايا النائمة التي ساندت (داعش) في هجماتها، مؤكداً أن أغلب مسلحي (داعش) من أبناء المحافظة، كما تطرق الى وجود أكثر من 10 آلاف متطوع مازالوا في معسكرات التدريب يحتاجون الى التجهيز والتسليح لمحاربة داعش.
محلل سياسي: سقوط البغدادي وعين الاسد سيشكل كارثة للتحالف الدولي
وحذر رئيس المجموعة العراقية للدراسات الإستراتيجية، واثق الهاشمي من أن الوضع الأمني في محافظة الانبار خطير جداً، لأن (داعش) يحاول الوصول الى قاعدة الأسد، حيث يوجد أكثر من 130 مستشارا أميركيا، وسقوط البغدادي، وقاعدة عين الأسد ستشكل كارثة بالنسبة للتحالف الدولي وللعراق وللمنطقة، مشيرا الى وصول لواء مدرع كامل إلى ناحية البغدادي لدعم القوات العراقية والعشائر.
ويرى الخبير في شؤون الجماعات المسلحة واثق الهاشمي أن (داعش) بهجماته على بلدة البغدادي يحاول أن يحقق إنجازا بعد أن أعدم الطيار الأردني معاذ الكساسبة، واني خفف الضغط الذي يتعرض له التنظيم، لأن هناك هجوما مرتقبا كبيرا على (داعش) في الانبار وصلاح الدين والموصل.