دعا والد الطيار الإردني معاذ الكساسبة في مقابلة خاصة أجرتها معه إذاعة العراق الحر الى الإنتقام بأي شكل من الاشكال من ما يعرف بالدولة الإسلامية (داعش) الذي حرق إبنه حياً.
وتباينت ردود فعل سوريين حول عملية حرق الطيار الأردني، ما بين المصدّق والمشكك في صدقيتها.
فهناك من اعتبر طريقة الإخراج الهوليودية لمشاهد حرق الكساسبة بمثابة إذن عبور لقوات التحالف الدولي برياً باتجاه معاقل التنظيم في العراق وسوريا.
أحمد دعدوش: المستفيد الوحيد من فيلم إعدام الطيار هو الأردن
الكاتب الصحافي السوري أحمد دعدوش شكك خلال حديثه لإذاعة العراق الحر بالتسجيل المصوّر لإعدام الكساسبة حرقاً، مؤكداً أن الكثير من الشكوك طرحت من قبل متابعين وصحفيين وسينمائين حول فيديو الحرق لأن التنظيم لا يمكن أن يصل الى هذا المستوى من التطور الفني والدرامي الذي بدا واضحاً في شريط فيديو الحرق.
ورأى دعدوش أن عقلية التنظيم لا ترتقي للمشاهد الاحترافية "وإن المستفيد الوحيد من فيلم الإعدام هو الأردن، من أجل اللعب على الرأي الشعبي الأردني، الذي لم يكُّ مقتنعاً بدخول الأردن في التحالف الدولي ضد التنظيم، وهو ما أدى لانقلاب مزاجية الرأي العام في الأردن إلى مؤيد لمشاركته في التحالف".
أنس العجمي:داعش طلب 500 الف دولار مقابل الافراج عن الكساسبة
وشكك الناشط الإعلامي الحقوقي أنس العجمي في مقتل الكساسبة حرقاً، مشيراً إلى أن الكساسبة قُتل بطلق ناري، وأنّ عملية حرقه عبارة عن فيلم هوليودي لا أكثر، نافياً في الوقت ذاته مقتل الصحافي الياباني.
وأضاف العجمي خلال حديثه لمراسل إذاعة العراق الحر أنه تواصل مع تنظيم داعش بطلب من جهة دولية قبل أن يتم تصفية الكساسبة بـ4 ايام، وطلب التنظيم في حينه مبلغ نصف مليون دولار من أجل الإفراج عنه.
واعتبر العجمي أن التنظيم على طريق الانهيار، وما قام بفعله من تصوير عمليات الحرق، وهو لبث روح معنوية في صفوف التنظيم.
ناشط سوري: حرق الطيار الأردني هدفه حرق الربيع العربي
أما الناشط السوري عاصم نجيب الذي تحدث لإذاعة العراق الحر من الشمال السوري فيرى أن عملية حرق الطيار الأردني هي لإحراق الربيع العربي، مشيراً إلى أنّ حرق الكساسبة حرك العالم، لكن حرق آلاف السوريين لم يحرك مشاعر أحد.
ناشط رقاوي: فيديو حرق الكساسبة صحيح 100%
لكن الناشط أبو إبراهيم الرقاوي المسؤول عن صفحة (الرقة تُذبح بصمت) أكد من مدينة الرقة السورية التي يسيطر عليها داعش، أكد مقتل الطيران الأردني حرقاً،ذ قام بالتغريد عبر صفحته على تويتر قبل شهر من بث التنظيم مشاهد إعدام الكساسبة قائلاً في تغريدته: "أنباء عن إعدام التنظيم للطيران الأردني حرقاً".
وفي ما يتعلق بتغريدته الشهيرة عن إعدام الكساسبة قبل شهر من بث التنظيم لمشهد الإعدام، روى الرقاوي لمراسل إذاعة العراق الحر قصة التغريدة قائلاً: "عندما كنت أقوم بجولة أنا وفريق الرقة تذبح بصمت، شاهدنا عددا من عناصر التنظيم، يعبرون عن فرحتهم بإحراق التنظيم للطيار، وهم يقولون لقد أحرقنا الطيار، لقد أحرقنا الطيار".
وردّ الرقاوي على المشككين بإعدام الكساسبة بالقول: "فيديوهات الحرق، صحيحة 100%، وهو استخدم مؤثرات ليخرج الفيديو بتلك الصورة الاحترافية، وللأسف البعض لديه دائماً نظرية المؤامرة".
وفي ما يتعلق بملف المفاوضات، أوضح الرقاوي "أن ملف المفاوضات لم يتطرق التنظيم فيه إلى تحرير الكساسبة بل هم أشاروا إلى أن إطلاق سراح الريشاوي، مرتبط بالرهائن اليابانين، ولم يتطرقوا إلى الطيار الأردني".
ووصف شاب من مدينة الباب شرقي حلب والخاضعة لسيطرة داعش، الحالة في تلك المدينة بعد حرق الكساسبة، حيث أدت الحادثة إلى استياء عام لدى أهالي المدينة، لكن التنظيم، بحسب شاب طلب عدم الكشف عن هويته، حاول تبرير فعله الجرمي من خلال توزيع منشورات على العوام في المدينة تبرر عملية الحرق مستشهدة بآراء ابن تيمية وبعض الأحاديث والأيات القرآنية.
وأدان سوريون عملية حرق الكساسبة، مشيرين في الوقت ذاته إلى أن المئات من السوريين ذبحوا دون أن يحرك العالم ساكناً.
ظلال فتاة من ريف إدلب قالت لإذاعة العراق الحر: إن عملية حرق الكساسبة بكل تأكيد فعل إجرامي شنيع قامت به مجموعة من عديمي الأخلاق والإنسانية وهذا معروف عن داعش.
وداد أعربت عن تعاطفها مع عائلة الكساسبة ونددت بجريمة حرقه من قبل داعش، لكنها أكدت أن آلاف السوريين يحترقون يومياً ولا أحد يتحرك.
صافي الكساسبة: لم أشاهد فيديو حرق ولدي معاذ ولم أتهم الطيارة الإماراتية بإسقاط طائرته
صافي الكساسبة والد الطيار الأردني معاذ الكساسبة أكد في مقابلة خاصة أجرتها معه إذاعة العراق الحر عبر الهاتف الخميس(12 شباط)، أنه لم يشاهد فيديو حرق ولده معاذ، لكنه يريد الإنتقام من داعش، نافياً في الوقت نفسه إتهامه الطيارة الإماراتية مريم المنصوري بالتسبب بإسقاط طائرة معاذ، مشيرا الى انه قال انها سقطت بصاروخ مجهول.
وفي تعليقه على زيارة رئيس هيئة الأركان المشتركة الأردني الى بغداد، أكد الكساسبة أن العراق والأردن أكتويا بنار داعش والتخريب الذي ألحقه بهذين البلدين.
وفي رده على المشككين في حرق الطيار الأردني، قال والد الطيار أن الفيديو رغم أنه لم يشاهده يُظهر عملية الحرق بشكل واضح، وهناك نقمة في الشارع الأردني على الطريقة التي أُعدم بها معاذ، وأن الأردنيين اليوم موحدون بشأن معاذ ضد داعش.
وتعهد الأردن بمساندة العراق والوقوف معه في حربه ضد "عصابات داعش الإرهابية".
وأكد ذلك رئيس هيئة الأركان المشتركة الأردني الفريق أول مشعل الزبن خلال لقائه الأربعاء وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي في بغداد.
وقال الزبن إن بلاده المنضوية في التحالف الدولي ضد تنظيم "الدولة الاسلامية" ستقوم "بكل شيء" لهزيمة داعش، وأن بلاده والعراق في الخندق ذاته "منذ البداية" يخوضان معركة مشتركة ضد داعش.
وكثف الأردن غاراته الجوية على مواقع داعش، بعد اعدام الطيار الأردني معاذ الكساسبة حرقا.
ويسيطر تنظيم "الدولة الاسلامية" منذ اوائل حزيران الماضي، على مساحات واسعة من العراق، بينها غالبية محافظة الانبار الحدودية مع الاردن وسوريا والمملكة العربية السعودية.
حسن ابو هنية: هناك حالة تلاحم بين الشعب الاردني والحكومة بعد حرق الطيار
ويرى حسن أبو هنية الباحث المتخصص في الجماعات الإسلامية المتشددة، أن العلاقات بين العراق والأردن مرت بمراحل متقلبة عديدة، لكن بعد ظهور داعش الذي يعتبر خطراً ليس فقط على العراق وسوريا بل أيضاً على المنطقة والأردن، الذي وبعد حادثة حرق الطيار الأردني أصبح مصراً أكثر على الإنخراط في التحالف الدولي، لذا فهو يسعى اليوم الى التنسيق مع الحكومة العراقية بشكل أكبر لبحث سبل مواجهة التنظيم.
وسائل إعلام أردنية نقلت مؤخراً عن الجنرال الأمريكي جون آلن منسق التحالف الدولي للحرب على داعش قوله: إن هجوماً برياً وشيكاً واسعاً سيبدأ قريباً في العراق ضد التنظيم، بإسناد من قوات التحالف التي تضم 62 دولة.
وتداولت وسائل إعلام عربية أنباء عن نشر قوات أردنية على الحدود مع العراق، لكن الباحث حسن أبو هنية استبعد تدخل قوات برية أردنية في المعركة الدائرة ضد التنظيم، ويرى أن الأردن يريد أن يحمي حدوده وربما تقوم فرق أمنية خاصة بتنفيذ بعض العمليات المحدودة ضد أهداف داعش في المناطق الحدودية، لأن التدخل البري بحاجة الى تنسيق اكبر مع قوات التحالف والقوات العراقية لتحديد طبيعة التدخل البري وآلياته.
ورغم حالة التلاحم بين الشعب والحكومة الأردنية بعد حرق الطيار الأردني، يرى ابو هنية أن هناك تباينا في الآراء في الشارع الاردني، وداخل البرلمان، وإعتراضات على بقاء الأردن ضمن التحالف الدولي، والمزيد من الإنخراط في الصراع والحرب ضد داعش.
بمشاركة مراسل إذاعة العراق الحر في سوريا منار عبد الرزاق