نفى مسؤولون وقادة إيزيديون الإتهامات التي وجهت للإيزديين بتنفيذ عمليات إنتقامية ضد سكان قرى عربية تابعة لقضاء سنجار قامت قوات البيشمركة الكردية بتحريرها من سيطرة مسلحي ما يُعرف بتنظيم الدولة الإسلامية "داعش".
وأفادت وكالة رويترز للأنباء في تقرير الأربعاء (11 شباط) بأن بعض أعضاء الاقلية الإيزيدية في العراق انقلب على جيرانهم العرب ونفذوا عمليات انتقامية دموية ضد سكان قرى سنية يعتقدون أنهم كان لهم دور في الفظائع التي ارتكبها مسلحو داعش بحق طائفتهم. وقالت الوكالة ان أكثر من عشرة من سكان من العرب السُنة ذكروا ان جماعات مسلحة من الإيزيديين شنوا أربع غارات على قراهم في سنجار قبل أسبوعين وقتلوا 21 شخصاً على الأقل، فيما اختفى 17 شخصا آخرين وأصبحوا في عداد المفقودين.
نطالب البيشمركة بحماية القرى العربية في سنجار أو تسليح العرب ... أحمد الجربا
أحمد مدلول الجربا النائب في البرلمان العراقي عن محافظة نينوى أكد في حديثه لإذاعة العراق الحر أن ميليشيات إيزدية قامت بالهجوم على قرى سيباية وجري وقرية أبو حنايا، وقتلت ما لا يقل عن 11 شخص وجرحت 14 شخصاً، بينما الحصيلة الأولى أكدت مقتل 6 أشخاص بينهم أطفال ونساء. ودعا الجربا حكومة إقليم كردستان وقوات البيشمركة التابعة لها الى حماية القرى العربية التي تقع تحت سيطرتها منذ 20 كانون الأول الماضي، أو تسمح بتسليح أهالي القرى للدفاع عن أنفسهم.
إتهام الأيزيديين يهدف الى التغطية على فشل داعش ... محما خليل
لكن البرلماني السابق والقيادي الإيزيدي محما خليل رفض وبشدة إتهام الإيزيديين بتنفيذ عمليات إنتقامية ضد العرب في قرى سيباية وجري، مؤكداً لإذاعة العراق الحر أن الهدف من هذه الإتهامات الباطلة، التغطية على فشل داعش بعد الإنتصارات التي حققتها قوات البيشمركة ضد مسلحي هذا التنظيم. وتساءل خليل عن الأصوات التي بدأت ترتفع وتتهم الإيزديين بينما لم تُسمع الأصوات عندما قام داعش بإستباحة سنجار وخطف اكثر من 4 آلاف أمرأة إيزدية، ونزح أكثر من 400 الف نازح وعندما قُتل وفُقد أكثر من 10 آلاف إيزيدي.
وتقول رويترز في تقريرها إن الإيزيديين عانوا كثيراً بعد الهجوم السريع لتنظيم داعش في العراق العام الماضي. وقُتل مئات منهم بأيدي المتشددين السُنة الذين يعتبرون الإيزيديين كفرة ووقع الالاف في الأسر واستبيحت النساء.
ويكشف الإيزيديون العائدون إلى المنطقة عن مقبرة جماعية تلو الاخرى تمثل أدلة على ما حدث خلال حكم الدولة الاسلامية منذ آب الماضي حتى تم طرد مسلحي التنظيم في أواخر العام الماضي. وتقول رويترز إن البعض بدأ يثأر الآن لهذه العمليات.
إذاعة العراق الحر إلتقت السيدة فهيمة التي تقيم حالياً مع عائلتها في مخيم للنازحين بمنطقة شاريا، وكانت من النساء اللواتي اختطفهن مسلحو داعش، إلا إنها تمكنت من الهرب. وتقول فهيمة إن الإيزيديين عانوا كثيراً بسبب ظلم داعش لكنهم لا يريدون الإنتقام من أحد بل يريدون العيش بسلام.
ويقول المواطن غريب انه و 17 شخصاً من أفراد عائلته بقوا لمدة شهرين في قبضة مسلحي داعش قبل أن يتمكنوا من الهرب ويصلوا الى إقليم كردستان، ويذكر غريب في حديث لإذاعة العراق الحر أن معظم العرب في قضاء سنجار والقرى العربية المحيطة بها انحازوا منذ البداية إلى "داعش" ونهبوا ممتلكات الإيزيديين وخطفوا بناتهم، لكن دين الإيزيديين يمنعهم من الإنتقام، غير أنه لم ينف وجود بعض الإيزيديين المتطرفين الذين فقدوا عائلاهم بالكامل ولديهم رغبة بالإنتقام.
مجموعة متطرفة قامت بعمليات إنتقامية ضد العرب في سنجار ... هاشم بريفكاني
من جهته يؤكد عضو مجلس محافظة نينوى هاشم بريفكاني حصول عمليات إنتقامية ضد العرب، مضيفاً في تصريح خاص بإذاعة العراق الحر إن عمليات قتل عدد من مواطني القرى العربية حدثت في سنجار على يد مجموعة وصفها بالمتطرفين الذين ينفذون أجندات خارجية لإثارة المشاكل بين العرب والأيزيديين، مشدداً على أن العمليات لاقت ردود فعل رافضة في الأوساط الايزيدية الرسمية والشعبية.
قرى سيباية وجري كانت حاضنة رئيسية لداعش ... داوود جندي
وبحسب داوود شيخ جندي نائب المسؤول عن قوة حماية سنجار وهي قوة ايزيدية، فان قرى سيباية وجري كانت حاضنة رئيسية ومقراً لمسلحي داعش، وان الكثير من أبناء هذه القرى كان لهم يد في التخريب وقتل وسبي النساء الإيزديات ونهب أموالهم وممتلكاتهم، لكن قوة حماية سنجار أوعزت لمقاتليها بعدم التعرض للعرب وسكان هذه القرى.
ويؤكد جندي المتواجد في جبل سنجار، في مقابلة خاصة أجرتها معه إذاعة العراق الحر عبر الهاتف، أن القوات الايزيدية ومقاتلين من وحدات حماية الشعب الـ YPG في سوريا، وقوات الدفاع الشعبي الكردستاني HPG التابعة لحزب العمال الكردستاني، بالإضافة الى وحدات من قوات البيشمركة يواصلون القتال لتحرير سنجار بالكامل، وأن إتهام هذه القوات بالقيام بعمليات إنتقامية يريدون تشويه سمعة المقاومة الإيزيدية وتصغير حجم المآساة الايزيدية وقضيتهم التي أخذت إطاراً دولياً. ونفى جندي تورط المقاتل الإيزيدي قاسم شيشو أو مسلحي حزب العمال الكردستاني PKK أو YPG في الهجمات الأخيرة على عدد من القرى العربية.
تقرير وكالة رويترز ذكر أن العمليات الانتقامية كشفت كيف خلقت هجمات داعش انقسامات بين الطوائف الدينية التي تعايشت معا على مدى عشرات السنين وقلبت قرية على الاخرى وصنعت أعداء من الأصدقاء السابقين. كما أنها تبين مخاطر العنف عندما تتمكن جماعات أخرى أجبرها تنظيم "الدولة الاسلامية" على النزوح مثل التركمان والشبك الشيعة والمسيحيين من العودة إلى أوطانهم.
الإيزيديون مسالمون ولم يعتدوا على أحد ... الشيخ خالد الصوك
الشيخ خالد أحمد الصوك من شيوخ عشائر شمر العربية في الموصل يعرب عن أمله أن تتمكن الطوائف والقوميات المختلفة من العيش معاً بسلام بعد طرد داعش والقضاء على كل من دعم وساند هذا التنظيم وتلطخت اياديه بدماء الأبرياء.
وفي مقابلة أجرتها معه إذاعة العراق الحر إستبعد الشيخ الصوك قيام الإيزديين بعمليات إنتقامية مؤكداً أنهم مسالمون ولم يعتدوا على أحد بل إعتُدي عليهم من قبل داعش، مشيراً الى أن عشائر شمر متعاطفون مع الإيزديين ويأملون أن يتمكنوا من العودة الى مناطقهم وإسترجاع ممتلكاتهم وعودة بناتهم وتعويضهم عن ما لحق بهم من ضرر.
ويؤكد الصوك أن عشائر شمر العربية تواصل مقاتلة مسلحي داعش داخل العراق بينما يقود أبن عمه حميدي الجربا قوة من عشائر الشمر لمقاتلة داعش بالتعاون مع وحدات حماية الشعب YPG و PKK داخل الأراضي السورية.