فتحت قضية اعدام الطيار الاردني معاذ الكساسبة حرقا على يد داعش ملفات كثيرة على صعيد الحرب على الارهاب، كما فتحت الابواب على مصاريعها لمواجهة هذا الفكر المتطرف المنحرف في كل الاتجاهات.
"ليس بالبندقية وحدها نحارب داعش" ... حسين المجالي
الحكومة الاردنية تبنت "استراتيجية سياسية واقتصادية وثقافية تقوم على الفكر والتنوير ومقاومة الفكر المتطرف بالحجة والاقناع من خلال دور العبادة والمدارس والجامعات والمؤسسات العلمية والمنتديات - حسب ما جاء في كلمة وزير الداخلية الاردني حسين المجالي امام مجلس النواب والتي بدأها بالقول "ليس بالبندقية وحدها نحارب داعش".
وقد بدا واضحا خلال الاسبوع الماضي نشاط وحركة جميع المؤسسات الرسمية والشعبية ومنظمات المجتمع المدني في هذا الاتجاه ، وكان ملاحظا انتقال الشارع الاردني من دائرة الصدمة والاستنكار الى دائرة الفعل الحقيقي المواجه للارهاب . وميز المرحلتين" الصوت المنادي بوحدة الصف ، ومعالجة الفكر المنحرف بالعقل والحكمة ".
واليوم رشحت اخبار صحفية خاصة عن عرض مقدم لزكي بني ارشيد، نائب الامين العام لجبهة العمل الاسلامي يتضمن تقديمه اعتذارا لدولة الامارات العربية المتحدة مقابل اطلاق سراحه. وكان بني ارشيد قد اعتقل في تشرين اول الماضي على خلفية الاساءة لدولة الامارات عبر مقال كتبه على وسائل التواصل الاجتماعي. وحسب كثير من المراقبين فان الامر يأتي على سبيل ترتيب البيت الداخلي في مواجهة الخطر الخارجي.
وعلى نحو مشابه جرى استيعاب واحتواء ما سمي ب "تغريد الاخوان المسلمين خارج السرب" فيما تعالت اصوات في المقابل من معسكر الاخوان تؤكد على "انهم في صف الوطن غير ان لهم رأيا يخالف المشاركة في التحالف الدولي وأنهم يدينون داعش وجرائمها الارهابية ".
داعش وقرصنة الشريان الاقتصادي للاردن
جرائم داعش الاقتصادية الموجهة للاردن سبقت اغتيال الطيار معاذ بسنوات، فقد قرصنت الطريق الاقتصادي الحيوي الواصلة بين الاردن وعمانوالتي تشكل 16 – الى % 18من اجمالي صادرات الاردن وتقدر بمليار دولار سنويا. وهذا رقم ضخم جدا بالنسبة للاقتصاد الاردني.
"200 دولار، ضريبة داعش على كل شاحنة تعبر بين العراق والاردن" ... خبير
وأكد الخبير الاقتصادي الدكتور خالد الوزني بأن العراق هي الدولة الأكثر أهمية اقتصاديا بالنسبة للاردن فهي توظف ما يصل الى 230 الف عامل اردني، ومضى في تصريحاته لاذاعة العراق الحر يشرحالاعتداءات الكبيرة التي تقترفها داعش بحق الاقتصاد الاردني، فقد كانت هناك احدى عشرة الف شاحنة تعمل على الطريق مابين العراق والاردن، هذا الطريق الذي قرصنته داعش وأوقفت النشاط التجاري المار فيه وبنسبة تفوق ال80% ، كما فرضت ضريبة مقدرة ب200 دولار على كل شاحنة تمر على الطريق.
وهذا ليس وحده السبب الذي أوقف النشاط التجاري ، فهناك ماهو اهم الا وهو الامان على الحياة وهذا مفقود عند داعش وفي كل المناطق التي تسيطر عليها.
وقال الدكتور الوزني ان الصناعات العراقية بدورها تراجعت بنسبة 53% بسبب العنف الدائر في الاراضي العراقية كما إن تفجير خط الغاز الواصل من مصر الى الاردن عبر سيناء بشكل متكرر كلف الاردن خمسة مليارات دينار اردني وهذا رقم كبير جدا ايضا.
" بالارقام، الحرب على داعش حرب الاردن بامتياز"... خبير
وأضاف الوزني بأن الاردن تضرر ايضا من الوضع الامني السائد في سوريا فقد توقفت نحو الف سيارة اردنية عن العمل وتضرر نحو 250 الف اسرة من الاوضاع في سوريا والعراق. واذا احتسبنا تكلفة اللجوء السوري على الاراضي الاردنية والمقدرة ب 4 مليارا ت و700 مليون دينار خلال السنوات الثلاث الماضية فان ذلك يزيد الضغط كثيرا على الاقتصاد الاردني بشكل عام. والى جانب ذلك كله فقد الاردن 15% من احتياجاته النفطية التي كان العراق يزوده بها.
وقدر الدكتور الوزني الاثر السلبي الذي خلفه ما يسمى ب "الربيع العربي" ب 3 مليارات خلال الثلاث سنوات الماضية واختتم بالقول " بالارقام فان الحرب على داعش هي حرب الاردن بامتياز".