إزداد منسوب الدعم الدولي للجيش اللبناني في المهمة الأمنية التي يقوم بها حالياً من خلال التزامه مكافحة الارهاب. فهو يواجه إرهابيي تنظيم "الدولة الاسلامية" المتحصنين في جرود سلسلة جبال لبنان الشرقية المحاذية للحدود اللبنانية مع سوريا. وقد نفَّذ خطة أمنية في مدينة طرابلس الشمالية أدت الى وقف الاشتباكات التي كانت تدور بين الحين والآخر، وهو ينشر دورياته على تخوم مخيم عين الحلوة الفلسطيني في صيدا عاصمة جنوب لبنان، كما يستعد لتنفيذ خطة أمنية لضبط الخارجين عن القانون في البقاع اللبناني المعقل الأساسي لـ"حزب الله".
وقبل أيام قصف الجيش تجمعاً للمسلحين في جرود الفاكهة ورأس بعلبك على السلسلة الشرقية لجبال لبنان وأفشل ليل الاثنين- الثلاثاء محاولة تسلُّل عبر جرود قرية الفاكهة البقاعية.
وفي اطار الدعم الدولي، تسلّم الجيش اللبناني 72 مدفعاً من نوع M198، كما تسلم 151 مستوعب ذخيرة متنوعة، ضمن اطار برنامج المساعدات الاميركية المخصصة للجيش اللبناني.
وأكد سفير اميركا في لبنان دايفيد هيل "ان هذه الاسلحة التي تبلغ قيمتها 25 مليون دولار ستساعد المؤسسة العسكرية على مكافحة الارهاب".
وفي الموازاة، أبلغ وزير خارجية فرنسا لوران فابيوس رئيس مجلس الوزراء تمام سلام ب "أن الشحنة الاولى من الاسلحة الفرنسية التي تمّ التعاقد عليها في اطار الهبة السعودية بقيمة ثلاثة مليارات دولار، ستصل الى لبنان في الاسبوع الاول من نيسان المقبل".
أهمية السلاح الاميركي
يقول الخبير الاستراتيجي العميد المتقاعد نزار عبد القادر لموقع "العراق الحر" إن "مدافع M 198 تصنف من ضمن مجموعة المدافع من عيار 100 ملليمتر، ويتراوح مدى هذا المدفع ما بين 22 كيلومتراً و30 كيلومتراً. وهو يستطيع اطلاق قذائف شديدة الانفجار وقذائف ذات دفع ذاتي وغيرها، ما يتيح للجيش إمتلاك قوة نيران مهمة. وهذا المدفع يعتبر من الأفضل، من حيث المدى والفاعلية" واضاف ان الجيش اللبناني مدرَّب على استعمال هذا النوع من المدافع، كما تكمن الأهمية في نوع الذخائر التي حصل عليها الجيش، حسب قوله.
ويضيف عبد القادر أن "الجيش حصل أيضا من ضمن المساعدات العسكرية الأميركية على آليات رباعية الدفع تصلح لدوريات القتال، وهي مصفحة للحماية من الرشاشات المباشرة. كما حصل على معدات رصد ومناظير ليلية للمراقبة أثناء الليل من محاولات التسلل".
وتجدر الإشارة إلى أنّ الولايات المتحدة هي الدولة الأولى التي تقدم السلاح للجيش اللبناني. وتقدّر مساعداتها للجيش بنحو 100 مليون دولار سنوياً، وهي بدأت في العام 2006، وتشمل آليات وذخائر وأسلحة وقطع غيار للطوافات الأميركية الصنع.
وكان الجيش حصل على عدد من الطوافات الفرنسيّة الصنع، كما سبق لروسيا أن عرضت تزويد لبنان مجاناً بطائرات "ميغ 27" لا تزال قيد التفاوض، إضافة إلى أنّ إيران قد عرضت مساعدات عسكرية، إلّا أنّها لم تلقَ جواباً من بيروت.
ولكن تمّ في 15 كانون الاول توقيع اتفاقية لتسليم أسلحة فرنسية إلى لبنان، في إطار هبة سعودية بقيمة ثلاثة مليارات دولار. وتشمل هذه الأسلحة 7 مروحيات "غازيل" مزوَّدة بصواريخ مضادة للعربات و7 مروحيات "بوما" مخصصة لنقل الجنود، إضافة إلى عربات مصفحة ومدفعية ثقيلة وزوارق للدوريات ووسائل للاتصالات والمراقبة، بينها طائرات، من أجل تحسين قدرات استخبارات الجيش اللبناني في مكافحة الإرهاب.
وتقدّر حاجة الجيش اللبناني إلى تطوير قدراته العسكريّة بنحو 4.4 مليار دولار. وقد أقرت الحكومة اللبنانية مبلغ مليار و600 مليون دولار لهذه الغاية. وتفيد مصادر عسكرية أن أولويّة الخطّة هي: إنشاء مستشفى عسكري مركزي، واقامة منشآت في جنوب الليطاني، ونقاط تمركز على الحدود البريّة، وتأهيل القواعد الجويّة وسلاح الجوّ وصيانة الطوافات وتأمين ذخيرة مع شبكة رادار جوّي وتطوير سلاح البحريّة والحصول على أسلحة حديثة.