عقد في اربيل الاحد مؤتمر بعنوان "الابادة الجماعية والتطهير العرقي ومستقبل الايزديين والمسيحيين في العراق"، بحضور ومشاركة العديد من الشخصيات الدينية والاكاديمية والثقافية لهذه المكونات والمكونات العراقية الاخرى.
ومن المقرر ان يناقش المؤتمر الذي يستمر لمدة يومين دور العراق والمجتمع الدولي في التصدري للجرائم التي ارتكبت بحق المكونات العراقية وتامين الحماية لهم وتوصيف الايادة الجماعية والتطهير العرقي الذي تعرض له الايزديون والمسيحيون من منظور القانون الدولي.
وتعرض الايزديون والمسيحيون بالاضافة الى الكرد الشبك والتركمان الشيعة الى عملية نزوح جماعي باتجاه اقليم كردستان، بعد ان سيطر مسلحو تنظيم "داعش" على محافظة نينوى الصيف الماضي، مع خطف وسبي العديد من رجال ونساء واطفال الايزديين.
وشهدت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر عرض لشهات اثنتين من الناجيات الايزديات من ايدي مسلحي "داعش" بعد سيطرتهم على مناطقهم في قضاء سنجار وبقوا في ايديهم لمدة ثلاثة اشهر.
وعرضت الشهادات بشكل حي للحاضرين لكن دون الكشف عن الوجوه وقالت احداهن: "قتلوا امام اعيننا والدي واخوتي واعمامي، والاخرون ايضا اعتبرهم من اعمامي بعد ان نقلونا نحن 23 أمرأة وفتاة الى سيبا شيخ خدر ومنها الى البعاج وهناك جاؤا باعداد اخرى ووصل العدد الى نحو 200 ونقلونا جميعاً الى الموصل.. هناك جاء ثلاثة منهم وقاموا ببيع من هن بعمر 20 سنة واصغر وبيعهن الى دول اخرى".
الى ذلك قال المتحدث باسم المؤتمر مريوان نقشنبدي ان المؤتمر يهدف الى ايجاد حل لضحايا الايزديين والمسيحيين من اعتداءت "داعش"، واضاف لاذاعة العراق الحر: "لان الضحية الكبرى بعد احتلال داعش لثلث العراق هم المسيحيون والايزديون والان 90% منهم هم خارج مناطقهم والان نحاول في هذا المؤتمر ايجاد حلول لتقدمها للدول المعنية والرئاسات العراقية واقليم كردستان لحماية هذه المكونات وهناك مطالب لحماية دولية لكي لايتعرضوا لعمليات ابادة اخرى".
ويشارك في المؤتمر العديد من النشطاء المدنيين من المكونيين المسيحي والايزديين المقيمين في الدول الاوربية بينهم كامل زومايا، عضو اللجنة التحضيرية للمؤتمر، الذي قال انهم يسعون الى ايصال قضيتهم للمحافل الدولية واضاف: "نحن بعض الناشطين ليدنا عمل كبير في اروقة البرلمان الاوربيوالامم المتحدة ونسعى الى ترجمة البيان الختامي وتوصياته لتقديمها الى الامم المتحدة والمنظمات الدولية لتاخذ مجراه وتجريم داعش ورد الاعتبار للنازحين العراقيين وبالاخص المسيحيين والايزديين".
من جهتها اكدت عضوة مجلس النواب العراقي فيان دخيل على ضرورة تشريع قوانين لتجريم من يعتدي على الاقليات في البلاد، واضافت بالقول: "بتصوري الشخصي هناك مجموعة من القوانين يجب ان تخرج الى الحياة لكي نضمن حقوق هذه الاقليات، ونعم هناك في الدستور العراقي حرية المعتقد والدين ولكن يجب ان يكون هذا متمثلا بقانون ويجب تجريم اي اعتداء على الاقليات سواء بفرض الجرية او تغيير الدين او السبي".
ويرى مشاركون اخرون ان المؤتمر جاء متأخرا، داعين الى وجود متابعة لنتائجه من اجل ضمان مستقبل الاقليات في البلاد، وبهذا الصدد يقولالاكاديمي والناشط المدني الايزدي ميرزا دنائي: "عقد مؤتمر في اربيل بخصوص الابادة الجماعية وهذا الحضور الاعلامي الكبير كان من الممكن ان يعمل به قبل خمسة اشهر وليس اليوم، ومع ذلك اثارة الموضوع ومن اجل اثارة مستقبل هذه الاقليات يجب الوقوف عليها وان يخرج المؤتمر بنتائج ايجابية وان تكون هناك متابعة لنتائجها".