تتعدد محطات الحوار مع الشاعر والحقوقي والمترجم والسياسي علي الحلي، وتتنوع أجواؤه، بتعدد وتنوع اهتمامات هذا الرجل الذي يمثل نموذجا لجيل من العراقيين حرصوا وتسابقوا على تعليم وتثقيف أنفسهم وتوظيف قدراتهم ومواهبهم لخدمة شعبهم ووطنهم والمبادئ التي يؤمنون بها.
ولد علي الحلي في مدينة النجف عام 1930 وتخرج في كلية الحقوق عام 1952، عمل في السلك الدبلوماسي وفي وزارة الثقافة والاعلام. وافتتح مكتب محاماة بشارع المتنبي في فترة فصله السياسي،
وبرغم انه لقب بشاعر البعث، إذ كتب قصائد بنفس قومي يتناغم وافكار حزب البعث مذ كان طالبا في كلية الحقوق. وواصل نهجه السياسي والشعري حتى الثمانينات حين ترك كتابة الشعر ونشره ولغاية تغيير النظام بعد احتلال العراق عام 2003. لأسباب يتحدث عنها الحلي خلال الحوار معه.
وقد قال الحلي في مقابلة صحفية عام 2003 : " ان افتراقي الكلي عن فكر الحزب، وكنت شاعره في العراق مثلما كان سليمان العيسى شاعره في سورية، قد جرى منذ عام 1979، وبصورة ادق واكثر صدقا منذ اعدام الطليعة القيادية الشريفة، المخلصة، النقية (مجموعة عبد الخالق السامرائي ورفاقه)، وانزلاق الحزب الى هاوية الديكتاتورية والفاشية ومعاداة الشعب.
وعندما قدمت طلبا بإحالتي الى التقاعد من الحزب لأسباب طبية مقنعة، اتذكر ان بعض قياداته وجهت لي سؤالا محددا عن السبب المباشر في ترك الحزب: اجبت بصورة مختصرة ومحددة، وبجرأة ايضا حسدت نفسي عليها في ذلك الجو الرهيب، (ايها الرفاق: انني اشعر صادقا.. باني اصبحت غريبا عنكم.. وانتم غرباء عني. اقصد اني غريب عن الحزب.. والحزب غريب عني. وغربتي من داخل نفسي، .... لقد عرضت نفسي لمخاطر جمة منذ تلك اللحظات السود.."
شاعر الثورة الجزائرية، وشاعر البعث
لُقب علي الحلي، ضيفُ "حوارات" بشاعر الثورة الجزائرية فقد كتب قصائد حماسية عديدة في ثورة الجزائر ألهبت مشاعرَ الشباب منذ الخمسينات مما دعا قادة الجزائر الى الإشادة به منذ ذلك الحين والى فترة قريبة يولونه احتراما وتقديرا مميزا.
في حوار أجريته معه عام 2004 في بيته ببغداد، بعدما عاد الى الحياة العامة من خلالنشره عددا من المقالات والاستذكارات والشهادات المهمة ذات الدلالة حينذاك، تحدث الحلي عن محطات متنوعة في حياته ومجيبا على أسئلة متعددة طرحتها عليه مبرراً اعتكافه خلال العقدين الأخيرين وابتعاده عن النشاط الاجتماعي والادبي بسبب مواقف حزب البعث وتصرفاتهتجاه بعض أعضائه،
ومعترفاً بانه اختار الصمتَ توجّعا وكمداً بدل الموت بشناعة مثلما لاقاه بعض أصدقائه ورفاقه ومنهم القيادي عبد الخالق السامرائي، ويستعيد شاعرنا علي الحلي بهذا الشأنقول الحجاج بن يوسف الثقفي لمناوئيه:
من تكلمَ قتلناه، ومن صمتَ مات كمدا
ويستحضر الحلي، (الذي يعيشُ حالياً بين عالم الكتب والقراءة والكتابة، ورعاية حديقته الصغيرة برغم وطأة العمر واعتلال الصحة أحيانا) خلال الحوار أيضا قولا ذا دلالة للإمام جعفر الصادق:يأتي زمانٌ على الناس يكون الصمتُ فيه من الخير.
تنوعت وظائف ومشاركات ونشاطات ضيف برنامج حوارات علي الحلي على الصعيد السياسي والاجتماعي والدبلوماسي والادبي، وتعددت كتبه ومنشوراته بين الشعر والترجمة والمقالة والدراسة، ومنها الكتب التالية:
-الشاعر 1954
-إنسان الجزائر 1958
-طعام المقصلة 1962
-ثورة البعث 1963
-المشردون 1970
-غريب على الشاطئ 1970
-مواسم العشق والرصاص 1979
-المجموعة الشعرية الكاملة 1987
-ديوان شعر- دمٌ بين عرس الشناشيل 1988
ـ الازهار البرية ـ مجموعة قصص لارسكين كالدويل 1997.
ـ سمّها.. تجربة ـ رواية سيرة ذاتية لكالدويل 1987.
ـ دراسات نقدية معاصرة 1987.
ـ جيمس جويس 1985.
ـ جيل اورن 1984.
ـ من الادب السوفياتي الحديث 1987.
ـ الفن و التجربة 2000.
يمكن الاستماع الى الحوار كاملا في الملف الصوتي ادناه