نفى الناطق باسم الحكومة الدكتور محمد المومني ما تردد من أنباء عن مشاركة الملك عبد الله الثاني بطلعات جوية لقصف مواقع "داعش".
وكانت وسائل اعلام قد اشارت الى ان المللك الاردني قام بقيادة طائرته الf16 والمشاركة بالطلعات الجوية التي يقوم بها سلاح الجو الاردني. وشغلت هذه الاخبار وغيرها الرأي العام وشبكات التواصل الاجتماعي على نحو لافت في وقت انصب اهتمام الشارع الاردني على الكثير من المظاهر المستجدة وجاء ذلك كردة فعل على عملية اعدام الطيار الاردني معاذ الكساسبة حرقا على يد تنظيم داعش.
والشارع الاردني يبدو متلاحما ومتحدا وداعيا الى المضي قدما في "الحرب على الارهاب " ليوفر بذلك غطاءا لحرب مفتوحة قد تسبق حتى القرار السياسي.
لوحظ ايضا ان الخطاب الاعلامي الاردني لا يستخدم تسمية "تنظيم الدولة الاسلامية" وكأنه التقط سريعا اشارة الملك اليهم ب"داعش" ، فلا هم دولة ولا هم من الاسلام في شيء.
ويتحدث الشارع الاردني عن ان بشاعة الصورة التي قدمتها داعش للعالم تتجاوز جغرافية الاردن وتتعدى مجتمعه ومكوناته السياسية والوان الطيف فيه،بشاعة الصورة التي حار المحللون في تحليلها، ومنهم من سماها "داعشوود" هي وحشية مبرمجة موجهة الى العالم أجمع.
وقد علق مصدر عسكري اردني كبير – رفض الكشف عن اسمه – على اخبار انسحاب دولة الامارات العربية المتحدة من التحالف قائلا: "ان الامارات علقت مشاركتها اساسا منذ الخامس والعشرين من كانون اول الماضي، وان الطلعات الجوية الفعلية تنفذها الطائرات الاميركية والاردنية"، واضاف بان للاردن رؤيته ومخططاته الخاصة.
وعلى صعيد متصل قامت الطائرات الاردنية بعدة هجمات على مواقع لداعش منذ فجر الاربعاء الماضي، وصار تقليدا ان تحلق الطائرات فوق عمان والكرك بعد عودتها من مهامها، وبات الناس في انتظار بيانات عسكرية تصدر بين الحين والآخر.
انها الحرب والرد العنيف المزلزل حسبما قالت الحكومة في اعقاب اعدام الطيارالاردني.
مشاركة اردنية في معركة الموصل
المصدر العسكري ذاته افاد اذاعة العراق الحر بان الاردن بالتنسيق مع الولايات المتحدة الاميركية يعمل على تدريب 70 الف مقاتل عراقي سوف يوزعون ضمن قوات الحرس الوطني على المحافظات العراقية عدا كردستان، وأضاف "ان خطة تحرير الموصل تأجلت ربما للصيف او الخريف القادم، وانها تعتمد بالدرجة الاولى على مشاركة القوات الاردنية الخاصة (ذات الكفاءة العالية) الى جانب القوات العراقية والبيشمركة والميليشيات الشيعية، وتقضي بالتوجه من الموصل الى الرقة.
اما سبب التأخير وحسب قول المصدر العسكري فيكمن في صعوبة التنسيق وتعقيدات دخول القوات الاردنية الى الاراضي السورية".
المصدر قال ايضا انه في اعقاب العملية الارهابية التي استهدفت ثلاثة فنادق في عمان عام 2006 والتي أودت بحياة 60 شخصا، اندفع الاردن باتجاه محاربة "القاعدة في بلاد الرافدين" التي أدت الى قتل زعيم القاعدة السابق ابو مصعب الزرقاوي في الثامن من حزيران 2006.
الاردن من عضو الى عضو فعال
وصرح مصدر مقرب من الحكومة بأن الاردن "سينتقل من عضو في التحالف الى عضو نشيط وفعال" واضاف بان ذلك سيترجم مقولة الملك الاردني (سنكون لهم بالمرصاد ونضربهم في عقر دارهم).
هذا وذكرت انباء ان العراق سمح للطيران الاردني بشن ضربات جوية على مواقع داعش في اراضيه شرط ابلاغ السلطات العراقية مسبقا بماهية الاهداف. الانباء اشارت الى ان الاردن طلب من العراق السماح له بشن هذه الغارات غداة اعدام الطيار الكساسبة او بالاحرى نشر شريط الفيديو الذي يعرض عملية الاعدام.
الكساسبة قتل بعد محاولة انزال فاشلة
وفي سياق متصل قال بروس رايدل الباحث في مؤسسة "بروكينغز " الذي كان عميلا للسي اي ايه والمختص بشؤون الشرق الاوسط ان اعدام الطيار الاردني حدث بعد أسره بايام وعلى أثر فشل محاولة كوماندوز اردنية - اميركية في اليوم السابق، حيث جرت محاولة انزال بعد قصف جوي شنته مقاتلات اباتشي وناقلات الند العملاقة (تشينوك) للمجمع الذي كان فيه الكساسبة قرب الرقة السورية التي تعتبر عاصمة "داعش" وان سبب فشل العملية كان كثافة الدفاعات النارية وخاصة من المدافع المضادة 20 مم الامريكية الصنع (وهي الأكثر فتكا على ارتفاعات منخفضة). وكان داعش قد غنم هذه المدافع من الجيش العراقي في الموصل. ولم يعلق الاردن على هذه التعليقات ولم يتطرق اليها.
خبير: داعش يريد جر العالم الى حروب
ولفت الخبير الامني آلي صوفان – عميل ال اف بي آي او مكتب التحقيقات الفيدرالي في الولايات المتحدة، وحدة مكافحة الارهاب ومؤلف كتاب "الرايات السود: قصة هجمات سبتمبر والحرب على القاعدة من الداخل"، لفت الى أن بعض قيادات داعش تعلمت الوحشية من عملها مع اجهزة صدام حسين – حسب قوله- واضاف صوفان انه "يحق للاردن الرد لكنه يجب الا ينجر الى معركة تريدها داعش للخروج من حرب الاستنزاف التي تسببها الضربات الجوية" وأضاف شارحا "ان الضربات الجوية هي استراتيجية طويلة الأمد، لكن داعش تريد دفع العالم الى حرب تنقذهم من ورطتهم الحالية المتمثلة بالموت البطيء".