عاش الاردن يوم الثلاثاء صدمة اعلان داعش اعدامها الطيار الاردني الاسير معاذ الكساسبة حرقا في مشاهد مرعبة لا يمكن النظر اليها – وهو ما أشارت اليه معظم الفضائيات حين بثت الخبر المفجع. وحسب تعبير احد المذيعين الذي قال "ان الذبح اهون مما رأيناه".
الاردنيون يطالبون بالثأر
الاردنيون ومن هول الفاجعة انطلقوا الى الشوارع منددين وساخطين ومطالبين بالثأر.
وعلى الفور أدى تجمع كبير من الشباب الصلاة على روح الشهيد على دوار الداخلية في العاصمة عمان.
في هذه الاثناء توافد العديد من المواطنين على ديوان ابناء الكرك وعند اعلان الحكومة عن استشهاد معاذ قال الناطق باسمها الدكتور محمد المومني "سيرد الاردن ردا مزلزلا".
واعلن الناطق باسم القوات المسلحة "منذ اللحظة الأولى لأسر الطيار الملازم معاذ الكساسبة، والقوات المسلحة تساندها أجهزة الدولة كانت تعمل من أجله، غير أن هذه العصابة المجرمة " تنظيم داعش "أبت الا أن تقتله".
التلفزيون الرسمي الاردني قال ان الطيار الكساسبة الذي أسر في 24 كانون الاول الماضي، تم اعدامه حرقا في الثالث من كانون الثاني الماضي وهو الأمر الذي يعزز موقف الحكومة الاردنية في التفاوض حين أصرت على دليل يؤكد وجود معاذ على قيد الحياة قبل الشروع في تنفيذ اي صفقة.
الملك واعلان الحرب على داعش
ظهور الملك الاردني عبد الله الثاني بالشماغ الاردني "الكوفية الحمراء"، والغضب الذي بدا عليه وهو ينعى معاذ الكساسبة في كلمة متلفزة قصيرة ومكثفة دعا فيها الى وحدة الصف في مواجهة الاجرام الداعشي، هذا الظهور المميز في مشهد غير مسبوق بالنسبة للاردنيين، هو اعلان حرب – حسب الكثير من الاشارات التي وردت في الخطاب.
الملك لم يستخدم اسم تنظيم الدولة الاسلامية بل قال فقط، داعش واجرام داعش، ومن ثم قطع زيارته لواشنطن ليعود الى الاردن.
صباح اليوم الاربعاء الرابع من شباط رشحت اخبار عن التحالف الدولي بقيام القوات المسلحة الاردنية بتنفيذ عمليات على مواقع داعش في العراق لم يعلن عنها الاردن بعد. وكانت الانباء تشير الى ان الاردن اوقف طلعاته الجوية خلال فترة التفاوض التي اعقبت اسر الطيار الاردني.
إعدام الريشاوي والكربولي
فجر الاربعاء ايضا تم تنفيذ حكم الاعدام بالريشاوي والكربولي. وساجدة الريشاوي كانت قد شاركت زوجها في عملية تفجير ثلاثة فنادق في عمان في التاسع من نوفمبر عام 2006، وعرفت باسم "سيدة الاربعاء الاسود".
لم تفلح ساجدة الريشاوي حينها في فك حزامها الناسف والقي القبض عليها وحكمت بالاعدام ولم ينفذ الحكم حينها حيث كان تنفيذ احكام الاعدام متوقفا في الاردن.
أما الكربولي فهو مسؤول الغنائم في تنظيم القاعدة ببلاد الرافدين "منطقة الرطبة" وهو متهم بقتل السائق الاردني خالد الدسوقي في منطقة طريبيل وارتكاب جرائم سرقة واختطاف شاحنات اردنية وسائقيها. وقد قبضت عليه السلطات الاردنية عام 2006.
الشارع الاردني الذي طالب بالانتقام الشديد لا يزال تحت وطأة الصدمة والذهول جراء المشاهد الصادمة لاعدام الطيار.
قبل هذا التطور كان البعض يطالب بانسحاب الاردن من التحالف الدولي اما الان فالكل يطالب بصوت عال بالرد المزلزل وبالاندفاع في التحالف الدولي الى حد المشاركة في حرب برية.
سياسيون: نار الكساسبة ستحرق داعش
سياسيون اردنيون قالوا في تصريحات صحفية: "نار الكساسبة ستحرق داعش" و "داعش تدق المسمار الاخير في نعشها". وقال النائب محمد القطاطشة "الطريقة الوحشية غير المسبوقة في حادثة الطيار الكساسبة ستكون بداية النهاية لداعش".
ويرى محللون ان مراوغة وخداع داعش وعملية الاعدام كلها تهدف الى شق الصف الاردني وخلق شرخ بين النظام والشعب، وفي الوقت ذاته توجه رسالة شديدة اللهجة للعرب تحذرهم من الانضمام للتحالف الدولي.
المحللون يرون ايضا ان داعش لايهمها الرأي العام العربي ولا الاردني كما بات واضحا انها تميز في طرق اعدامها للرهائن. وقال محللون بأن "الاردن وشعب الاردن أثبتا الصبر والقوة والتحمل ورد كيد داعش الى نحرها".
الشعب يؤازر الحكومة واسرة الطيار
مظاهر وقفة الشعب الاردني مع حكومته في هذه المحنة شواهدها ظاهرة للعيان فهي تتجلى في مجالس العزاء ووقفات المؤسسات والاحزاب والهيئات الشعبية المؤازرة لاسرة الطيار والمناصرة للحكومة حتى ان اصوات المطالبة بالانتقام والرد الشديد تتعالى في الشارع ووسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي، وقد أدى الناس صلاة الظهر وصلاة الغائب اليوم الاربعاء في مساجد الاردن كما تقيم الكنائس قداسا عاما مساء اليوم.
وحول المطالبة بالانتقام والرد البليغ على جريمة داعش قال فيصل وهو طالب جامعي "كنت ككثير من الاردنيين اطالب بانسحاب الاردن من التحالف الدولي. الآن الوضع اختلف وانا مع الرد المزلزل". وقال احمد "كان من الحكمة لداعش ان يبادل سجناءه بمعاذ ويطالب بخروج الاردن من التحالف. الان كل الشارع الاردني يطالب بحرب شاملة حامية الوطيس على داعش وحتى الحرب البرية".